أدرك المسلمون ضرورة بناء أسطول إسلامي ، و كان أول من قام باقتراح هذه الفكرة والي بلاد الشام معاوية بن أبي سفيان، و قد قام المسلمون ببنائه في عهد الخليفة عثمان بن عفان تم تجهيز هذا الأسطول من السفن الموجودة في موانئ مصر و بلاد الشام، و بعد ذلك لجؤوا إلى صناعة السفن بأنفسهم ، و هكذا تم الانتهاء من تجهيز الأسطول بسرعة مذهلة، و بدأ الأسطول في ممارسة عملياته البحرية التي كانت تهدف إلى قتال أسطول البيزنطيين في معركة سميت بذات الصواري .لم يقف البيزنطيون مكتوفي الأيدي حين سماعهم بخطة المسلمين ، و أعدت لذلك كل ما تملك من قواعد بحرية ودور للصناعة كما ذكرت الموسوعة العربية.
... ومن ثم ذكرت مراجعنا العربية انه بدأت البحرية الأندلسية على صفحة مياه البحر المتوسط، واستطاعت أن تبسط سلطانها على البحر، وتشل نشاط الأعداء أحياناً كثيرة، وقد وصف الشعراء الأسطول، ومضوا يصفون المعارك البحرية التي يخوضها مجتمعاً بكل سفنه أو متفرقاً تبعاً لطبيعة المعركة، فوصفوا السفن تهاجم الأعداء، وتقذف الحمم، وتسير برشاقة، وتحاور وتناور، ومن ذلك قول لسان الدين الخطيب ينشد الأمير عبد الله بن إبراهيم قوله:
واستقبلتك السابحات مواخراً ----- تهوى إلى ما تبتغى وتؤمل
تُبدى جوانبُها العبُسُ وإن تكن ----- بالنصر منك وجوهُها تتهلَّلُ
هُنَّ الجواري المنشأتُ قد اغتدَت ----- تختالُ في برد الشباب وترفلُ
من كل طائرةٍ كأنَّ جناحها ----- وهو الشراعُ به الفراخُ تظَللُ
ولابن الخطيب من قصيدة في الوقيعة الحربية بالروم عام 740هـ. والتي جاء فيها وصف السفن الحربية مفتخراً بالقول:
لو قال في هرم زهير مثلها ---- هرم الزمان وذكره لم يهرم
أو مر عنترة عليها لم يقل ----هل غادر الشعراء من متردم؟
/ أ. نبيل محارب السويركي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق