قصة قصيرة: الحكم بعد المداولة.
شلال جارف من الدموع مخلوط بالمخاط يغطي خديها محدثا بهمااخاديد عميقة.تبدو بشعر اشعث ومنفوش وثوب ابيض مهلهل كميت هرب من القبر.هذا ما كاد يقع ، فقد ضبطت ليلا متلبسة مع زوجها الميت.
اقتادها رجال الدرك إلى مكتب الاستنطاق. رفضت الجلوس على كرسي الاعتراف رعم محاولات الدركي المتكررة. فضلت ان تقعى جنب الجدار و بعينين غائرتين ترى مايجري حولها ولاتفهم من هول الصدمة. كانت الامور دوما تمر بخير الاهذه المرة. اسئلة متضاربة تتناسل في عقلها، وهل لديها عقل؟ كانت في حوار داخلي لما دفعها الدركي بحذائه الثقيل:
" إمسحي وجهك ايتها المجر...". رفعت إليه ذاك الوجه القبيح متوسلة الرحمة. لكنه نهرها ::" أنت تعرفين الرحمة؟"" وهم بفك حزامه الجلدي وإعطائها وجبة دسمة لولا ان باغته رئيسه. :" لا تفعل " تراجع إلى الوراء وقدم التحية لرئيسه .:"" هل اعترفت؟" - ::"لا شاف ".وبصوته الجهوري لم يهز أركان كيانها المحطم فقط وإنما المخفر
برمته. ؛"قومي.هيا.:" .لم تقو على الوقوف فزحفت على اربع الى أن وصلت الكرسي. تشبتت بحاشية المكتب بيدين نحيفتين وبصعوبة بالغة تمكنت من الجلوس على المقعد.تدلى راسها الى الامام حتى كادت تسقط أرضا. نهرها من جديد:" إرفعي رأسك وإحك ماذا كنت تفعلين مع زوجك الميت. ؟"
فتحت فاها لتتكلم فلم تجد فيها صوتا.فاخذت تفتحه وتغلقه دون ان تقول شيئا. استشاط الشاف غضباوبدون شعور تحركت يده لتلطمها لكنه تدارك الامر في اخر لحظة.:" هل تلعبين معنا؟"ثم امر مرؤوسه باحضار سلك الكهرباء. :"" إما أن تعترفي بكل شيء واما سنشويك.أسمعت؟؟" هزت راسها موافقة على الكلام وبدأت تستخرج حرفا حرفا تحت التهديد ، إلى أن فكت عقدة لسانها. :"" ستعيدين حكي كل هذا امام القاضي في الأسبوع القادم. " .وبإشارة من يده جر الدركي الثاني المتهمة إلى زنزانة بالقبو ،ليلقي بها كشوال من القش أراد التخلص منه.
تناهى إلى سمعها صرير الباب الحديدي وهو يغلق بمزلاج ولكنها بقيت في نفس الوضع الذي سقطت عليه.لما استيقظت من غفوتهاوعادت نسببا الى وعيها، على الأقل هذا ما اعتقدته تأكدت انها هي فاطنة .رات نفسها منزوية بالببت الذي ملأته زعيقا ونواحا.تذكرت ان امها كانت ضربتها لانها افشت سرا ما. فقد امرتها أن تقول أي شيء غير الحقيقة، إذا سألها أبوها المعطي: : " ذهبناعند الفقيه واعطاني حلوى. " وجه المعطي نظرات شزراء لعائشة. ثم قام يجرها من شعرها وهو يصيح: : إذا أردت الذهاب عند ذاك الفقيه الشاب الأعزب إذهبي لوحدك بدون ابنتي."
بدأت توبخ نفسها، لكن بعد حين خرجت عائشة، أمها من إحدى الزوايا المظلمة للزنزانة:" انت مسخوطة.هذا هو الجزاء الذي تستحقين. " رمتها بهذا الكلام كما يرمى متهم بالخيانة العظمى بالرصاص..أغمضت عينيها ووضعت أصابعها في اذنيها حتى لا تسمع أو ترى تلك التي كانت تدعي انها أمها ولم تكتشف انها ليست الازوجة ابيها إلا بعد دفن المعلم المعطي .تراءى بهيئته الغير ملفتة للنظر .فلباسه تقليدي عادي ، مثل سكان المنطقة، وهي بنواحي مدينة مراكش.ما يثير النظر هو شاربه الكث ولحيته الشديدة السواد.ابتسمت وهي تتذكر تفاصيل ملامحه:" ابتسامتها نسخة طبقة الأصل لابتسامته.". وانهمرت الدموع بغزارة وهي تتذكر حنانه ورقة معاملته .لكنه مات.مات ماااااات.لا .لا.لم يمت ولكنه قتل.أه! نعم قتل.وانا عرفت القاتل. انا ايضا متواطئة بسكوتي. لكن ماذا عساي افعل وعائشة ورطتني معها في قتله.كانت تضع له في الشاي حبات الكسكسي المهيأة بيد الميت. كما أخبرني عباس فيما بعد ،وهكذا بداته علة حار فيها طبيب القرية. كل ليلة كانت تعطيه كؤوس شاي منعنع. ويوما عن يوم تتدهور صحته إلى أن توفي رحمة الله عليه.عمري انذاك لا يتجاوز التانية عشرة.
حين أحست عائشة أني ربما سافشي السر، لأنه أسابيع وانا ابكي المرحوم الذي كان سندي في هذه الحياة ، لكني غدرته تحت تأثير الأفعى عائشة ومن ورائها الفقيه الشاب الذي اعمى بصيرتها وصارت تنفذ كل طلباته .كانا يختليان معا ليلا، وانا تغلق علي الغرفة من الخارج .
وفي أحدى الليالي خدرها الفقيه عباس واغلق عليها الغرفة من الخارج، ثم هجم علي كالوحش ولولا اني لاينته وجاريته بالكلام لكان قد افترسني وتركني عرضة للسخرية. والحمد لله فاني قد أبعدته عني دون ان يمسني.
وفي اليوم الموالي طلب يدي للزواج من تلك التي كنت اناديها أمي. رفضت وارعدت وازبدت و صارت تهدده؛ لكنه كان أذكى وأقوى، بحيث اخبرني أنها كانت تدس حبات الكسكسي لابي في الشاي كما سبق وهددها إما ان يتزوجني او يعلم رجال الدرك. وقد حاولت إقناعي برفضه ، لكنني لم أعد اثق بها و ايضا سحرني بكلامه وجعلني احلم به زوجا وسندا، خاصة وانه لا أحد يسأل عني من عائلتي: أعمامي ولا حتى اخوالي.لا احد.
تزوجته. ولم يمض اسبوع على ذلك حتى ماتت الشريرة بغيظها.فبدات اكتشف ما يقوم به الفقيه عباس. فهو يصلي بالناس بشكل مواضب.ويعطي الاحاديث والمواعظ .ويظهر عكس ما يبطن..اكتشفت انه يتقصى معلوماته عن كل عائلات المدشر.ويكتبها في دفتر خاص. وحين تزوره امرأة ما.يطلب منها ان تنتظره ريثما يصلى صلاة استخارة ويعود. ولكنه في الحقيقة كان يراجع المعلومات الخاصة بعائلتها.
وهذا ما جعل النساء ينبهرن من قدراته ويثقن بكلامه، فيعطينه كل ما.يطلب.
رضيت بالعيش معه وصرت مساعدة له. تعلمت منه الخداع والمكر.لكنه طعنني.أي نعم طعنني .فمرة وقع شنآن بيننا فبصق في وجهي كلاما جعلني استعر وألتهب .كان ذلك يوم السوق الاسبوعي لما طلبت منه اقتناء بعض الاغراض للبيت.ودون ان ادري العلاقة بين طلبي وسلوكه المشين هذا.:""انت لقيطة وذاك الذي تناديه بأبيك ليس كذلك وإنما فقط عثر عليك قرب إحدى السواقي ملفوفة في ثوب اسود ." لا لم اصدق أي شيء من كلامه." إسألي العجوز فطومة فهي الوحيدة التي تعرف هذا السر ." لم أتمالك نفسي فهرولت نحو بيت العجوز وكنت اناديها "جدة" فطومة .أكدت الامر وعقدته.أه !ما أتعسني ! لماذا أنا يارب لماذا من دون الناس؟ قالت إن أمي ألقت بنفسها في البئر هروبا من الفضيحة . وأن امي كانت طفلة كالوردة المفتحة .وقد تعرضت للاغتصاب من طرف أحمق كان بالقرية.وانه فعل فعلته وفر هاربا لا احد يعلم إلى أين.
وان أبي عطف علي ورباني كما لو انني ابنته.
في المساء جاء عباس من السوق فوجدني منهارة نفسيا. لم يكفه ما حل بي فطفق يعيرني بأصلي وفصلي ليلا ونهارا.ولكن وصلت نهاية الصبر. لا حل لي إلا التخلص منه.
لكن كيف؟ أمضيت اسبوعا في التفكير إلى أن اهتديت إلى الوسيلة الفعالة .
كان عباس في مهمة خارج البيت، ومع ذلك أوصى أحد الشباب بمراقبتي.ولكني موهته و توهته.فقد خرجت على أساس جمع الحلزون مسلحة بعصا وحاملة سطلا بغطاء.
لم تمض على بحثي أزيد من ساعة حتى عثرت عليه يلتهم فراخا بأحد الأعشاش. وبسهولة أدخلته السطل ولو انه من نوع كوبرا ..و لأخفيه واصلت جمع الحلزون السمين.
وصرت كل مساء لمدة أقل من أسبوع أقدمه لعباس مع نقطة أو اثنتين من سم التعبان الذي أحصل عليه بعصر فمه عصرا واخزنه في قنينة صغيرة. وبدا يفقد قوته وتوازنه وحتى ذاكرته .ولكنه شك في الحلزون فغيرت الوجبة . دسسته له في الشربة. إلى أن وصل اليوم المحتوم.""
ضجت المحكمة بالصياح .:"" قاتلة _ مجرمة" ليتدخل
القاضي مستعملا مطرقته آمرا الحضور بالهدوء.وموجها الكلام للمتهمة الماثلة في القفص: " تابعي .ماذا كنت تفعلين مع زوجك بالمقبرة ليلا.؟ لم تدر متى أحضرت إلى المحكمة ولا كيف .كان الصوت يأتيها بعيداولم تلبث ان فقدت وعيها.أمر القاضي برفع الجلسة بعض الدقائق ريثما تستفيق . وبعد نصف ساعة تقريبا فتحت عينيها واستأنفت المحكمة جلستها.أعاد عليها القاضي السؤال. وكانهاامراة اخرى بصوت الواثق من نفسه.:"" عباس شيطان علمني امورا كثيرة في كيفية النصب على الاخرين .وقبل موته زارتني إحدى نساء الدوار وطلبت مني كسكسي الميت للتخلص من زوجها الذي يعنفها أمام ابنائها.وصادف ان أخذ الله روح عباس فلم يمت غيره لأهيأ بيده حبات الكسكسي.. ولما نطقت هذا بدات شيئا فشيئا صارت تفقد صوتها ثم اغشي عليها من جديد . اوقف القاضي الجلسة من جديد قائلا:" الحكم بعد المداولة"
لكنها هذه المرة لم تستفق نهائيا. فأحيل حكمها لخالقها سبحانه هو ادرى بحالها. انتهت.
عمر بنحيدي 1/9/2018
شلال جارف من الدموع مخلوط بالمخاط يغطي خديها محدثا بهمااخاديد عميقة.تبدو بشعر اشعث ومنفوش وثوب ابيض مهلهل كميت هرب من القبر.هذا ما كاد يقع ، فقد ضبطت ليلا متلبسة مع زوجها الميت.
اقتادها رجال الدرك إلى مكتب الاستنطاق. رفضت الجلوس على كرسي الاعتراف رعم محاولات الدركي المتكررة. فضلت ان تقعى جنب الجدار و بعينين غائرتين ترى مايجري حولها ولاتفهم من هول الصدمة. كانت الامور دوما تمر بخير الاهذه المرة. اسئلة متضاربة تتناسل في عقلها، وهل لديها عقل؟ كانت في حوار داخلي لما دفعها الدركي بحذائه الثقيل:
" إمسحي وجهك ايتها المجر...". رفعت إليه ذاك الوجه القبيح متوسلة الرحمة. لكنه نهرها ::" أنت تعرفين الرحمة؟"" وهم بفك حزامه الجلدي وإعطائها وجبة دسمة لولا ان باغته رئيسه. :" لا تفعل " تراجع إلى الوراء وقدم التحية لرئيسه .:"" هل اعترفت؟" - ::"لا شاف ".وبصوته الجهوري لم يهز أركان كيانها المحطم فقط وإنما المخفر
برمته. ؛"قومي.هيا.:" .لم تقو على الوقوف فزحفت على اربع الى أن وصلت الكرسي. تشبتت بحاشية المكتب بيدين نحيفتين وبصعوبة بالغة تمكنت من الجلوس على المقعد.تدلى راسها الى الامام حتى كادت تسقط أرضا. نهرها من جديد:" إرفعي رأسك وإحك ماذا كنت تفعلين مع زوجك الميت. ؟"
فتحت فاها لتتكلم فلم تجد فيها صوتا.فاخذت تفتحه وتغلقه دون ان تقول شيئا. استشاط الشاف غضباوبدون شعور تحركت يده لتلطمها لكنه تدارك الامر في اخر لحظة.:" هل تلعبين معنا؟"ثم امر مرؤوسه باحضار سلك الكهرباء. :"" إما أن تعترفي بكل شيء واما سنشويك.أسمعت؟؟" هزت راسها موافقة على الكلام وبدأت تستخرج حرفا حرفا تحت التهديد ، إلى أن فكت عقدة لسانها. :"" ستعيدين حكي كل هذا امام القاضي في الأسبوع القادم. " .وبإشارة من يده جر الدركي الثاني المتهمة إلى زنزانة بالقبو ،ليلقي بها كشوال من القش أراد التخلص منه.
تناهى إلى سمعها صرير الباب الحديدي وهو يغلق بمزلاج ولكنها بقيت في نفس الوضع الذي سقطت عليه.لما استيقظت من غفوتهاوعادت نسببا الى وعيها، على الأقل هذا ما اعتقدته تأكدت انها هي فاطنة .رات نفسها منزوية بالببت الذي ملأته زعيقا ونواحا.تذكرت ان امها كانت ضربتها لانها افشت سرا ما. فقد امرتها أن تقول أي شيء غير الحقيقة، إذا سألها أبوها المعطي: : " ذهبناعند الفقيه واعطاني حلوى. " وجه المعطي نظرات شزراء لعائشة. ثم قام يجرها من شعرها وهو يصيح: : إذا أردت الذهاب عند ذاك الفقيه الشاب الأعزب إذهبي لوحدك بدون ابنتي."
بدأت توبخ نفسها، لكن بعد حين خرجت عائشة، أمها من إحدى الزوايا المظلمة للزنزانة:" انت مسخوطة.هذا هو الجزاء الذي تستحقين. " رمتها بهذا الكلام كما يرمى متهم بالخيانة العظمى بالرصاص..أغمضت عينيها ووضعت أصابعها في اذنيها حتى لا تسمع أو ترى تلك التي كانت تدعي انها أمها ولم تكتشف انها ليست الازوجة ابيها إلا بعد دفن المعلم المعطي .تراءى بهيئته الغير ملفتة للنظر .فلباسه تقليدي عادي ، مثل سكان المنطقة، وهي بنواحي مدينة مراكش.ما يثير النظر هو شاربه الكث ولحيته الشديدة السواد.ابتسمت وهي تتذكر تفاصيل ملامحه:" ابتسامتها نسخة طبقة الأصل لابتسامته.". وانهمرت الدموع بغزارة وهي تتذكر حنانه ورقة معاملته .لكنه مات.مات ماااااات.لا .لا.لم يمت ولكنه قتل.أه! نعم قتل.وانا عرفت القاتل. انا ايضا متواطئة بسكوتي. لكن ماذا عساي افعل وعائشة ورطتني معها في قتله.كانت تضع له في الشاي حبات الكسكسي المهيأة بيد الميت. كما أخبرني عباس فيما بعد ،وهكذا بداته علة حار فيها طبيب القرية. كل ليلة كانت تعطيه كؤوس شاي منعنع. ويوما عن يوم تتدهور صحته إلى أن توفي رحمة الله عليه.عمري انذاك لا يتجاوز التانية عشرة.
حين أحست عائشة أني ربما سافشي السر، لأنه أسابيع وانا ابكي المرحوم الذي كان سندي في هذه الحياة ، لكني غدرته تحت تأثير الأفعى عائشة ومن ورائها الفقيه الشاب الذي اعمى بصيرتها وصارت تنفذ كل طلباته .كانا يختليان معا ليلا، وانا تغلق علي الغرفة من الخارج .
وفي أحدى الليالي خدرها الفقيه عباس واغلق عليها الغرفة من الخارج، ثم هجم علي كالوحش ولولا اني لاينته وجاريته بالكلام لكان قد افترسني وتركني عرضة للسخرية. والحمد لله فاني قد أبعدته عني دون ان يمسني.
وفي اليوم الموالي طلب يدي للزواج من تلك التي كنت اناديها أمي. رفضت وارعدت وازبدت و صارت تهدده؛ لكنه كان أذكى وأقوى، بحيث اخبرني أنها كانت تدس حبات الكسكسي لابي في الشاي كما سبق وهددها إما ان يتزوجني او يعلم رجال الدرك. وقد حاولت إقناعي برفضه ، لكنني لم أعد اثق بها و ايضا سحرني بكلامه وجعلني احلم به زوجا وسندا، خاصة وانه لا أحد يسأل عني من عائلتي: أعمامي ولا حتى اخوالي.لا احد.
تزوجته. ولم يمض اسبوع على ذلك حتى ماتت الشريرة بغيظها.فبدات اكتشف ما يقوم به الفقيه عباس. فهو يصلي بالناس بشكل مواضب.ويعطي الاحاديث والمواعظ .ويظهر عكس ما يبطن..اكتشفت انه يتقصى معلوماته عن كل عائلات المدشر.ويكتبها في دفتر خاص. وحين تزوره امرأة ما.يطلب منها ان تنتظره ريثما يصلى صلاة استخارة ويعود. ولكنه في الحقيقة كان يراجع المعلومات الخاصة بعائلتها.
وهذا ما جعل النساء ينبهرن من قدراته ويثقن بكلامه، فيعطينه كل ما.يطلب.
رضيت بالعيش معه وصرت مساعدة له. تعلمت منه الخداع والمكر.لكنه طعنني.أي نعم طعنني .فمرة وقع شنآن بيننا فبصق في وجهي كلاما جعلني استعر وألتهب .كان ذلك يوم السوق الاسبوعي لما طلبت منه اقتناء بعض الاغراض للبيت.ودون ان ادري العلاقة بين طلبي وسلوكه المشين هذا.:""انت لقيطة وذاك الذي تناديه بأبيك ليس كذلك وإنما فقط عثر عليك قرب إحدى السواقي ملفوفة في ثوب اسود ." لا لم اصدق أي شيء من كلامه." إسألي العجوز فطومة فهي الوحيدة التي تعرف هذا السر ." لم أتمالك نفسي فهرولت نحو بيت العجوز وكنت اناديها "جدة" فطومة .أكدت الامر وعقدته.أه !ما أتعسني ! لماذا أنا يارب لماذا من دون الناس؟ قالت إن أمي ألقت بنفسها في البئر هروبا من الفضيحة . وأن امي كانت طفلة كالوردة المفتحة .وقد تعرضت للاغتصاب من طرف أحمق كان بالقرية.وانه فعل فعلته وفر هاربا لا احد يعلم إلى أين.
وان أبي عطف علي ورباني كما لو انني ابنته.
في المساء جاء عباس من السوق فوجدني منهارة نفسيا. لم يكفه ما حل بي فطفق يعيرني بأصلي وفصلي ليلا ونهارا.ولكن وصلت نهاية الصبر. لا حل لي إلا التخلص منه.
لكن كيف؟ أمضيت اسبوعا في التفكير إلى أن اهتديت إلى الوسيلة الفعالة .
كان عباس في مهمة خارج البيت، ومع ذلك أوصى أحد الشباب بمراقبتي.ولكني موهته و توهته.فقد خرجت على أساس جمع الحلزون مسلحة بعصا وحاملة سطلا بغطاء.
لم تمض على بحثي أزيد من ساعة حتى عثرت عليه يلتهم فراخا بأحد الأعشاش. وبسهولة أدخلته السطل ولو انه من نوع كوبرا ..و لأخفيه واصلت جمع الحلزون السمين.
وصرت كل مساء لمدة أقل من أسبوع أقدمه لعباس مع نقطة أو اثنتين من سم التعبان الذي أحصل عليه بعصر فمه عصرا واخزنه في قنينة صغيرة. وبدا يفقد قوته وتوازنه وحتى ذاكرته .ولكنه شك في الحلزون فغيرت الوجبة . دسسته له في الشربة. إلى أن وصل اليوم المحتوم.""
ضجت المحكمة بالصياح .:"" قاتلة _ مجرمة" ليتدخل
القاضي مستعملا مطرقته آمرا الحضور بالهدوء.وموجها الكلام للمتهمة الماثلة في القفص: " تابعي .ماذا كنت تفعلين مع زوجك بالمقبرة ليلا.؟ لم تدر متى أحضرت إلى المحكمة ولا كيف .كان الصوت يأتيها بعيداولم تلبث ان فقدت وعيها.أمر القاضي برفع الجلسة بعض الدقائق ريثما تستفيق . وبعد نصف ساعة تقريبا فتحت عينيها واستأنفت المحكمة جلستها.أعاد عليها القاضي السؤال. وكانهاامراة اخرى بصوت الواثق من نفسه.:"" عباس شيطان علمني امورا كثيرة في كيفية النصب على الاخرين .وقبل موته زارتني إحدى نساء الدوار وطلبت مني كسكسي الميت للتخلص من زوجها الذي يعنفها أمام ابنائها.وصادف ان أخذ الله روح عباس فلم يمت غيره لأهيأ بيده حبات الكسكسي.. ولما نطقت هذا بدات شيئا فشيئا صارت تفقد صوتها ثم اغشي عليها من جديد . اوقف القاضي الجلسة من جديد قائلا:" الحكم بعد المداولة"
لكنها هذه المرة لم تستفق نهائيا. فأحيل حكمها لخالقها سبحانه هو ادرى بحالها. انتهت.
عمر بنحيدي 1/9/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق