الاثنين، 1 يوليو 2019

أحمد محمد شديفات يكتب ....

بسم الله الرحمن الرحيم

قبس من نور

"وَتَرَى الشَّمْسَ"

 مجرد رؤية الشمس في طلوعها وإشراقها بأم عينيك بداية إعجاز لكل البشر ولفت نظر لما يستفاد منها، فمن منا لم ير ويحس ويشعر بطلوعها وغروبها يوميا ،،،

 إلا أن المسألة ليست في هذا، وإنما في تسخير هذه الآية الكونية ووضعها على عظم جُرمها في خدمة أصحاب الكهف لكرامتهم عند الله وإيمانهم به، وهذا التسخير تظهر قيمته لأهل الإيمان خاصة في كل زمان.......

فأصحاب الكهف  ذللت لهم الشمس ولا أحد ينكر ذلك لأن المتحدث الله جل جلاله فهؤلاء  يأخذون قسطا كافيا من أشعة الشمس كالأحياء فهم في حالة رقود مؤقت، والدليل القرآن "ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ" أعادهم الله للحياة بعد فترة وجيزة من الزمن...

فمن منا لا يرى الشمس إذا طلعت؟؟؟الكل يرى ذلك.... ولكن ما يتبع الرؤية من دورها فأنظر كلمة "تَّزَاوَرُ" فهي اختيرت لمرة واحدة لتأدية الدور الفريد للشمس في حركتها فهي مأمورة للجهة المعينة بالذات، وبزاوية محددة لا تتعداها من جهة اليمين فهذه الأشعة المرسلة بدرجة ميلان مقدرة نحو أجسادهم بطريقة غير مؤذية لهم يوميا صيفا وشتاء دون نسيان أو خلل كل هذه المدة الطويلة ،ما هو إلا دليل قدرة الله المسير للكون، وهذا لا يستوعبه فكر إنسان بهذه الدقة العلمية الموصوفة......... 

 ويوضح لنا ذلك الإعجاز كيف تم حمايتهم ورعايتهم من البِلى دون أن تأكل الارض أجسادهم ولا رائحة تنبعث منهم ولا جَيّفُوا  رغما من عدم الأكل أو الشراب...     فالكون كله تحرك والتزم بما الزمه الله به من خدمة هؤلاء الفتية، عندما أخلصوا لله. وتوجيه آخر خدماتي من الكون خصوصية خاصة بهم  دون غيرهم فكأن الشمس تطلع  وتغيب عنهم حسب حاجتهم {وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} وكلمة "تَقْرِضُهُمْ" استعيرت لمرة واحد لهذا المكان لتقوم بواجبها من جهة اليسار ثم غربت بغروب الشمس، فكلمتا "تَزَاوَرُ" وتقرضهم" اختلفتا معنا ولفظا ومهمة دورا مع أن المصدر واحد وهو الشمس؟؟؟

 فالتزاور مرافق لحركة شروق الشمس وانبعاث طاقتها وحرارتها وميلانها وزوالها عن كبد السماء هذا دور أنتهى مقدر...

وتأتي حالة أخرى عكسية لأشعة الشمس  بميل آخر غير الطلوع "وتقرضهم" وهو وقت دخول الظل وتبدأ الحرارة بالاِنْخِفاض وأشعة الشمس تلامس سطح الأرض، ولكل دوره ووظيفته يؤديه نحو أصحاب الكهف" وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ"

كل ذلك الآيات تتحرك بإرادة الله على عظمها،،،،،       

ويسوقها الله ليتفكر الإنسان فيما خلق له الرحمن وسخره لخدمته  فالإحياء حركتهم تتوافق مع حركة دوران الكون...

"تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ" الجاثية6

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...