قصة قصيرة
المطلق
طلّق زوجته غاضبا بعد ان نفذ صبره لكثرة الخلافات بينهما. وبعد ايام شعر بالندم والوحدة. اراد ان يعيدها لعرينه لكنها رفضت وقطعت كل الحبال التي كانت تربط بينهما. وبعد فترة التقى مع صديقه راتب، فشكى له حاله، قال له انه بحاجة ماسة لامرأة تشاركه الحياة وتملأ فراغه وتخفّف الملل الذي يمر بحياته. يحتاها لتهوّن عليه حالته النفسيّة التي ارهقته ومن الحرمان المر فما اصعبه ان تنقطع العلاقة مع انثى اعتدت وجودها. كم يعاني لرجل الذي اعتاد امرأة يقضي معها اوقاته يتبادلا الحب. هو يؤمن بان الحب هو الذي يعطي الطعم للحياة والحب يوقظ السعادة داخل المرء، يحيي فيه الشباب. ماذا يفعل بشعور اقضّ مضجعه وجعل حياته جحيما لا يطاق. حين التقى مع صديق لفت نظره لبرامج التواصل الاجتماعي الفيس بوك والرسائل التي توصله مع الكثيرات. والواتس اب وغيرها من هذه التقنيات الحديثة. اجاب احمد لقد كبرت على هذه الاعمال والولدنات. فقد بلغت السادسة والسبعون من عمري. رغم شعور بانني ما زلت في ريعان الشباب. لم يتغيّر عندي احساسي بالرجولة ولا تغيرت رغبتي بالنساء. فانا اشتهي كل امرأة اراها لجوعي لهن. كم حاولت ان الفت نظر اي امرأة اقابلها. لكنني لا اجد منهن من تبادلني رغبتي. قال له صديقه لا تيأس فقد تجد امراة حاجتها ملحّة مثلك. وتتوق لرجل مثلك خبير. صمت احمد ولم يجبه. قال له صديقه جرّب لن تندم. واخذ يشرح له الطريقة التي يستطيع بها ان يتواصل مع اي امرأة. فقد يجد بينهن ضالته. وبعد ان تعرف احمد على طريقة التواصل في الفيس والرسائل، شكر صديقه راتب وذهب الى اول دكان هواتف واشترى له هاتفا ذكيا حمله فرحا كطفل صغير وعاد الى البيت بعد ان اخذ التعليمات الكاملة من صاحب الحانوت. وبعد ان فتح له صفحة خاصة به في الفيس. مشا مهرولا الى البيت وقد ايقظ هذا المحمول الطفل المشاغب داخله. فما عاد يحتمل السكينة التي عاشها بعد طلاقه من زوجته والسكون. دخل غرفته واغلق بابه وبدأ يداعب المحمول فرحا. واصبح منذ هذه الساعة التي امتلك فيها المحمول عبدا لهذه الالة العجيبة وقد رأى من خلالها العالم.
اخذ يبحث باستغراب لما يراه من وجوه جميلة واحتار مع من يبدء، وكيف يبدء. وايقظ داخله الاسد غضنفر ليتمكن من التواصل مع امرأة. وكونه خبير كلام لفت نظر سيدات كثيرات والنساء يغرهن الكلام الجميل ويقتلهن الثناء.
هو يعلم من اين تؤكل الكتف. رغم انه ليس لدية خبرة بالتعامل مع النساء، اعتمد على بلاغته ولسانه. وتجاوبن معه من كل القطار. هو لا يعلم طبع النساء ولا عاشر امرأة غير زوجته. لكنه خبير بالكلام. ما زال يحبو بمعرفة طباع الغانيات اللواتي يتلاعبن بمشاعر الرجال. فتغويه وتغريه حتى تتمكن منه لتسلبه مشاعره وافكاره وتستحوذ على فكره وعواطفه لتسعد بانها ما زالت مرغوبة. لم يدرك من لهفته على امرأة مقاصدها وماذا تكيد له هي سلوى التي اكثرت من الحديث معه والتي تمادت بالغنج حتى افقدته صوابه. وحين لاحظ زوجها اهتمامها بالهاتف الى هذا الحد. قالت انه رجلا لا اعرفه يعاكسني يريد ان يبني معي علاقة وانا ارده لكنه لا يسمع ولا يريد ان يتركني بحالي.. فجن جنون زوجها وطلب منها ان توافق على لقاء يجمعهما سوية في مكان ما. وحين وافقت على اللقاء جن فرحا ولهفة. لم يعلم بماذا ورّطته حبيبته وقد صدق انها تحبه وتتشوّق للقائه، ولم يعلم ماذا كان زوجها يكيد له.
ذهب احمد ليلقاها لبس اجمل ثيابه وتعطّر قال لها لا تتأخري انني مجنونك. دخل المكان المعهود انتظرها وقد حضرت باجمل حلّة. فافقده حسنها عقله. حين رآها قادمة نهض ليستقبلها فرحا. جلس على المقعد الى جانبها وبدا على وجهه الفرح وهي ابتسمت بسرها فهي تعرف جنون زوجها وغيرته. وفي قمة سعادته، حلّ ما لم يخطر بباله. دخل عليهما زوجها هو لا يعرف من هذا الذي اخترق اللقاء كالقضاء المستعجل. مرّ الى جانبه وتدخّل بما لا يعنيه. استغرب حين ساله هذا الشاب الوسيم المفتّل العضلات هل انت سعيد؟
اجابه احمد الحمد لله. وعاد يساله انت متأكد انك سعيد؟
انا راح اخليك اسعد واحد بالحياة. استغرب احمد لوقاحة هذا الرجل والذي قطع عليهما سعادتهما والحديث الشيّق ما زال باوله. هو لم يتعرّف عليها بعد وما كاد يسالها عن حالها دخل هذا المتطفّل واشبعه ضربا ولكما حتى سقط على الارض. المارة ينظرون الى هذا المسكين الذي وقع بيد هذا المتوحّش. سال دمه من اسنانه وعينيه تورمتا من الضرب المبرح. كان احمد المسكين الذي اضعفته السنين مستسلما امام هذا العملاق الذي غزا لقاء الاحبة واشبعه ضربا حتى هوى على الارض صاغرا للقضاء والقدر الذي حطّ عليه.
حاول الوقوف لكن قدماه لا تحملانه. سقط على الارض مغشيا عليه. لكنه رغم حالته المزرية سمع صوتا يصرخ في اذنه انا زوج سلوى يا روميو.
تركه هذا العملاق اخذ زوجته وعاد الى بيته سعيدا كونه اعاد لنفسه كرامته وادّب ذاك المتطفّل. كيف يجرؤ هذا العجوز على اقتحام بيتي وعرضي.
عاد احمد الى البيت مهشّما يعرج وظهره منحني. وحين سأله ابنه الوحيد رمى الهاتف المحمول من يده ولعن صديقه الذي اغواه ولم يجب. وحين اصر ابنه على السؤال قال له اياك والمحمول يا ولدي. وما زالت الحقيقة تشغل فكر ولده وتحيّره...
المطلق
طلّق زوجته غاضبا بعد ان نفذ صبره لكثرة الخلافات بينهما. وبعد ايام شعر بالندم والوحدة. اراد ان يعيدها لعرينه لكنها رفضت وقطعت كل الحبال التي كانت تربط بينهما. وبعد فترة التقى مع صديقه راتب، فشكى له حاله، قال له انه بحاجة ماسة لامرأة تشاركه الحياة وتملأ فراغه وتخفّف الملل الذي يمر بحياته. يحتاها لتهوّن عليه حالته النفسيّة التي ارهقته ومن الحرمان المر فما اصعبه ان تنقطع العلاقة مع انثى اعتدت وجودها. كم يعاني لرجل الذي اعتاد امرأة يقضي معها اوقاته يتبادلا الحب. هو يؤمن بان الحب هو الذي يعطي الطعم للحياة والحب يوقظ السعادة داخل المرء، يحيي فيه الشباب. ماذا يفعل بشعور اقضّ مضجعه وجعل حياته جحيما لا يطاق. حين التقى مع صديق لفت نظره لبرامج التواصل الاجتماعي الفيس بوك والرسائل التي توصله مع الكثيرات. والواتس اب وغيرها من هذه التقنيات الحديثة. اجاب احمد لقد كبرت على هذه الاعمال والولدنات. فقد بلغت السادسة والسبعون من عمري. رغم شعور بانني ما زلت في ريعان الشباب. لم يتغيّر عندي احساسي بالرجولة ولا تغيرت رغبتي بالنساء. فانا اشتهي كل امرأة اراها لجوعي لهن. كم حاولت ان الفت نظر اي امرأة اقابلها. لكنني لا اجد منهن من تبادلني رغبتي. قال له صديقه لا تيأس فقد تجد امراة حاجتها ملحّة مثلك. وتتوق لرجل مثلك خبير. صمت احمد ولم يجبه. قال له صديقه جرّب لن تندم. واخذ يشرح له الطريقة التي يستطيع بها ان يتواصل مع اي امرأة. فقد يجد بينهن ضالته. وبعد ان تعرف احمد على طريقة التواصل في الفيس والرسائل، شكر صديقه راتب وذهب الى اول دكان هواتف واشترى له هاتفا ذكيا حمله فرحا كطفل صغير وعاد الى البيت بعد ان اخذ التعليمات الكاملة من صاحب الحانوت. وبعد ان فتح له صفحة خاصة به في الفيس. مشا مهرولا الى البيت وقد ايقظ هذا المحمول الطفل المشاغب داخله. فما عاد يحتمل السكينة التي عاشها بعد طلاقه من زوجته والسكون. دخل غرفته واغلق بابه وبدأ يداعب المحمول فرحا. واصبح منذ هذه الساعة التي امتلك فيها المحمول عبدا لهذه الالة العجيبة وقد رأى من خلالها العالم.
اخذ يبحث باستغراب لما يراه من وجوه جميلة واحتار مع من يبدء، وكيف يبدء. وايقظ داخله الاسد غضنفر ليتمكن من التواصل مع امرأة. وكونه خبير كلام لفت نظر سيدات كثيرات والنساء يغرهن الكلام الجميل ويقتلهن الثناء.
هو يعلم من اين تؤكل الكتف. رغم انه ليس لدية خبرة بالتعامل مع النساء، اعتمد على بلاغته ولسانه. وتجاوبن معه من كل القطار. هو لا يعلم طبع النساء ولا عاشر امرأة غير زوجته. لكنه خبير بالكلام. ما زال يحبو بمعرفة طباع الغانيات اللواتي يتلاعبن بمشاعر الرجال. فتغويه وتغريه حتى تتمكن منه لتسلبه مشاعره وافكاره وتستحوذ على فكره وعواطفه لتسعد بانها ما زالت مرغوبة. لم يدرك من لهفته على امرأة مقاصدها وماذا تكيد له هي سلوى التي اكثرت من الحديث معه والتي تمادت بالغنج حتى افقدته صوابه. وحين لاحظ زوجها اهتمامها بالهاتف الى هذا الحد. قالت انه رجلا لا اعرفه يعاكسني يريد ان يبني معي علاقة وانا ارده لكنه لا يسمع ولا يريد ان يتركني بحالي.. فجن جنون زوجها وطلب منها ان توافق على لقاء يجمعهما سوية في مكان ما. وحين وافقت على اللقاء جن فرحا ولهفة. لم يعلم بماذا ورّطته حبيبته وقد صدق انها تحبه وتتشوّق للقائه، ولم يعلم ماذا كان زوجها يكيد له.
ذهب احمد ليلقاها لبس اجمل ثيابه وتعطّر قال لها لا تتأخري انني مجنونك. دخل المكان المعهود انتظرها وقد حضرت باجمل حلّة. فافقده حسنها عقله. حين رآها قادمة نهض ليستقبلها فرحا. جلس على المقعد الى جانبها وبدا على وجهه الفرح وهي ابتسمت بسرها فهي تعرف جنون زوجها وغيرته. وفي قمة سعادته، حلّ ما لم يخطر بباله. دخل عليهما زوجها هو لا يعرف من هذا الذي اخترق اللقاء كالقضاء المستعجل. مرّ الى جانبه وتدخّل بما لا يعنيه. استغرب حين ساله هذا الشاب الوسيم المفتّل العضلات هل انت سعيد؟
اجابه احمد الحمد لله. وعاد يساله انت متأكد انك سعيد؟
انا راح اخليك اسعد واحد بالحياة. استغرب احمد لوقاحة هذا الرجل والذي قطع عليهما سعادتهما والحديث الشيّق ما زال باوله. هو لم يتعرّف عليها بعد وما كاد يسالها عن حالها دخل هذا المتطفّل واشبعه ضربا ولكما حتى سقط على الارض. المارة ينظرون الى هذا المسكين الذي وقع بيد هذا المتوحّش. سال دمه من اسنانه وعينيه تورمتا من الضرب المبرح. كان احمد المسكين الذي اضعفته السنين مستسلما امام هذا العملاق الذي غزا لقاء الاحبة واشبعه ضربا حتى هوى على الارض صاغرا للقضاء والقدر الذي حطّ عليه.
حاول الوقوف لكن قدماه لا تحملانه. سقط على الارض مغشيا عليه. لكنه رغم حالته المزرية سمع صوتا يصرخ في اذنه انا زوج سلوى يا روميو.
تركه هذا العملاق اخذ زوجته وعاد الى بيته سعيدا كونه اعاد لنفسه كرامته وادّب ذاك المتطفّل. كيف يجرؤ هذا العجوز على اقتحام بيتي وعرضي.
عاد احمد الى البيت مهشّما يعرج وظهره منحني. وحين سأله ابنه الوحيد رمى الهاتف المحمول من يده ولعن صديقه الذي اغواه ولم يجب. وحين اصر ابنه على السؤال قال له اياك والمحمول يا ولدي. وما زالت الحقيقة تشغل فكر ولده وتحيّره...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق