طالَما شاقَني ذلِكَ المَنزِلُ
كَم هوَ مُترَفُ ... والرَوضُ من حَولِهُ مُذهِلُ
كُلٌَما مَرَرتُ في جِوارِهِ زُرتَهُ
أطوفُ في الغابِ من حَولِه ... لِخاطِري أسألُ
عَجَباً لِلغادَةِ ... لا تُغادِرُهُ مُطلَقًاً ... لا تَرحَلُ ؟
ألِفَت روحُها آجامَهُ ... من حَولِها السَنابِلُ
وأستَأنَسَت بِزَهرِهِ والنَرجِسُ في ظِلٌِها يَحفَلُ
رَيحانَةً في الجِوار تَرنو لَها ... وأرنَبُُ يَلعَبُ
زَنابِقُُ تَمايَلَت تَنحَني ... لِلأريجِ تَسكُبُ
وقَصرها تُحيطُهُ الباسِقات
بَلابِلُُ في غُصنِها تُطرِبُ
خَرَجَت غادَتي لِرَوضِها ... كالمَهرَةِ حينَما تَثِبُ
وأنا بالقُربِ من سورِها أرقُبُ
يا لَلبَهاء ... يَفيضُ من قَدٌِها فارِعاً ...و لِلخَيالِ يُلهِبُ
فَتَنحَني في رَوضَها ... ورودها خَجَلاُ
من الجَمال ... كَأنٌَها تَرهَبُ
فَلاحَظَت أنٌَني مُسَمٌَرُُ قُربَ أسوارِها ... مُعجَبُ
فَدَنَت من سورِها في إتٌِجاهي تَخطُرُ
فأوقَدَ مُهجَتي حِسنُها ... يا سَعدَهُ ذاكَ الجَمالُ اليُبهِرُ
والرَوعَةُ في وَجهِها ... وَشَعرِها الأشقَرُ
فَشاقَني حِوارَها ... فَرُبٌَما يُثمِرُ
رَسَمَت في ثَغرِها بَسمَةً فَتٌَانَةً
كَأنٌَما كُلٌُ الوجودِ يُزهِرُ
فَقُلتُ في خاطِري ... لَعَلٌَها أعجِبَت ... وهيَ لا تَصبرُ
وهذِهِ فُرصَتي ... ورُبٌَما تُيَسٌَرُ ... وها أنا أستَبشِرُ
قالَت ... يا مَرحَباً بالفارِس ... هَل شاقَكَ المَنظَرُ ؟
زُهورَهُ والورودُ في غُصنِها لِلعَبيرِ تَنشُرُ ؟
قُلتُ في خاطِري ... لا وَرَبٌُ السَماء... ما هكذا وِقفَتي تُفَسٌَرُ
وأردَفَت ... أراكَ لا يَشوقُكَ العُبور ... فَلِمَ لا تَعبُرُ ؟
فيي لَمحَةٍ قَفَذتُ من فَوقِهِ سورَها ... وهيَ تَنظُرُ
وصِرتُ في الجَنٌَةِ عِندَها ... أرنو لَها ... وأنا أُفَكٌِرُ
سألتُها ... هَل تَسكُنين ... وَحيدَةً لا فارِساً يَأمُرُ ؟
ضَحِكَت ... وأردَفَت ... لعَلٌَكَ أنت الذي بِهِ الرِياض تَعمُرُ ؟
أفَقتُ من غَفوَتي ... ولَم أزَل لِرَوضِها في كُلٌِ يَومٍ أحضُرُ
لكِنٌَني لم أُجاوِز سورَها ... ولَم تَزَل تَشوقني الأزهُرُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق