الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

ومضات في النحو والبلاعة والأدب... بقلم/أبو مروان العنزي / بركات الساير

البرنامج الثقافي


83-المدارس النحوية
نشأت المدارس النحوية بعد التدوين في علم النحو ، وكتابة قواعده ومنهجه ، حيث انصب الاهتمام على تكوين الجملة العربية ، وقواعد الإعراب ، وسبب تسمية قواعد اللغة العربية بعلم النحو ، جاء على لسان علي بن أبي طالب عندما قال للأسود الذؤلي انح هذا النحو .
بدأت بعض الاختلافات في بعض المسائل النحوية بسبب القرب والبعد والمكان والزمان.فكانت المدارس النحوية تتوزع في البصرة والكوفة والأندلس ومصر . ومنها :
1-المدرسة البصرية : وهي أهم مدرسة في النحو ، وأغلب البلاد العربية ينتهجون منهج المدرسة البصرية ، وهي أقدم مدرسة ، انتشر علمها بكل الآفاق . وهي لا تأخذ علمها إلا من الشعر العربي الأصيل والقرآن والحديث فلا تأخذ من مجد ولا محد ث ولا مشكوك فيه .
ومدير هذه المدرسة الخليل بن أحمد الفراهيدي وجاء بعده سيبويه وتأسست أول مدرسة بالنحو حيث كتب سيبويه كتابه الشهير في النحو (الكتاب) حيث أصبح كتابه أهم كتاب في النحو .
ثم جاء تلميذ سيبويه الأخفش الأوسط وكتب كتابه الشهير ( المسائل الكبير ) ومن رواد هذه المدرسة المبرد والزجاج والسيرفي . وتمتاز هذه المدرسة بتشددها في قبول الشواهد من الشعر وغيره وتعتمد على الفصاحة العربية ولكنها كانت مدرسة منطقية فكان لها الشهرة والاتساع لسهولتها
2- المدرسة الكوفية : جاءت بعد المدرسة البصرية بزمن طويل ، واعتمدت على كل ما يردها فهي لاترفض أي شعر ولا أي أدب . لا تتشدد بما يردها ،وزعيم هذه المدرسة الكسائي ، حيث كتب في النحو عدة كتب أهمها (مختصر النحو ) و (الحدود في النحو) قم جاء تلميذه الفراء وكتب ( الكتاب الكبير، لغات القرآن ). وهذه المدرسة تتوسع في شواهد الشعر وتأخذ شواهدها من البدو والحضر . وتاخذ العبارات العربية من جميع العرب .
3- المدرسة البغدادية : اتخذت هذه المدرسة موقفا وسطا بين مدرستي الكوفة والبصرة
ومن رواد هذه المدرسة ابن كيسان ومن أهم كتبه ( اختلاف البصريين والكوفيين ) وابن جني الذي كتب ( الخصائص ، سر صناعة الإعراب) والزمخشري صاحب كتاب ( الكشاف ، أساس البلاغة ).
4- المدرسة الأندلسية : ومن روادها ابن مضاء حيث كتب ( المشرق في النحو ) وابن عصفور كتب عدة كتب أهمها ( الممتع ، المقرب ، مختصر المحتسب ) وابن مالك الذي كتب (ألفية ابن مالك ) التي وسعت الآفاق .
5- المدرسة المصرية : واعتمدت هذه المدرسة على مدرسة الكوفة والبصرة . ومن أهم روادها ابن هشام الذي اشتهر بكتبه الشهيرة ( مغني اللبيب )
و( شذور الذهب ) و ( قطر الندى وبل الصدى ) وأصبحت كتبه من أهم كتب النحو للمدارسين والطلاب . ومن عباقرة هذه المدرسة السيوطي ومن كتبه
( المزهر )
بعض الخلافات بين المدارس مثلا:
هذا زيد قائما – المدرسة الكوفية يعتبرون اسم الإشارة من أخوات كان أما المدرسة البصرية يعربون قائما حال .
الكوفيون يسمون الظرف صفة ، والبدل يسمونه الترجمة ،و يسمون التمييز : التفسير ، ويسمون لا التافية للجنس لا التبرئة . لارجل في البيت . ويسمون حرف النفي بحرف الجحد وسموا الممنوع من الصرق باسم مايجري ومالا يجري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...