الحياة الزوجية مقدسة:
أنا لو شُغفتُ
بحبّ اثنتين
ما سمحت لنفسي
بأن أغتر بالعين
فالعين غرورة
والويل من العين
لا يملأ لهفها
إلا ستار الطين
لا ضير أن أحبّ
ما هو ملك اليمينْ
بكل شرعية وبكل يقين
لكي تستديم الحياة
وتمرّ على حبل متين
أنا لا أستكين لأي أمر
إلا بعد التروي والتخمين
ولا أقول هذا فاسد
وهذا صالح يروين
أوهذا طالع شؤم
وهذا يشقين
فلا أملك إلا أن أغادره
في الحين
عليك بعقلك مرشدا
يهديك للتمييز بين اثنين
فمن نزلتْ صورتها في القلب
فذاك هو الاختيار المبين
وإنما العيب في الرجال
مجاراة الهوى دون تمكين
فلا يقنع بمن كتبت له
في الجبين
بل يعمد إلى البحر المعين
عله يجد ما يملأ العين
ويقضي حياته كالمسكين
يبحث بجميع طرق التمكين
وكأنه لا يملك من حور العين
إلا إذا كانت من جنات النعيم
يُغْرم بها زمانه إلى حين
ولا ينفكّ عن تلبية الشهوات
كما كان يفعل ملوك الزمان
والسلاطين
فإنما هي نزوة
سرعان ما تقسو بعد لين
هبها حياة بشرية
فلا تعزف لها الرنين
فأنت بالعقل مدين
يا أيها المسكين
فإن كان كل شيء يشدك
ثم لا تنفك بعده أن تلين
فإنما هو سراب تجري وراءه
بكل شوق وحنين
حتى إذا بلغته لم تجد
ماكنت تأمله من يقين
وجدت سرابا فتصمت
وتسكن سربك في الحين
ويتملكك الغيظ
أين الجمال وأين الزين..!؟
تلك إذن قسمة ضيزى
فاقنع بما لديك من القرين
واقنع بأن خيرك
فيما هو بين اليدين
ولتكتفي بالحد الأدنى
إن كنت أمينْ
أما التغزّل بالجمال
فذاك ما تمليه علينا
طبيعة الشوق والحنين
فأنت حر في مسلاتك
سواء كنت عزبا
أو مرتبطا بالقرين
ولتبقي على عش الزوجية
طاهرا عفّ العرين
فإن فرّقت بينكما الليالي
وساءت الأيام وطال البين
وأبى الخصام أن يلين
فتلك مشيئة الأقدار
كُتِبتْ عليك مذ كنت جنين
وأنّ الإستقرار في الوجود
سلامٌ.. وأنّ الفراق ضرب
من السخط المهين
فعليك يا ابن آدم بالقناعه
فالقناعة تاجٌ
فوق الجبين
من شعر سالم أبو الوفا
23/10/2019
استحسنت تعليقك أكثر من استحساني لما جاد به القلم
ردحذف