أياااا..ذلك الغريب..!!
............................
في حياة كل منا..
يمر ذلك الغريب يوما ما..
على بساط اللحظة..
غريب رؤية..
أو غريب تعارف..
أو غريب مشاعر..
ما كان أبدا غريبا..
ربما يكون ابن قلبك الضائع..
منذ مولد نبضك على قيد العدم..
ربما..
نصف روحك التائهة منذ القدم..
ربما نطفة أنفاسك التي تبحث عنها منذ ألف عام..
ربما بقايا الحكايات التي لم تروها حكايا شهرزاد..
على مسامع الليل والسمار وأسرار شهريار قبل أن يصاب بالجنون..
ربما ذلك الياسمين الذي فرغت لأجله رئتيك من الشهيق والزفير لعدة سنوات..
لتعلن ذات فراق..
عفوا ذات لقاء..
انتصارا لم يشهد الكون مثله بلقياه الحلم..
يلوح لك خياله من بعيد كأنك تعرفه..
حتما سيحس وجعك ذلك الغريب..
ربما تلتقيان فجأة في أحد الأزقة..
أو على رصيف فارغ آخر الليل..
تتعثر به فجأة..
كهائم يتعثر بحجر عثرة..فيستفق..
تنزف له وجعك..
ثم يمضي كل منكما في طريقه..
على احتمالية أن تعودا كما كنتما قبلا..
لكن المؤكد..
أن شيئا لن يعود كما كان..
رغم أنها ذات الدرب التي جمعت بينكما..
وذات الشوارع ونفس الزقاق ربما..
ونفس ملامح الرصيف الذي جمعكما..
لكن صوت صفير الريح ينذر بقدوم عاصفة..
يخبرك علم التعلق بحجم الفراغ الذي ستعانيه..
مؤكد أن هناك شئ ما تغير..
تظل تبحث كثيرا كثيرا ولا جواب..
ولاااااا جواب..
تبحث طويلا عن تسمية لما حدث..
ليعتري لغتك فجأة ذلك الخرس..
تهطل أبجديتك بكما..
وكأن الأبجدية ولدت عجماء..
أو مضمون ما حدث ليس له اسم في الإصطلاح..
ستدور طويلا في فراغ..
وتلف حول الفراغ..
ويتكثف الفراغ بداخلك..
لدرجة أنك قد تتسربله..
وتضرب رأسك بحائط من حنين مشوه..
تغوص في أعماقك..
لتجد عجزك يتوسد رأس قصيدك..
وتبقي كل دواوينك بلا عنوان..
ستكتشف أنك على أحسن الأحوال..
ستسميه لقاء غريبين..
في زقاق وجع..
أو..
على قارعة سفر..
سيقول لك ذلك الآخر..
بلسان الصمت عبرة نظرة وإيماءة..
جئنا غريبين لنلتقي على غير موعد..
ولا خريطة مكان..
ولا تضاريس معلومة..
ولا عنوان تتوجه إليه زوارق اللقاء..
ولا زمن يعنون رؤوس التراتيل..
جئنا غريبين لنلتقي فجأة على رصيف حرف..
لنلتقي في ساحة كلمة..
أو في محراب قصيدة..
يتلو أحدنا وجعه في حضرة الآخر..
ونرحل فجأة أيضا على غير موعد..
أليس كل ما فينا مواسم للسفر؟!..
ومرافئ للرحيل..
سنشعر حتما بحزن هو في أصله باقي تركتنا المثقلة..
بحجم جبل أو يزيد..
كل ذلك من أجل غريب لم يكن يوما غريبا..
جئنا غريبين بلا ملامح..
ووشاح الألم يخفي ما بقى من جراحنا ظاهرا للعيان..
لنتعرى من ثقل الحمل ولو للحظة..
ليدون الموجوع فينا نوتة حزنة على صدر الآخر..
على ورق قوامه الضلوع..
وبين طيات كتاب صفحاته نبض خافق..
ليترك كل منا في قدر الآخر بصمة لن ينساها أبدا..
إنها بصمة ذلك الغريب..
ترى..
هل هذه أول مرة نلتقي؟!..
أم التقينا ذات زمن..
ذات ماض..
أو ذات عدم..
ألسنا هناك في حضن السدى تائهين..
كل منا يبحث عن تلك الروح التي منحته بارقة أمل للحظة ما..
ثم ضاعت فجأة تحت حجب الظلام..
ألسنا هناك نتنفس ذلك الهواء المعتق برائحة الألم..
نعم مؤكد..
إننا هناك..
وهنا نحن لاشي..
محض وجوه بلا ملامح ولا تقاسيم كجدران معابد بلا معالم وصلاة قربى بلا طقوس..
فقط تلك الأجزاء..
التي تتبعثر في كل مكان حاملة بقايانا..
لتبعثرها كعصف تلتهمه ريح صرصر في يوم عاصف..
على قيد الهباء..
مثل ذلك العاصي على ملة الكفران يؤدي زلفاه..
يقال له..
عاملة ناصبة..تصلى نارا حامية..
سيقول لك ذلك الغريب فجأة..
بعد حرقة الدواخل..
ما قصدت أن أخلف بدل حكايا الصمت وجعا بحجم لجة تموج عمقها الأرض السابعة..
وسطحها سدرة المنتهى..
ما قصدت أبدا أن أترك كلي في روح أخرى..
لأرحل بلا روح بذلك الوجع من جديد..
إنما كنت أود أن أستظل بك حينا..
كعابر سبيل استظل بشجرة وقت الهجير..
ثم راح وتركها..
أخذ أشياءه معه..
لكن بقي منه ذلك الأثر..
ولا مفر..
لأن الأصل فينا الفراق..
فهل كنا يوما غريبين؟!..
هل كنا حقا غريبين؟!..
لديك سر الأحجية..
فهل من جواب؟!..
أيا.....
ذلك الغريب..
..................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
............................
في حياة كل منا..
يمر ذلك الغريب يوما ما..
على بساط اللحظة..
غريب رؤية..
أو غريب تعارف..
أو غريب مشاعر..
ما كان أبدا غريبا..
ربما يكون ابن قلبك الضائع..
منذ مولد نبضك على قيد العدم..
ربما..
نصف روحك التائهة منذ القدم..
ربما نطفة أنفاسك التي تبحث عنها منذ ألف عام..
ربما بقايا الحكايات التي لم تروها حكايا شهرزاد..
على مسامع الليل والسمار وأسرار شهريار قبل أن يصاب بالجنون..
ربما ذلك الياسمين الذي فرغت لأجله رئتيك من الشهيق والزفير لعدة سنوات..
لتعلن ذات فراق..
عفوا ذات لقاء..
انتصارا لم يشهد الكون مثله بلقياه الحلم..
يلوح لك خياله من بعيد كأنك تعرفه..
حتما سيحس وجعك ذلك الغريب..
ربما تلتقيان فجأة في أحد الأزقة..
أو على رصيف فارغ آخر الليل..
تتعثر به فجأة..
كهائم يتعثر بحجر عثرة..فيستفق..
تنزف له وجعك..
ثم يمضي كل منكما في طريقه..
على احتمالية أن تعودا كما كنتما قبلا..
لكن المؤكد..
أن شيئا لن يعود كما كان..
رغم أنها ذات الدرب التي جمعت بينكما..
وذات الشوارع ونفس الزقاق ربما..
ونفس ملامح الرصيف الذي جمعكما..
لكن صوت صفير الريح ينذر بقدوم عاصفة..
يخبرك علم التعلق بحجم الفراغ الذي ستعانيه..
مؤكد أن هناك شئ ما تغير..
تظل تبحث كثيرا كثيرا ولا جواب..
ولاااااا جواب..
تبحث طويلا عن تسمية لما حدث..
ليعتري لغتك فجأة ذلك الخرس..
تهطل أبجديتك بكما..
وكأن الأبجدية ولدت عجماء..
أو مضمون ما حدث ليس له اسم في الإصطلاح..
ستدور طويلا في فراغ..
وتلف حول الفراغ..
ويتكثف الفراغ بداخلك..
لدرجة أنك قد تتسربله..
وتضرب رأسك بحائط من حنين مشوه..
تغوص في أعماقك..
لتجد عجزك يتوسد رأس قصيدك..
وتبقي كل دواوينك بلا عنوان..
ستكتشف أنك على أحسن الأحوال..
ستسميه لقاء غريبين..
في زقاق وجع..
أو..
على قارعة سفر..
سيقول لك ذلك الآخر..
بلسان الصمت عبرة نظرة وإيماءة..
جئنا غريبين لنلتقي على غير موعد..
ولا خريطة مكان..
ولا تضاريس معلومة..
ولا عنوان تتوجه إليه زوارق اللقاء..
ولا زمن يعنون رؤوس التراتيل..
جئنا غريبين لنلتقي فجأة على رصيف حرف..
لنلتقي في ساحة كلمة..
أو في محراب قصيدة..
يتلو أحدنا وجعه في حضرة الآخر..
ونرحل فجأة أيضا على غير موعد..
أليس كل ما فينا مواسم للسفر؟!..
ومرافئ للرحيل..
سنشعر حتما بحزن هو في أصله باقي تركتنا المثقلة..
بحجم جبل أو يزيد..
كل ذلك من أجل غريب لم يكن يوما غريبا..
جئنا غريبين بلا ملامح..
ووشاح الألم يخفي ما بقى من جراحنا ظاهرا للعيان..
لنتعرى من ثقل الحمل ولو للحظة..
ليدون الموجوع فينا نوتة حزنة على صدر الآخر..
على ورق قوامه الضلوع..
وبين طيات كتاب صفحاته نبض خافق..
ليترك كل منا في قدر الآخر بصمة لن ينساها أبدا..
إنها بصمة ذلك الغريب..
ترى..
هل هذه أول مرة نلتقي؟!..
أم التقينا ذات زمن..
ذات ماض..
أو ذات عدم..
ألسنا هناك في حضن السدى تائهين..
كل منا يبحث عن تلك الروح التي منحته بارقة أمل للحظة ما..
ثم ضاعت فجأة تحت حجب الظلام..
ألسنا هناك نتنفس ذلك الهواء المعتق برائحة الألم..
نعم مؤكد..
إننا هناك..
وهنا نحن لاشي..
محض وجوه بلا ملامح ولا تقاسيم كجدران معابد بلا معالم وصلاة قربى بلا طقوس..
فقط تلك الأجزاء..
التي تتبعثر في كل مكان حاملة بقايانا..
لتبعثرها كعصف تلتهمه ريح صرصر في يوم عاصف..
على قيد الهباء..
مثل ذلك العاصي على ملة الكفران يؤدي زلفاه..
يقال له..
عاملة ناصبة..تصلى نارا حامية..
سيقول لك ذلك الغريب فجأة..
بعد حرقة الدواخل..
ما قصدت أن أخلف بدل حكايا الصمت وجعا بحجم لجة تموج عمقها الأرض السابعة..
وسطحها سدرة المنتهى..
ما قصدت أبدا أن أترك كلي في روح أخرى..
لأرحل بلا روح بذلك الوجع من جديد..
إنما كنت أود أن أستظل بك حينا..
كعابر سبيل استظل بشجرة وقت الهجير..
ثم راح وتركها..
أخذ أشياءه معه..
لكن بقي منه ذلك الأثر..
ولا مفر..
لأن الأصل فينا الفراق..
فهل كنا يوما غريبين؟!..
هل كنا حقا غريبين؟!..
لديك سر الأحجية..
فهل من جواب؟!..
أيا.....
ذلك الغريب..
..................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق