قصيدتي الجديدة لهذا الأسبوع بعنوان: نَهْجُ سَيِّدِ الْوَرَى فِي دَكِّ نُخْبَةٍ تَرَى أَنَّا عَبِيدٌ لِلسُّرَا حَتَّى يُوَارِينَا الثَّرَى
لا شك ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يحب الشعر و الشعراء٠ و من ذلك الشعر حبه لشعر حسان بن ثابت و امية ابن ابي الصلت و ابو طاب عمه و غيرهم كثير و كان يحب ان يسمعه من غيرة مثل ابي بكر و عائشة رضي الله عنهما، وكذا المطولات من الشعر في اسفاره وغزواته، و لعله اطلع على المعلقات وهو مقيم في مكة فاحبها لسحرها عن كل شعر وجد عند العرب٠ و هو لم يكن حالة خاصة، اذ كلام العرب اليومي هو الشعر وديوانهم وهو (ص) منهم، الا ان الله حرم عليه قول الشعر،لحكمة نعرفها٠ و حب النبي للشعر و اهله عظيم و هو الذي قال (ان من الشعر حكمة) و كذالك (ان من البيان لسحرا) و قوله للصحابي الجليل شاعره الذي يذوذ عنه، كعب ابن مالك: (ان المومن ليجاهد بسيفه و لسانه). ففي زيارتي الاخيرة لقبر النبي، تنبهت ككثيرين قبلي لوجود ابيات كثيرة للشعر العربي، تحف قبره الشريف وكذلك في الروضة. و لقد حف قبره صلى الله عليه و سلم خلال العصور و تراكمت معلقة او منحوتة او منسوجة اشعار عديدة، منها ثلاث قصائد معروفة تحيط بقبره و بروضته الى اليوم، منها القصيدة اليتيمة العصماء في داخل الحجرة النبويه الدالية المعروفة التي مطلعها (يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ) التي كتبها السلطان العظيم العثماني عبد الحميد خان و نقشها في الغرفة الشريفة عام 1191 ثم بيتي اثنين بقيا من قصيدة الاعرابي (الميمية التي هي موضوع مجاراتي اليوم) الذي جاء متشفعا برسول الله (ص) و التي هي محفورة على العمودين امام الغرفة الشريفة الى اليوم و قصائد اخرى منقوشة حول و امام الغرفة لليوم و هي الوترية البغدادية مطلعها (بذلي و افلاسي بفقري بفاقتي) و القصيدة الحدادية في داخل الغرفة و مطلعها (ملاذ البرايا غوث كل مومل) و عبر العصور، و لحب العرب للشعر و قد كان ديوانهم و كلامهم و لعدم نهي النبي (ص) عن قول الشعر بل مدح صاحبه واثنى وهو الذي كان يحبه و يحث على الصالح منه، كحثه لشعراء الثلاثة في مدينته المنورة، عبر المسلمون عبر الزمن عن حبهم لرسول الله باشعار عديدة نقشوها منها ما بقي لليوم و منها ما اندثر وانمحى من الروضة الشريفة بعد الترميمات المتواترة من بلاد الحرمين للمسجد النبوي و للاسف ضاع الكثير منها الى الثلاث الباقية لليوم ـــــ مثل قصيدة مطلعها (يا غوث من في الخافقين و غيثهم) و اخرى مطلعها (و فيه عليه الله صلى ودائع) و اخريات عديدة، لا تحصى لكثرتها عبر السنين الطويلة و قد تخلل في العهد المملوكي خاصية الشعر التصوفي المفرط، التي يتوسل فيه بالنبي وَمبالغتهم في مدح النبي بما لا يليق به وبمقامه كعبد لله، و منها ما لا زال منقوشا حول الغرفة الشريفة رغم محاولة طمس معالمها دون حذفها من السعودية و قد اجزم بعد هذا الخلاف الدائر بين حكومتي البلدين الشقيقين، انها قد تحذف نهائيا في السنوات القادمة، الشيء الذي سيجعل العثمانيين الاتراك في غضب شديد و هم من كانوا اهل المدينة و رعاة المسجد النبوي و الغرفة الشريفة لعدة قرون. و صلت اخيرا الى مقصدي من كل ما ذكرت وهو قصيدتي الجديدة لهذا الاسبوع، اذ اخترت لكم مجاراة او تكملة لقول الأعرابي غير معروف الهوية لتلك الابيات في مدح النبي و قصته في التوسل من النبي (ص) معروفة في الادب ولعل الحب الصادق يدعو صاحبه الى المبالغة فالوقوع في المحظور احيانا٠
احتوت قصيدتي الميمية،التي بين يديك عزيزي القارئ من البيت 1 الى البيت 62 : مناقب النبي (ص) و اصحابه حتى ان مقصدي كان ادخال القارئ الكريم في الحوادث، والصراعات، كانه يرى النبي و الصحابة راي عين و يشاركهم ملاحمهم و مناقبهم اليومية، ثم انتقلت من البيت 63 الى البيت 123: رؤية مسلم عربي مثلي، لأحداث جرت و لا زال من وقعها العالم العربي في حيرة وتجاذب و نضال منذ الربيع العربي المزعوم٠ و كذا نظرتي الخاصة لحلول جذرية لا مناص منها ــــــ قد توافقها او تعارضها مع احترامي لرأي كل قارئ ـــــ خلال الثورات. ثم انتقلت في اخر مطافي و نهاية ما الهمنيه جني من تدفق شعر لم اكد ادفعه حتى انتهيت و جف القلم بعدئذ، من البيت 124 الى اخر القصيدة في البيت رقم 147: هي شوقي و حنيني للمهدي المنتظر( بغض النظر وجد ام لم يوجد حسب صحة الروايات او خطئها و لا اخوض في هذا الخلاف) و هو يعبر عن قائد عربي مجدد، محنك يخرجنا مما نحن فيه و يقاوم حتى تتاتى لنا العزة المنشودة٠
عزيزي القارئ، الموسم للشعر و اهله ، خذ نفسا طويلا فانك تحتاج اليم و غص معي في مجريات الاحداث منتقلا من مشهد الى اخر، فرحا حينا و تعسا اخر حتى وصولك لبرالامان المنشود والامال المعلقة في رقبة منقذ لنا في المستقبل٠ اتمنى لك قرائة ماتعة غدقة متدفقة و تقلبا في الشعور و الاحساس الى امل عميم يملئ يومك سعادة ، وكذا متنفسا لك عما انت فيه من الحزن على احوال رفيقك العربي في قاطرة الحياة ٠٠٠ بوركت٠
.
ـــــــــــــــ عنوان القصيدة الجديدة:
نَهْجُ سَيِّدِ الْوَرَى فِي دَكِّ نُخْبَةٍ تَرَى أَنَّا عَبِيدٌ لِلسُّرَا حَتَّى يُوَارِينَا الثَّرَى
.
ــــــــــــــ ابيات الاعرابي عند زيارة لقبر الرسول (ص)
.
يَـا خَـيْـرَ مَنْ دُفِـنَتْ فِي التُّرْبِ أَعْظُمُــهُ @ فَـطَـابَ مِــنْ طِـيــبِهِـنَّ الْـقَـاعُ وَ الْأَكَـــمُ
نَـفْــسـي الْـفِــدَاءُ لِـقَــبْـرٍ أَنْـتَ سَاكِـنُــــهُ @ فِــيِــهِ الْعَـفَـافُ وَ فِـيــهِ الْـجُـودُ وَ الْكَرَمُ
.
ــــــــــــــ د جمال الخالدي
.
كـَيْـفَ الـثَّــنَـاءُ عَـلَـى عَـبْـدٍ مَـنَـاقـِبُـــــهُ @ تُـحْـكـَى مُـنَـجَّـمَـةً فَـالفَـــيْــضُ ذَا عَــرِمُ
رَيٌّ فَـضَـائِـلـُهُ نـَثْـرَى مُـشَـاكِـهَــــةَ الـْــ @ أَفْــلاَكِ فِـــي وَهَــــجٍ قَــبْـسٌ لَــهُ شَـمَــمُ
يَـا مُـرْسِـيَ الْعَـدْلِ فِي صَحْـبٍ بِطِيبَتِـــهِ @ أَدْرِكْ ضَــلاَلَـــتَــنَـا فَـالْــقُــبْـحُ ذَا عَــمِـمُ
وَ الْـخَـبْـطُ مُـنْـتَـشِـرٌ بَـيْـنَ الْأَنَـامِ وَ قَـــدْ @ سَــاءَتْ طَـبَـائِــعُــنَـا وَ الْــكُــلُّ مُــتَّـهَــمُ
أَتْـبَـاعُكَ ٱمْـتَعَـضُوا مِنْ ضِيقِ عَـيْشِهِــمُ @ هَـامُـوا بِـكُـلِّ قُــرَى مِنْ ضَـيْـمِهِمْ سَأَمُوا
ذِي صَـفَـوَةٌ مَكَثَتْ تَـرْعَى لِمَا غَصَبَــتْ @ خُــرْصٌ إِذَا وَرِعُوا، جُـلْـفٌ إِذَا حَـكَـمُوا
فَـضُّـوا الْـرِّبَـاطَ بِسَحْقٍ طَالَ مُـضَّرِعًــا @ بِاللَّــيْــلِ، مُخـْتَـضِـبًـا بِالـدَّمْـعِ، مَا نَدِمُـوا
أَدْرِكْ مَــحَــاجِــرَنَـا وَٱرْجِعْ مَهَـابَـتـَنَـــا @ وَٱصْـلِـحْ أَئِـمَّـتَــنَـا، قَــدْ بَـــدَّلُوا وَعَــمُـوا
إِنْ كَــانَ فِــي غَــدِنَـا شُـؤْمٌ يُـلاَزِمُــــنَــا @ فَـٱقْـبِــضْ حَــذَارَ بِــلاَ حَــوْبَـاءَ تَــئْــتَـلِمُ
هَذَا الــنَّـــبِـيُّ صَـــفِـيُّ اللهِ قُـــدْوَتُــــنَـــا @ غَـيْـضٌ لِـسِــيــرَتِـهِ، مِــنْـهُ الْـهُـدَى جَمَمُ
هَـــذَا الــرَّؤُومُ إِذَا جَــــذْبٌ لِـــجُــــبَّــتـِهِ @ أَثَّـــــــرْ بِــلَـبـَّــتِـهِ أَلْــــفَــيْــتَـهُ الْـحَـــلِــمُ
أَمَّــا إِذَا بُـسِـطَـتْ كَــفُّ الْـعَـطَـاءِ لَـــــهُ @ أَهْـــدَى لِـمُـــؤْتَــــلَـــفٍ وَاداً بِــهِ غَــنَـــمُ
يَــوْمًـــا تَــدَنَّــسَ بَــيْـتَ اللهِ ذُو سَـمَــــجٍ @ فِـي الطَّـبْعِ رَيْثَ قَـضَى أَمْـراً وَلَا كَـلِــمُ
وَافَـى النَّـبِي وَحُـرُوفُ الْـوَجْهِ بَـاسِــمَـةٌ @ بِـالـنُّـصْحِ فِي دَمَثٍ، حَتَّى ٱنْــتـَفَى اللَّـمَـمُ
أَجْـلَى الْغُـبَـارَ عَـلَى طَـبْـعٍ بِـذِي جَــلَفٍ @ لِــيـنًـا فَـــطَـــاوَعَــهُ، لاَ نَـهْـــرَ لاَ شَـتَــمُ
رُبَّ الْـمَـجَالِـسِ فِـي رُكْـنٍ بِـمَـــسْــجِـدِهِ @ سَـاقَ الْحَـدِيثَ لَـنـَا وَ الـــرَّدُّ، أَيْ نَــعَـــمُ
زِدْنَـا الْـمَـعِـيـنَ مِـنَ الْأَنْـبَـاءِ فِي سَـحَـــرٍ @ فِـي وَصْـفِ جَـنَّتِهِ، يَا قَرْيَ مَنْ نَعِـمُـوا !
تِـلْـكَ الْخَـمَائِـلُ مِـنْ يَنْبُوعِ مَا سَكَــبَ الْـ @ شِّـدْقُ الْعَسِيلُ لَـهُ، صِرْنَا كَـمَـنْ هَـيَـمُـوا
بَـيْـنَ الظِّــلاَلِ وَ فِي قَـصْـرٍ كَـلُــــؤْلُــؤَةٍ @ حَـتَّـى نَـخَـالَ أَتَـى مِــنْ دُونِـهَــا الـنَّـسَـمُ
وَاللَّــيْـلُ بُــلْغَــتُـنَا فَـجْـراً بِـذِي جَـــيَــشٍ @ عَـــذْبٍ يُـــرَتِّـــلُ لِـلْآيَـــاتِ يَـــرْتَـــخِــمُ
فِـي الْـيـُمْـنِ لاَزَمَـهُ وَرْدٌ وَ ذُو سَـكَـــــنٍ @ وَ اللَّــيْـــثُ أَيْــسَـرَهُ كُـــلُّ لَــهُ خَـــــــدِمُ
يَـمْـشِي بِـرُفْـقَـتِـهِ زَوْجُ الـسِّـبَـاعِ فَـــــلاَ @ عَـيْـنٌ لِهـِـتْرَ دَنَـتَ، يَـقْـليِ وَ هُو غَـشِـــمُ
سَـمْـحٌ سَـجـِيُّ لَـهُ مَـعْ كُـلِّ مُكْتَـنِزِ الـْــــ @ أَحْـقَـادِ، يُـكْـرِمُـهُ وَ هْوَ الْعَـتِي الْخَـصِــمُ
كُـلُّ الْـقُـلُوبِ لَــهُ كَشْـفَـى لِـمَـعْــدَنِــهَــا @ أَهْـلُ الـنِّـفَــاقِ وَ مَـنْ بِالْـخَـيْـرِ يَـتَّـسِـمُــوا
لَكِــنَّـــهُ أُذُنٌ يَـــرْضَى بِــظَـــاهِـــرِنَـــا @ لاَ نَــابَــهُ خَــلُــصُوا أَمْ جَــخَّ مَـا كَـتَــمُـوا
وَ الصُّـبْـحَ وِجْـهَـتُـنَـا خَـيْـلاً لَنَا قُـلُصًـا @ نَــغْـزُو قَــوَافِـلَـهُــمْ نَــرْتَـدُّ مَـا غَـنِــمُــــوا
مِـنَّـا بِـمَـكَّـةَ إِذْ خُـمْــصٌ حَـوَاصِـلُــنَــا @ وَ الْقَوْمُ قَـدْ نَـهَـبُــوا مِـنَّـا وَ قَــدْ كَـثُــمُـــوا
وَ الْـجُـوعُ مُـنْـتَـشِـرٌ فِـيـنَا، وَ مَا أَخَذُوا @ مِـنَّا عَــلَى إِبِـــلٍ زُلْــفَى، فَــلاَ سَــلِــمُـــوا
يَـوْمٌ كَــمِـثْـلِ سَــمَـا الْأَيَّـامِ تِـلْـكَ فِـــدَا @ رُوحِي، لِأُبْصِرَهُ شَـيْــئًــا، وَ ذَا الْــعَــشَـــمُ
فِـي مِـثْـلِ مَـعْـدَنِهِ نَـرْجُو ٱقْتِفَاءَ خُطَـى @ فِي الْـحِـلْمِ عَـلَّ بِــهِ تَــرْقَــى لَــنَــا الْقِـيَـمُ
مِـلْــئُ الـصَّحَــائِــفِ مِـنْ نِبْرَاسِ سِيرَتِهِ @ تُـذْكِـي لَـنَـا سُـبُـلاً غَــصَّــتْ بِهَـا الْحِكَـمُ
تَـشْـتَـفُّ فِــي عَــلَــمٍ بَــضٌّ، خَـصَـائِـلُـهُ @ صَـفْـواً بِـدَاخِـلِــهِ، أَمْــشَــاجُــهُ الــشِّـيَــمُ
قُــبَــلٌ لِــوَجْــهِ صَبِي فِي رَخْصِ وَجْنَتِهِ @ سَـــنَّـتْ وَدَاعَ جَـفَـا فِي الطَّبْعِ لاَ جَـهَـــمُ
فَالــسَّــمْــحُ شِــيــمَـتُـهُ وَ الـلِّــيـنُ مَعْدَنُهُ @ وَ الْـعَـدْلُ مَـنْهَـجُـهُ لَـــوْمَـا جَـنَى الْخَصِمُ
شِـعْــرٌ بِـقُـبَّـــتِــــهِ كَــالْـــوَشْـيِ فِـي أَدَمٍ @ نَـسْــجٌ زَخَـــارِفُـــهُ كَـــالْعِــقْـــدِ يَـنْـتَـظِمُ
إِنْ كَــانَ نَــاصِــرُهُ فِي الْخِبْئِ عُشُّ حِراَ @ لِلْـحِــبِّ فِــي خَــلَــدِي غَــاراً بِهِ الْعِصَمُ
يَــرْجُــو لَــهُــمْ أَمَـلاً بَعْـدَ الْمَـمَـاتِ وَهُمْ @ جَــهْـــلاً بِــطِـيـنَـتِــهِ فِـي الْكِبْرِ يَسْتَهِمُوا
كُــلُّ الْخَـلاَئِـقِ لَـحْـظَ الـضَّــرِّ مُنْصَرِفٌ @ عَـنْ مَـنْـهَـجٍ صَـوَبٍ إِنْ لَـيْـسُ هُـو غَـنِمُ
إِلاَّ الْحَـبِـيـبُ لَــنَــا لاَ نَــفْــعَ يُــضْــمِـرُهُ @ إِلاَّ الـــثَّـــوَابَ لَــنَــا بِــالْعَــهْـــدِ يَــلْـتَزِمُ
حَسْرِي وَ كُلُّ حَـنِـيـنِي الْخَـلْـقَ فِي زَمَنٍ @ لاَ خَـلْـطَ بَــيْـنَ قِوَى شَـرٍّ وَ مَنْ سَـلِـمُـوا
لَــحْـقِيِ بِـصَـفِّ رَعِـيـلِ الْجـَيْـشِ آمُــلُـهُ @ أَرْمِــي الــنِّـبَــالَ عَــلَى اللَّــبَّــاتِ تَـنْـثَـلِمُ
أَوْ مُـنْـفِــقــاً كُـلَّ مَــالِي يَــوْمَ غَــزْوَتِــهِ @ رُومـاً لِـقَـيْـصَرَ وَ الـرَّمْضَـاءُ فِــي تَـسِـمُ
أَوْ مَــنْـــصِـلاً طَــوِعًا أَمْـرَ النَّـبِي، فَإِذَا @ مَـــادَ الْــعَــتَي، لَــــهُ قَـــفْـــخٌ بِـــهُ أَلَـــمُ
أَوْ مُغْــبَــراً بِـتُـــرَابٍ وَسْــطَ خَــنْــدَقِــهِ @ وَ الْفَـأْسُ فِي عُنُـقِي وَ الْبَطْنُ فِـي ضَـرِمُ
أَوْ رَافِــعــاً عَــنْــهُ عِــبْـئــاً: حِمْلُ آجُرِهِ @ بَـــيْــتــاً بِطَـيْـبَــتِـــهِ، أَبْــنِـي فَـيُـــرْتَـسَـمُ
بُـــلْــغُ الْمُــنَى وَ رِضَـا الْحَوْبَاءِ مَعْرَكَةٌ @ فِـــيهَـا الـنَّـبِـي مَــعَــنَـا لِلـصَّــفِّ يَـنْـتَظِمُ
كَفِّــي بِـضَـبْـطِ خُـطَـامِ الْـقَـوْسِ مُشْـتَغِلٌ @ وَ الْحِــبُّ فِــي خُــطَــبٍ فِـينَـا لَـنَـا دَعِـمُ
ضِـمْـنَ الْجُـنُـودِ، وَثِـيـقَ الْوَعْـدِ مُنْتَصِباً @ سَهْــمـاً عَلَى حَـذَرٍ وَ الْـكُــلُّ قَــدْ بُـكِـمُوا
لاَ هَــمْـسَ تَـسْـمَعُـهُ غَـيْرَ الْوَسَاوِسِ فِي @ حَـلْــقِ الْـحَــدِيــدِ عَـلَى أَبْـطَــالَ تَـهْـتَـزِمُ
وَ الْحِـبُّ يُـنْــبِــؤُنَـا: وِرْدُ الْـجِـنَــانِ دَنَـا @ وَ الْـكُــفْـرُ فِـي أُفُـقٍ مُــكْــتَــظُّ مُــزْدَحِـمُ
جَـيْـشٌ أُبَـصِّــرُهُ يُــمْــنَــايَ لَـسْـتُ أَرَى @ غَــيْــرَ الْـقَـناَ نَـضَـداً فِـي وَسْـطِهَا عَـلَـمُ
يُـسْـرَايَ فِـي أُفُــقٍ فِـي الدِّعْصِ مُنْتَخَبٌ @ جُـنْـدٌ عَـلَى جُـرُدٍ مَــجْـرَيْـنِ يَـنْـقَـسِـمُـوا
وَ الصَّـفُّ مُـقْـتَـضَــبٌ فِـيـنَا وَ رِيحُ حِمَا @ مِ الْمَـوْتِ فَـاحَ بِنَا وَ الصَّحْبُ مَـا طَعِمُوا
وَ الصَّـمْـتُ مُـقْـتـَـرِنٌ وَجْــلاً لِـرُؤْيَـتِـنَـا @ أَلْـفًــا بِـأُفْــقَ عَـلَى سِــقْــطِ اللِّــوَى قَــدِمُ
فَـالـصَّـدْرُ مُـنْـقَـبِضٌ وَ الظَّنُّ مُضْطَرِبٌ @ بِاللهِ حَــبْــلُ دُعَــا، أَنْــهُ الْــوَفِي الــرَّحِـمُ
أَوْ نَــصْــرُ شِــرْذِمَـةٍ بِـاللهِ إِنْ صَــدَقَـتْ @ يَـنْــدَكُّ حَــشْـدُهُمُ، يَا كَـرَبَ مَـنْ وُصِمُوا
وَ السَّــامُ مُعْـتَـرِضٌ عَـزْمًـا بِـمَـحْـجَـرِنَا @ سَـــاقَ الـنَّـبِي لِـــرُؤَا، فَـــالْـكُـلُّ يَـبْتَـسِـمُ !
عَــدَّ الْـمَـصَــارِعَ لِلْـكُـفَّــارِ فَــٱمْــتَـثَـلُوا @ كُــلٌّ لِــمَــوْقِــعِــهِ مَــجْــدُولُ مُــخْــتَـطَـمُ
يَــوْمٌ كَـمِـثْـلِ خُـطَـا الْأَصْـحَـابِ لَيْسَ لَهُ @ عِـــدْلٌ بِــعَــالَــمِــنَـا إِلاَّ لِــمَــنْ كَــرُمُـوا
ذَاكَ الـنَّـبِـيِّ لَــهُ قَـلْــبُ الْأُسُــودِ قَـضَـى @ إِمَّــا الْــمِــحَــالَ لَــهُ أَوْ صُــلْـبُــهُ حَـطِـمُ
لَــوْمَـا عَـلِـمَـتَ وَهَـى الْأَتْـبَـاعِ عَنْ ظُلُمٍ @ فِـي مَـعْـشَرٍ رَغِبُوا عَـنْ نُصْحِ مَنْ أَثِمُوا
حَــتَّـى إِذَا وَهَــجُ الْإِسْــلاَمِ لَـيْــسَ يُـرَى @ مَـالَ الْـعِـدَا كَـــسُعَــارِ السِّـيـدِ يَلْـتَـهـِمُـوا
لَـحْـمَ الْأُسُــودِ، وَرَاهُــمْ ثَـعْـلَــبٌ مَــكِـرٌ @ مِـنَّــا يُــسَــانِــدُهُــمْ، يَــبْــتَــاعُ لَـحْـمَـهُـمُ
أَسْـبَــاطُ بَـعْـدَكَ قَــدْ هَـانُــوا بِـمَـوْطِـنِهِمْ @ لاَذُوا بِــعُــجْــمَ عَــلَى حُــرْقٍ بِـهِـمْ شَئِـمُ
قَـدْ ذَلُّـوا وَ ٱنْـتَـكَـسُـوا وَ السَّـيْـفُ فَوْقَهُمُ @ إِنْ أَيْـنَـعَــتْ حُـجَـجُ، زُجَّـتْ لَــهَــا الْهِمَمُ
جَـانُـوا بِـفِـسْـقِـهـِمُ، فَـالْـكُـفْــرُ فِـي سَـلَـمٍ @ قَاضَــاهُـــمُ رَجُـــلٌ مِــنْــهُـمْ لَـهُ دَعَـمُـوا
جُــلْـفٌ طَـبَـائِـعُــنَـا، فَــٱسْــتَــنَّ قَـائِـدُنَـا @ بَـعْــضًــا لِــشِــيــمَـتِــنَـا،لاَ عَـذْلَ لاَ لَـوَمُ
لاَ نَــــذْلَ يَـحْـــكُــمُــنَــا إِلاَّ لِــــذِلَّــتِــنَــا @ فَـالـرَّأْسُ مَــنْــبَــتُــهُ مِـنْ حَـيْـثُ ضُخَّ دَمُ
لاَ عَــتْــبَ فِــي هَــرَمٍ شَـعْـبٌ مُـنَاصِرُهُ @ بِالْـخَـوْفِ مُـنْـقَـعِـسٌ، فِــي عَـزْمِـهِ خَـرِمُ
فَالــرَّأْسُ لَـيْـسَ يَـعِي، بَـلْ وَعْيَ مُنْتَسِبٍ @ لِلْـعُـرْبِ وَ هْــوَ يَـعِـي أَنْـهُ الْـوَبَـا الْجَـذِمُ
يَـرْضَى بِــحِـلْــفِ عِــدَا أَوْ دُمْــيَـةً لَـهُـمُ @ أَوْ صُـنْـعَ جِـلْـدَتِـهِـمْ، يَـرْعَى لِمَا خَـتَـمُوا
قَـــالَ الْأَجِــيــرُ رَئِــيـــسُ الْـقَــوْمِ أَنَّـكُـمُ @ أَحْـرَارُ مُـذْ دُحِـرَ الْأَعْـجَامُ وَ ٱنْـصَرَمُوا،
وَ الْحَـقُّ مَـا كَـسَبَتْ أَوْطَانُ بَعْضَ حُقُـو @ قِ الْحـُـرِّ غَـيْـرَ فُـضَالِ الْعُـجْـمِ إِذْ ثَـكَمُوا
إِنْ كَــانَ هَــمُّ نُــهَــى أَحْــلاَمِـــنَـا شَـبَـعٌ @ أَوْ رُفْـــقُ فَاتِـنَــةٍ، فَــالْقَــوْمُ قَــدْ سَـقَـمُـوا
لاَ طَـوْلَ مِــنْ عَـزِمٍ، فَـرْداً قِـرَاعَ قِـوَى @ دَفْــعًــا بِـكَـــلْـكَــلِــهِ وَ الـــنَّــاسُ ذَا نِــيَـمُ
بَـلْ ثَـوْرَةً جُـرُفًـا فِـيـهَـا الْـعَـمِـيلُ وَ مَنْ @ رَصَّ الـــطَّــرِيــقَ لَــهُ كُــلٌّ لَــهُ الـسَّـطَمُ
لَــوْمَـا الْــيَــقِــيـنُ بَـدَا أَنَّ الْـجِـنَـانَ عَـلاَ @ ـــهَا فِـي الــنَّــوَالِ لِـعَـبْـدٍ قَـامَ إِذْ وَجَـمُوا
يَـصْــرُخْ بِـكِـلْـمَـتِـهِ: 'إِرْحَــلْ' وَ رَادِفُــهُ @ شَــعْـبٌ بِــلاَ وَجَــلٍ بِالــصَّــدْرِ يَــلْـتَحِـمُ
إِمَّــا الْـيَـقِـــيــنُ بِـنَـصْــرِ اللهِ فِـي سُـبُـلٍ @ مَــلْـئَى بِسَـيْــلِ دِمَا، أَوْ فِي الْمَـدَى رَغَـمُ
كَـلاَّ فَـنَـحْــنُ سُــرَا الْأَوْطَــانِ أَنْـجَـبُـهُـمْ @ أَصْـلاً وَ مُــنْــتَــسَــبًــا، مِـنَّـا النَّبِي الْعَلَمُ
نَـحْـنُ الْـحُـدَاةُ لَـنَـا خِـبْـئُ الــثَّـرَى دَعِـمٌ @ لِلــشَّأْوِ فِــي أُمَــمِ الْأَوْطَــــانِ مُــرْتَـسِــمُ
جُـعْــدٌ إِذَا قَـرُبُـــوا عُـــودٌ بِــنَــحْــرِهِــمُ @ لاَ سِـلْــمَ إِذْ نَـكَصُوا عُـرْباً وَ قَدْ عَـظُمُوا
يَــوْمُ الـنُّـهُـوضِ بَــدَا وَمْـضٌ لِـشُـعْـلَـتِـهِ @ لاَ بَـحْــرَ يَعْــدِلُــنَــا، لاَ جَـــوَّ، لاَ عَــرِمُ
لَـوْمَـا الْأُلُـوفُ غَـدَتْ صَـرْخَـى بِكُلِّ نِدَا @ رَجْــعًـــا لِــعِــزَّتِنَا، حَــتْــمًا لَــنَا الْحُـكُـمُ
بَـيْـنَ الشُّعُـوبِ، فَـلاَ ظُـلْـمٌ وَ لاَ عَـسَـفٌ @ أَحْرَارُ مِـــنْ صَــفَـدٍ، لِلْـعِــزِّ يَـقْـتَـسِـمُـوا
تِـسْـعٌ بِـمِـشْـنَـقَـةٍ شَـقُّــوا الـطَّـرِيـقَ لَـنَـا @ لاَ فَــوْتَ تِـلْـكَ خُـطَــا الــدَّهْـمَاءِ تَحْـتَـدِمُ
لاَ صَـفْـحَ فِـي زَمَـنِ الـثَّـوْرَاتِ مَحْـكَـمَةٌ @ لِلْوَغْـــدِ، حَــلُّ جُــيُــوشِ الْـعَــارِ فِيهِ دَمُ
فِـي الظُّـهْـرِ مَـبْعَـثُـهَـا فَـالـرِّعْدُ مُنْكَمِشٌ @ فِي الْـخِــبْـئِ مُــضْـطَـرِبُ اللَّـبَّـاتِ يَلْـتَـثِمُ
يَـبْـقَى الْـعَـتِيُّ شَـرِيــدُ الْـفِـكْـرِ لَـيْـسَ لَـهُ @ غَــيْــرَ الْـمَـشَـانِـقِ عِــدْلاً مَــا لَـهُ غُــرُمُ
رَدْعـاً لِـكُـلِّ خَـفِـي فِـي الــظِّــلِّ ذَا أُفُـقٍ @ لِلْــحُــكْــمِ مِــثْــلَــهُـمُ، أَحْـقَـافُ تَـرْتَـكِـــمُ
قَـطْـعُ الـتَّـلِـيـدِ مِـنَ الْعُـقْــبَـانِ بُـرْؤُ أَذَى @ فَالـــثَّـلْـمُ إِنْـهُ بَـقِـي فِـي الْعُـضْـوِ يَـنْجَـذِمُ
ضَـرْبُ الْـقَـفَــا عَـلَـنًـا أَوْ حَـزُّ مَـكْـحَـلِـهِ @ زَجْــرٌ كَــفَـاكَ بِـهِ وَعْــضًا لِـمَـنْ زَعَمُوا
رَجْـعًـا لِـذِلَّـتِـــنَـا بَـيْـنَ الْــوَرَى قُـــدُمًــا @ وَالـرُّومُ قَدْ عَلِـمَـتْ ،أَنْ قَـامَ مَـنْ هَـزَمُوا
فَــالْــوَقْــتُ مَـبْـعَـثُــنَــا، نُوراً لِكُـلِّ عَـوَا @ رِ الْـفِـكْـرِ أَيْــنَ رَسَـى،عَـهْـدٌ لَــنَــا قَــدِمُ
إِلاَّ نَـــكُـــنْ قُـــدُمـاً، دَوْمًــا عَــلَى حَــذَرٍ @ فَــالْـغِــبُّ مُخْـتَــزِنُ الْأَحْـقَــادِ يَعْــتَــزِمُ
عَــوْدًا إِذَا سَــنَـحَــتْ غُــفْــلُ الْـوُلاَةِ لَـهُ @ جَـبْــراً يُــمَــثِّــلُــنَــا بِالْــفَــتْــكِ يَــنْـتَـقِــمُ
لاَ خَــيْــرَ فِـي هَـيَـجٍ أَبْــقَـى عَـلَى صَنَـمٍ @ مِــنْــهُ الْهَــوَانُ يَـجِي يَــوْمًا، فَـلاَ تَهِـمُوا
هَـيَّــا كَـوَاسِـرَ فِي الْأَوْطَـانِ فَٱنْـتَـفِـضُوا @ إِمَّا الْــجِـنَــانُ لُـقَــا الْـمَـكْـلُومِ أَوْ شَــمَــمُ
فَـالـشَّـأْوُ رِحْـلَـتَــهُ فَـــوْقَ الْـجَـمَـاجِـمِ لاَ @ غَــيْـرَ الـنِّـضَــالِ لَــهُ دَرْبٌ خَـضَـبْـهُ دَمُ
يَـا مَـنْ لِـنَـيْـلِ عُــلاَ فِـي الـدِّينِ مُهْـجَـتُـهُ @ ضِـعْــفٌ لِــعَـشْــرَ وَ تِـسْـعٍ ذَاقَـهَا الْكُرُمُ
عُــزْلاً بِـصَـدْرِهِـمُ نَــادُوا الـصَّـلاَحَ فَدُكُّـ @ ــوا عُــنْــوَةً، قَــسَــمًــا إِنَّ الْـجَـنَى قَـدِمُ
نَــالُــوا الشَّهَــادَةَ مِـنْ أَرْقَــى مَـنَـافِـذِهَـا @ مِنْ عَــذْبِ مَــوْرِدِهَــا لاَ، لَـيْـسَ نَـنْـفَطِمُ
عَــنْـهَــا وَمِـنْ دَمِـهَـا الْأَخْلاَفُ يَرْتَشِفُوا @ حَــتَّى الــزَّوَالَ لَـهُ عَــرْشٌ خَـصِي عَـقِمُ
عِــنْــدَ الْإِلَــهِ لَــهُـــمْ عِــدْلُ الْأَذَى نُـزُلاً @ مِنْ عَـذْبِ صُـنْعَـتِـهِ، يَا حَـظَّ مَا غَـنِـمُوا !
ذَاكَ الْـمُــوَرَّى ثَـرَا إِنْ كُــنْــتَ تَـابِــعَـهُ @ فِـي الْـحَـقِّ، مَـنْهَجُــهُ قَــرْعٌ لِـمَـنْ ظَلَمُوا
أَمَّـا الْـخَـلاَئِـقُ قَـدْ سَـلَّـتْ صَـمَـاصِـمَـهَا @ تَــبْــغِي الْــفَــتَـاكَ بِـنَـا وَ الْعَـزْمُ مُـنْـعَـدِمُ
سَـمّـُو الـدِّيَـانَــةَ غَـيْــرَ الْإِسْـمِ كَيْ يَثِبُوا @ جَـمْعًــا عَـلَى عُـرُبٍ مِــنْ صُـلْـبِـنَـا قُـرُمُ
لَـوْمَـا الْحَبِيبُ لَـنَا سَـنَّ الْـقِـصَاصَ غَـدَا @ الْأَقْـــزَامُ يَــوْمَ غَـــدٍ حِـــيــتَــانَ تَـلْـتَهِــمُ
لاَ نَـصْـرَ فِـي زَمَـنِ الْأَنْـذَالِ غَـيْـرَ بِـنَـا @ صَــبْــراً، نَــدُكُّ عِــدَانَـا وَقْــتَ نَـلْـتَـحِـمُ
فَـالْـفَــوْزُ فِـي زُمُــرٍ وَثْــقَــى بِــمَـوْعِـدِهِ @ لاَ فِــي رَضِــي بِـهَـوَانِ الْـحَـالِ يَـظَّــلِـمُ
يَـنْـدَى لِـكُـرْبَــتِـــهِ يَــشْــكُــو بِـــدَاخِـلِـهِ @ وَ الْــوَالِ مُــنْــشَــغِــلٌ، مُـسْـتَـمْـتِـعٌ بَـشِمُ
لاَ ضَـرَّهُ حَــنِـقٌ أَوْ زُغْـــبُ حَــاضِــنَـةٍ @ سَــبْـعًــا بِــهِــمْ غَـرَثٌ مَا بَعْـدُ قَدْ فُـطِمُوا
يَــحْـــمِــيــهِ إِمَّـــعَـــةٌ دَانُـــوا لِـسَـيِّـدِهِـمْ @ مَــا دَامَ حَـظُّـهُـمُ فِـي الــرِّزْقِ مُــقْـتَـسَـمُ
تَــعْـسًـا لِعَـبْـدِ حَيَـا، كَيْفَ ٱنْتَهَتْ رُكِبَتْ @ إِنْ كَــانَ فِــي مَـنَـعٍ هُــو مِــنْ بِـلاَ غَـثِـمُ
دَرْكُ الْهَــنَـا وَ لُـقَــا الْأَمْــرَيْـنِ لاَ وَهَــمٌ @ نَــصْـرٌ نُــعِــيــدُ بِــهِ الْأَمْـجَــادَ أَوْعَـــدَمُ
لاَ وَسْـطَ بَـيْـنَهُـمَـا فَـالْـعُـجْـمُ قَــاسَـمَـنَـا :@ لاَ عَــهْــدَ يُــكْـرِمُـكُـمْ، فَالـرَّهْبُ سَـامَكُـمُ
وَ الـنَّـاسُ قَـدْ عَـقَـدُوا حِـلْـفًـا لِـصَــرِّكُــمُ @ أَيْــنَ الْـوَمِـيـضُ رَسَـى غَـضًّا لَهُ هَـدِمُوا
كَـمْ عَـصْلَـبٍ جَثِمٍ فَـوْقَ الْعُـرُوشِ قَضَى @ إِنْ عَارَضُوا سُحِلُوا أَوْ فَضْفَضُوا لُطِمُوا
رُوحُ الْـجِـهَــادِ عَـلَى ضَـيْـمٍ بِـمَـرْبَـعِـنَـا @ سَـــنَّ الْـوُثُـــوقَ لَــنَــا أَنَّ الْــعُــلاَ قَـــدِمُ
وَ الـسِّـلْـمُ غَـايَـتُـنَـا إِنْ كَــفَّ مُـغْـتَـصِبٌ @ أَلاَّ يَـــرُمْ غَـــدَنَـــا، سَـمْــقــاً فَــلاَ سَـلِـمُ
إِنْ كُنْـتَ فِي هَيَبٍ لِلْمَوْتِ فِـي زَمَـنِ الـْـ @ ــــأَنْــذَالِ إِنَّ دَمِـــي فَـــوَّارُ يَـضْــطَــرِمُ
شَــوْقًــا لِـقَـــائِـــدِنَـا مَـهْـــدِيُّ لَــهْــذَمُــهُ @ فِــي نَــحْــرِ مُــنْـتَــدَبٍ فِــيـنَـا لَـهُ قَـصِمُ
أَسْــمَــى الــرَّجَــاءِ إِذَا مَـهْـدِيُّ عَاصَرَنَا @ يَــرْضَى لِــبَــادِرَتِي لَـحْــقًــا وَذَا قَــسَــمُ
:وَ اللهِ مَا سَـئِـمَـتْ نَـفْـسِـي الـدُّعَاءَ لَـحَـا @ قِــي بِالْـوَصِـي رَجِلاً أَوْ صَـهْـوَتِي نَعَـمُ
أَمْــــضِـي لِــنُــصْـرَتِــهِ ثُــمَّ الْـوَلاَءَ لَــهُ @ فَــوْقَ الــنُّجُــودِ وَ حِـمْــِي لَـهْـذَمٌ قَـصِـمُ
مَهْدِيُّ نَاصِرَنَا، إِنْ كُـنْـتَ فِي غَـيَـبِ الْـ @ ـــأَقْـــدَارِ حَـانَ لُـقَـا، فَالـرُّعْنُ قَـدْ حَكَمُوا
يَـالَـيْـتَـنِي مَــسِــكًــا سَـيْـفًــا بِـصُـحْـبَـتِـهِ @ أَغْـزُو الْــجُـيُـوشَ بِـهِ بِــالْـعَـهْــدِ أَلْـتَـزِمُ
دَفْـعًــا بِـكُــلِّ حَـشَــا نَـصْــراً لِـدَعْـوَتِــهِ @ أَغْــزُو عَــسَـاكِــرَهُمْ أُدْمَــى وَ أُحْـتَـطَـمُ
مُـسْـتَـنْـصِـراً بِـسُـــرَا جُــعْـــدٍ أَكَـاسِـرَةٍ @ صُــدُقٌ إِذَا بَـطِــشُـوا، صُـبُــرٌ إِذَا أَلِـمُوا
فَالرُّعْبُ يَـسْـبِـقُـهُــمْ مِـنْ قَــرْعِ شُــمَّــرَةٍ @ لِلْمَــوْتِ يَــلْـتَحِـقُـوا بِالـرُّومِ يَصْـطَـدِمُـوا
أَمْـضِــي أُآزِرُهُ مَـــهْــــدِيُّ مَـــبْــعَــثُــهُ @ نَـصْـرٌ لِــذِي وَهَــجٍ فِــي الْـقَـلْبِ مُكْتَـظَمُ
دَفْــعًــا بِـكُـلِّ قَــنَــا رُفْــقَ الْأَفَـاضِـلِ مَا @ أَحْــلَـى وُرُودَ غَــمَـــارِ الْـمَـوْتِ بَـيْـنَهُـمُ
جُــنْــدٌ لَــهُ سَــنَــدٌ مِـثْــلَ الـدَّعَــامِ شُـرَا @ شُــهْـمٌ غَـظَافِــرَةٌ مِــنْ عَــلْـقَــمٍ طَعِـمُـوا
غُــلْـظَ الْـقُـلُوبِ عَلَى الأَشْرَارِ فِي رَهَبٍ @ وَالْعُـجْمُ فِي حَـيَـرٍ، بِالرُّعْبِ قَـدْ وَجَـمُـوا
رُحْــمٌ كَـــمِـثْــلِ رَؤُومِ الأُمِّ عَـــنْ أَمَـــةٍ @ ثَــكْـلَى وَذِي غَـرَثٍ، مَـا حِـيـزَ يُـقْـتَـسَـمُ
ذَاكَ الْـــــهَـــــدِيُّ لَــــهُ وَالٍ يُــــؤَيِّـــــدُهُ @ رَبُّ الْعِــبَـادِ كَــمَـا خَـــطَّ الْــقَــضَا قَـلَـمُ
مَــهْـــدِيُّ فِــي غَــدِهِ رُعْــبٌ بِـكُلِّ قُرَى @ تَــبْـغِي الْـفَـسَـادَ بِهَا، يَا وَيْـحَ مَنْ ظَـلَـمُوا!
ذَاكَ الـــزَّمَــانُ مَــتَـى وَافَــاهُ ذُو شَـيَـبٍ @ أَوْ كَـهْــلُ مُــقْـتَـدِرٌ أَوْ مُــرْدُ لاَ عُــدِمُـوا،
فَٱقْــضِ اللَّـحَـاقَ بِـهِ، لِلنَّـصْلِ مُصْطَحِبًا @ فَــوْقَ الـثُّـلُوجِ إِلَـى حَـيْـثُ ٱلْـتَـقَى الْعَجَمُ
لاَ خَـيْـرَ فِـي عُـمُـرٍ ذَلَّ الْــعَـلِـــيــقُ بِـهِ @ إِنْ ظَـــلَّ فِـــي نَـكَــدٍ لاَ حَــظَّ لاَ حُــلُــمُ
فَالـنَّــشْــئُ ذُو هَــيَــجٍ عَـــزَامُ مُـنْـــدَفِـعٌ @ لِلْــعِــزِّ فَٱنْــبَـعَــثَــتْ مِـنْ رِمْسِـهَا الرِّمَمُ
رُوحُ الْـــوَلاَءِ لِـعَــيْـنِ الــرَّبِّ عِصْمَتُـنَا @ وَ الْعِــلْــمُ مَــنْـشَــؤُهُ فِــيــنَا لِمَنْ صَمَمُوا
إِنَّ الْحَــيَـا سَــرَبٌ وَ الْــعُـمْـرُ مُـنْـقَـطِـعٌ @ فَــٱغْــمِـسْ حَـبَاكَ بِهَا، هَـوْجَا فَــلاَ دَوَمُ
وَ ٱحْــيَـــا حَـيَـاةَ سُــرَا عَــادُوا لِــرَبِّـهِـمُ @ صُـلْــبٌ عَــزَائِـمُـهُـمْ، لِلْـعُـوجِ قَدْ قَوَمُوا
وَٱغْــنَــمْ حَــدِيــثَ سَـمَا عِـزٍّ غَـداَ مَـثَلاً @ عَــبْــرَ الْعُـصُـورِ بِـهِ الْأَجْـيَـالُ تَــنْـتَـدِمُ
لا شك ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يحب الشعر و الشعراء٠ و من ذلك الشعر حبه لشعر حسان بن ثابت و امية ابن ابي الصلت و ابو طاب عمه و غيرهم كثير و كان يحب ان يسمعه من غيرة مثل ابي بكر و عائشة رضي الله عنهما، وكذا المطولات من الشعر في اسفاره وغزواته، و لعله اطلع على المعلقات وهو مقيم في مكة فاحبها لسحرها عن كل شعر وجد عند العرب٠ و هو لم يكن حالة خاصة، اذ كلام العرب اليومي هو الشعر وديوانهم وهو (ص) منهم، الا ان الله حرم عليه قول الشعر،لحكمة نعرفها٠ و حب النبي للشعر و اهله عظيم و هو الذي قال (ان من الشعر حكمة) و كذالك (ان من البيان لسحرا) و قوله للصحابي الجليل شاعره الذي يذوذ عنه، كعب ابن مالك: (ان المومن ليجاهد بسيفه و لسانه). ففي زيارتي الاخيرة لقبر النبي، تنبهت ككثيرين قبلي لوجود ابيات كثيرة للشعر العربي، تحف قبره الشريف وكذلك في الروضة. و لقد حف قبره صلى الله عليه و سلم خلال العصور و تراكمت معلقة او منحوتة او منسوجة اشعار عديدة، منها ثلاث قصائد معروفة تحيط بقبره و بروضته الى اليوم، منها القصيدة اليتيمة العصماء في داخل الحجرة النبويه الدالية المعروفة التي مطلعها (يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ) التي كتبها السلطان العظيم العثماني عبد الحميد خان و نقشها في الغرفة الشريفة عام 1191 ثم بيتي اثنين بقيا من قصيدة الاعرابي (الميمية التي هي موضوع مجاراتي اليوم) الذي جاء متشفعا برسول الله (ص) و التي هي محفورة على العمودين امام الغرفة الشريفة الى اليوم و قصائد اخرى منقوشة حول و امام الغرفة لليوم و هي الوترية البغدادية مطلعها (بذلي و افلاسي بفقري بفاقتي) و القصيدة الحدادية في داخل الغرفة و مطلعها (ملاذ البرايا غوث كل مومل) و عبر العصور، و لحب العرب للشعر و قد كان ديوانهم و كلامهم و لعدم نهي النبي (ص) عن قول الشعر بل مدح صاحبه واثنى وهو الذي كان يحبه و يحث على الصالح منه، كحثه لشعراء الثلاثة في مدينته المنورة، عبر المسلمون عبر الزمن عن حبهم لرسول الله باشعار عديدة نقشوها منها ما بقي لليوم و منها ما اندثر وانمحى من الروضة الشريفة بعد الترميمات المتواترة من بلاد الحرمين للمسجد النبوي و للاسف ضاع الكثير منها الى الثلاث الباقية لليوم ـــــ مثل قصيدة مطلعها (يا غوث من في الخافقين و غيثهم) و اخرى مطلعها (و فيه عليه الله صلى ودائع) و اخريات عديدة، لا تحصى لكثرتها عبر السنين الطويلة و قد تخلل في العهد المملوكي خاصية الشعر التصوفي المفرط، التي يتوسل فيه بالنبي وَمبالغتهم في مدح النبي بما لا يليق به وبمقامه كعبد لله، و منها ما لا زال منقوشا حول الغرفة الشريفة رغم محاولة طمس معالمها دون حذفها من السعودية و قد اجزم بعد هذا الخلاف الدائر بين حكومتي البلدين الشقيقين، انها قد تحذف نهائيا في السنوات القادمة، الشيء الذي سيجعل العثمانيين الاتراك في غضب شديد و هم من كانوا اهل المدينة و رعاة المسجد النبوي و الغرفة الشريفة لعدة قرون. و صلت اخيرا الى مقصدي من كل ما ذكرت وهو قصيدتي الجديدة لهذا الاسبوع، اذ اخترت لكم مجاراة او تكملة لقول الأعرابي غير معروف الهوية لتلك الابيات في مدح النبي و قصته في التوسل من النبي (ص) معروفة في الادب ولعل الحب الصادق يدعو صاحبه الى المبالغة فالوقوع في المحظور احيانا٠
احتوت قصيدتي الميمية،التي بين يديك عزيزي القارئ من البيت 1 الى البيت 62 : مناقب النبي (ص) و اصحابه حتى ان مقصدي كان ادخال القارئ الكريم في الحوادث، والصراعات، كانه يرى النبي و الصحابة راي عين و يشاركهم ملاحمهم و مناقبهم اليومية، ثم انتقلت من البيت 63 الى البيت 123: رؤية مسلم عربي مثلي، لأحداث جرت و لا زال من وقعها العالم العربي في حيرة وتجاذب و نضال منذ الربيع العربي المزعوم٠ و كذا نظرتي الخاصة لحلول جذرية لا مناص منها ــــــ قد توافقها او تعارضها مع احترامي لرأي كل قارئ ـــــ خلال الثورات. ثم انتقلت في اخر مطافي و نهاية ما الهمنيه جني من تدفق شعر لم اكد ادفعه حتى انتهيت و جف القلم بعدئذ، من البيت 124 الى اخر القصيدة في البيت رقم 147: هي شوقي و حنيني للمهدي المنتظر( بغض النظر وجد ام لم يوجد حسب صحة الروايات او خطئها و لا اخوض في هذا الخلاف) و هو يعبر عن قائد عربي مجدد، محنك يخرجنا مما نحن فيه و يقاوم حتى تتاتى لنا العزة المنشودة٠
عزيزي القارئ، الموسم للشعر و اهله ، خذ نفسا طويلا فانك تحتاج اليم و غص معي في مجريات الاحداث منتقلا من مشهد الى اخر، فرحا حينا و تعسا اخر حتى وصولك لبرالامان المنشود والامال المعلقة في رقبة منقذ لنا في المستقبل٠ اتمنى لك قرائة ماتعة غدقة متدفقة و تقلبا في الشعور و الاحساس الى امل عميم يملئ يومك سعادة ، وكذا متنفسا لك عما انت فيه من الحزن على احوال رفيقك العربي في قاطرة الحياة ٠٠٠ بوركت٠
.
ـــــــــــــــ عنوان القصيدة الجديدة:
نَهْجُ سَيِّدِ الْوَرَى فِي دَكِّ نُخْبَةٍ تَرَى أَنَّا عَبِيدٌ لِلسُّرَا حَتَّى يُوَارِينَا الثَّرَى
.
ــــــــــــــ ابيات الاعرابي عند زيارة لقبر الرسول (ص)
.
يَـا خَـيْـرَ مَنْ دُفِـنَتْ فِي التُّرْبِ أَعْظُمُــهُ @ فَـطَـابَ مِــنْ طِـيــبِهِـنَّ الْـقَـاعُ وَ الْأَكَـــمُ
نَـفْــسـي الْـفِــدَاءُ لِـقَــبْـرٍ أَنْـتَ سَاكِـنُــــهُ @ فِــيِــهِ الْعَـفَـافُ وَ فِـيــهِ الْـجُـودُ وَ الْكَرَمُ
.
ــــــــــــــ د جمال الخالدي
.
كـَيْـفَ الـثَّــنَـاءُ عَـلَـى عَـبْـدٍ مَـنَـاقـِبُـــــهُ @ تُـحْـكـَى مُـنَـجَّـمَـةً فَـالفَـــيْــضُ ذَا عَــرِمُ
رَيٌّ فَـضَـائِـلـُهُ نـَثْـرَى مُـشَـاكِـهَــــةَ الـْــ @ أَفْــلاَكِ فِـــي وَهَــــجٍ قَــبْـسٌ لَــهُ شَـمَــمُ
يَـا مُـرْسِـيَ الْعَـدْلِ فِي صَحْـبٍ بِطِيبَتِـــهِ @ أَدْرِكْ ضَــلاَلَـــتَــنَـا فَـالْــقُــبْـحُ ذَا عَــمِـمُ
وَ الْـخَـبْـطُ مُـنْـتَـشِـرٌ بَـيْـنَ الْأَنَـامِ وَ قَـــدْ @ سَــاءَتْ طَـبَـائِــعُــنَـا وَ الْــكُــلُّ مُــتَّـهَــمُ
أَتْـبَـاعُكَ ٱمْـتَعَـضُوا مِنْ ضِيقِ عَـيْشِهِــمُ @ هَـامُـوا بِـكُـلِّ قُــرَى مِنْ ضَـيْـمِهِمْ سَأَمُوا
ذِي صَـفَـوَةٌ مَكَثَتْ تَـرْعَى لِمَا غَصَبَــتْ @ خُــرْصٌ إِذَا وَرِعُوا، جُـلْـفٌ إِذَا حَـكَـمُوا
فَـضُّـوا الْـرِّبَـاطَ بِسَحْقٍ طَالَ مُـضَّرِعًــا @ بِاللَّــيْــلِ، مُخـْتَـضِـبًـا بِالـدَّمْـعِ، مَا نَدِمُـوا
أَدْرِكْ مَــحَــاجِــرَنَـا وَٱرْجِعْ مَهَـابَـتـَنَـــا @ وَٱصْـلِـحْ أَئِـمَّـتَــنَـا، قَــدْ بَـــدَّلُوا وَعَــمُـوا
إِنْ كَــانَ فِــي غَــدِنَـا شُـؤْمٌ يُـلاَزِمُــــنَــا @ فَـٱقْـبِــضْ حَــذَارَ بِــلاَ حَــوْبَـاءَ تَــئْــتَـلِمُ
هَذَا الــنَّـــبِـيُّ صَـــفِـيُّ اللهِ قُـــدْوَتُــــنَـــا @ غَـيْـضٌ لِـسِــيــرَتِـهِ، مِــنْـهُ الْـهُـدَى جَمَمُ
هَـــذَا الــرَّؤُومُ إِذَا جَــــذْبٌ لِـــجُــــبَّــتـِهِ @ أَثَّـــــــرْ بِــلَـبـَّــتِـهِ أَلْــــفَــيْــتَـهُ الْـحَـــلِــمُ
أَمَّــا إِذَا بُـسِـطَـتْ كَــفُّ الْـعَـطَـاءِ لَـــــهُ @ أَهْـــدَى لِـمُـــؤْتَــــلَـــفٍ وَاداً بِــهِ غَــنَـــمُ
يَــوْمًـــا تَــدَنَّــسَ بَــيْـتَ اللهِ ذُو سَـمَــــجٍ @ فِـي الطَّـبْعِ رَيْثَ قَـضَى أَمْـراً وَلَا كَـلِــمُ
وَافَـى النَّـبِي وَحُـرُوفُ الْـوَجْهِ بَـاسِــمَـةٌ @ بِـالـنُّـصْحِ فِي دَمَثٍ، حَتَّى ٱنْــتـَفَى اللَّـمَـمُ
أَجْـلَى الْغُـبَـارَ عَـلَى طَـبْـعٍ بِـذِي جَــلَفٍ @ لِــيـنًـا فَـــطَـــاوَعَــهُ، لاَ نَـهْـــرَ لاَ شَـتَــمُ
رُبَّ الْـمَـجَالِـسِ فِـي رُكْـنٍ بِـمَـــسْــجِـدِهِ @ سَـاقَ الْحَـدِيثَ لَـنـَا وَ الـــرَّدُّ، أَيْ نَــعَـــمُ
زِدْنَـا الْـمَـعِـيـنَ مِـنَ الْأَنْـبَـاءِ فِي سَـحَـــرٍ @ فِـي وَصْـفِ جَـنَّتِهِ، يَا قَرْيَ مَنْ نَعِـمُـوا !
تِـلْـكَ الْخَـمَائِـلُ مِـنْ يَنْبُوعِ مَا سَكَــبَ الْـ @ شِّـدْقُ الْعَسِيلُ لَـهُ، صِرْنَا كَـمَـنْ هَـيَـمُـوا
بَـيْـنَ الظِّــلاَلِ وَ فِي قَـصْـرٍ كَـلُــــؤْلُــؤَةٍ @ حَـتَّـى نَـخَـالَ أَتَـى مِــنْ دُونِـهَــا الـنَّـسَـمُ
وَاللَّــيْـلُ بُــلْغَــتُـنَا فَـجْـراً بِـذِي جَـــيَــشٍ @ عَـــذْبٍ يُـــرَتِّـــلُ لِـلْآيَـــاتِ يَـــرْتَـــخِــمُ
فِـي الْـيـُمْـنِ لاَزَمَـهُ وَرْدٌ وَ ذُو سَـكَـــــنٍ @ وَ اللَّــيْـــثُ أَيْــسَـرَهُ كُـــلُّ لَــهُ خَـــــــدِمُ
يَـمْـشِي بِـرُفْـقَـتِـهِ زَوْجُ الـسِّـبَـاعِ فَـــــلاَ @ عَـيْـنٌ لِهـِـتْرَ دَنَـتَ، يَـقْـليِ وَ هُو غَـشِـــمُ
سَـمْـحٌ سَـجـِيُّ لَـهُ مَـعْ كُـلِّ مُكْتَـنِزِ الـْــــ @ أَحْـقَـادِ، يُـكْـرِمُـهُ وَ هْوَ الْعَـتِي الْخَـصِــمُ
كُـلُّ الْـقُـلُوبِ لَــهُ كَشْـفَـى لِـمَـعْــدَنِــهَــا @ أَهْـلُ الـنِّـفَــاقِ وَ مَـنْ بِالْـخَـيْـرِ يَـتَّـسِـمُــوا
لَكِــنَّـــهُ أُذُنٌ يَـــرْضَى بِــظَـــاهِـــرِنَـــا @ لاَ نَــابَــهُ خَــلُــصُوا أَمْ جَــخَّ مَـا كَـتَــمُـوا
وَ الصُّـبْـحَ وِجْـهَـتُـنَـا خَـيْـلاً لَنَا قُـلُصًـا @ نَــغْـزُو قَــوَافِـلَـهُــمْ نَــرْتَـدُّ مَـا غَـنِــمُــــوا
مِـنَّـا بِـمَـكَّـةَ إِذْ خُـمْــصٌ حَـوَاصِـلُــنَــا @ وَ الْقَوْمُ قَـدْ نَـهَـبُــوا مِـنَّـا وَ قَــدْ كَـثُــمُـــوا
وَ الْـجُـوعُ مُـنْـتَـشِـرٌ فِـيـنَا، وَ مَا أَخَذُوا @ مِـنَّا عَــلَى إِبِـــلٍ زُلْــفَى، فَــلاَ سَــلِــمُـــوا
يَـوْمٌ كَــمِـثْـلِ سَــمَـا الْأَيَّـامِ تِـلْـكَ فِـــدَا @ رُوحِي، لِأُبْصِرَهُ شَـيْــئًــا، وَ ذَا الْــعَــشَـــمُ
فِـي مِـثْـلِ مَـعْـدَنِهِ نَـرْجُو ٱقْتِفَاءَ خُطَـى @ فِي الْـحِـلْمِ عَـلَّ بِــهِ تَــرْقَــى لَــنَــا الْقِـيَـمُ
مِـلْــئُ الـصَّحَــائِــفِ مِـنْ نِبْرَاسِ سِيرَتِهِ @ تُـذْكِـي لَـنَـا سُـبُـلاً غَــصَّــتْ بِهَـا الْحِكَـمُ
تَـشْـتَـفُّ فِــي عَــلَــمٍ بَــضٌّ، خَـصَـائِـلُـهُ @ صَـفْـواً بِـدَاخِـلِــهِ، أَمْــشَــاجُــهُ الــشِّـيَــمُ
قُــبَــلٌ لِــوَجْــهِ صَبِي فِي رَخْصِ وَجْنَتِهِ @ سَـــنَّـتْ وَدَاعَ جَـفَـا فِي الطَّبْعِ لاَ جَـهَـــمُ
فَالــسَّــمْــحُ شِــيــمَـتُـهُ وَ الـلِّــيـنُ مَعْدَنُهُ @ وَ الْـعَـدْلُ مَـنْهَـجُـهُ لَـــوْمَـا جَـنَى الْخَصِمُ
شِـعْــرٌ بِـقُـبَّـــتِــــهِ كَــالْـــوَشْـيِ فِـي أَدَمٍ @ نَـسْــجٌ زَخَـــارِفُـــهُ كَـــالْعِــقْـــدِ يَـنْـتَـظِمُ
إِنْ كَــانَ نَــاصِــرُهُ فِي الْخِبْئِ عُشُّ حِراَ @ لِلْـحِــبِّ فِــي خَــلَــدِي غَــاراً بِهِ الْعِصَمُ
يَــرْجُــو لَــهُــمْ أَمَـلاً بَعْـدَ الْمَـمَـاتِ وَهُمْ @ جَــهْـــلاً بِــطِـيـنَـتِــهِ فِـي الْكِبْرِ يَسْتَهِمُوا
كُــلُّ الْخَـلاَئِـقِ لَـحْـظَ الـضَّــرِّ مُنْصَرِفٌ @ عَـنْ مَـنْـهَـجٍ صَـوَبٍ إِنْ لَـيْـسُ هُـو غَـنِمُ
إِلاَّ الْحَـبِـيـبُ لَــنَــا لاَ نَــفْــعَ يُــضْــمِـرُهُ @ إِلاَّ الـــثَّـــوَابَ لَــنَــا بِــالْعَــهْـــدِ يَــلْـتَزِمُ
حَسْرِي وَ كُلُّ حَـنِـيـنِي الْخَـلْـقَ فِي زَمَنٍ @ لاَ خَـلْـطَ بَــيْـنَ قِوَى شَـرٍّ وَ مَنْ سَـلِـمُـوا
لَــحْـقِيِ بِـصَـفِّ رَعِـيـلِ الْجـَيْـشِ آمُــلُـهُ @ أَرْمِــي الــنِّـبَــالَ عَــلَى اللَّــبَّــاتِ تَـنْـثَـلِمُ
أَوْ مُـنْـفِــقــاً كُـلَّ مَــالِي يَــوْمَ غَــزْوَتِــهِ @ رُومـاً لِـقَـيْـصَرَ وَ الـرَّمْضَـاءُ فِــي تَـسِـمُ
أَوْ مَــنْـــصِـلاً طَــوِعًا أَمْـرَ النَّـبِي، فَإِذَا @ مَـــادَ الْــعَــتَي، لَــــهُ قَـــفْـــخٌ بِـــهُ أَلَـــمُ
أَوْ مُغْــبَــراً بِـتُـــرَابٍ وَسْــطَ خَــنْــدَقِــهِ @ وَ الْفَـأْسُ فِي عُنُـقِي وَ الْبَطْنُ فِـي ضَـرِمُ
أَوْ رَافِــعــاً عَــنْــهُ عِــبْـئــاً: حِمْلُ آجُرِهِ @ بَـــيْــتــاً بِطَـيْـبَــتِـــهِ، أَبْــنِـي فَـيُـــرْتَـسَـمُ
بُـــلْــغُ الْمُــنَى وَ رِضَـا الْحَوْبَاءِ مَعْرَكَةٌ @ فِـــيهَـا الـنَّـبِـي مَــعَــنَـا لِلـصَّــفِّ يَـنْـتَظِمُ
كَفِّــي بِـضَـبْـطِ خُـطَـامِ الْـقَـوْسِ مُشْـتَغِلٌ @ وَ الْحِــبُّ فِــي خُــطَــبٍ فِـينَـا لَـنَـا دَعِـمُ
ضِـمْـنَ الْجُـنُـودِ، وَثِـيـقَ الْوَعْـدِ مُنْتَصِباً @ سَهْــمـاً عَلَى حَـذَرٍ وَ الْـكُــلُّ قَــدْ بُـكِـمُوا
لاَ هَــمْـسَ تَـسْـمَعُـهُ غَـيْرَ الْوَسَاوِسِ فِي @ حَـلْــقِ الْـحَــدِيــدِ عَـلَى أَبْـطَــالَ تَـهْـتَـزِمُ
وَ الْحِـبُّ يُـنْــبِــؤُنَـا: وِرْدُ الْـجِـنَــانِ دَنَـا @ وَ الْـكُــفْـرُ فِـي أُفُـقٍ مُــكْــتَــظُّ مُــزْدَحِـمُ
جَـيْـشٌ أُبَـصِّــرُهُ يُــمْــنَــايَ لَـسْـتُ أَرَى @ غَــيْــرَ الْـقَـناَ نَـضَـداً فِـي وَسْـطِهَا عَـلَـمُ
يُـسْـرَايَ فِـي أُفُــقٍ فِـي الدِّعْصِ مُنْتَخَبٌ @ جُـنْـدٌ عَـلَى جُـرُدٍ مَــجْـرَيْـنِ يَـنْـقَـسِـمُـوا
وَ الصَّـفُّ مُـقْـتَـضَــبٌ فِـيـنَا وَ رِيحُ حِمَا @ مِ الْمَـوْتِ فَـاحَ بِنَا وَ الصَّحْبُ مَـا طَعِمُوا
وَ الصَّـمْـتُ مُـقْـتـَـرِنٌ وَجْــلاً لِـرُؤْيَـتِـنَـا @ أَلْـفًــا بِـأُفْــقَ عَـلَى سِــقْــطِ اللِّــوَى قَــدِمُ
فَـالـصَّـدْرُ مُـنْـقَـبِضٌ وَ الظَّنُّ مُضْطَرِبٌ @ بِاللهِ حَــبْــلُ دُعَــا، أَنْــهُ الْــوَفِي الــرَّحِـمُ
أَوْ نَــصْــرُ شِــرْذِمَـةٍ بِـاللهِ إِنْ صَــدَقَـتْ @ يَـنْــدَكُّ حَــشْـدُهُمُ، يَا كَـرَبَ مَـنْ وُصِمُوا
وَ السَّــامُ مُعْـتَـرِضٌ عَـزْمًـا بِـمَـحْـجَـرِنَا @ سَـــاقَ الـنَّـبِي لِـــرُؤَا، فَـــالْـكُـلُّ يَـبْتَـسِـمُ !
عَــدَّ الْـمَـصَــارِعَ لِلْـكُـفَّــارِ فَــٱمْــتَـثَـلُوا @ كُــلٌّ لِــمَــوْقِــعِــهِ مَــجْــدُولُ مُــخْــتَـطَـمُ
يَــوْمٌ كَـمِـثْـلِ خُـطَـا الْأَصْـحَـابِ لَيْسَ لَهُ @ عِـــدْلٌ بِــعَــالَــمِــنَـا إِلاَّ لِــمَــنْ كَــرُمُـوا
ذَاكَ الـنَّـبِـيِّ لَــهُ قَـلْــبُ الْأُسُــودِ قَـضَـى @ إِمَّــا الْــمِــحَــالَ لَــهُ أَوْ صُــلْـبُــهُ حَـطِـمُ
لَــوْمَـا عَـلِـمَـتَ وَهَـى الْأَتْـبَـاعِ عَنْ ظُلُمٍ @ فِـي مَـعْـشَرٍ رَغِبُوا عَـنْ نُصْحِ مَنْ أَثِمُوا
حَــتَّـى إِذَا وَهَــجُ الْإِسْــلاَمِ لَـيْــسَ يُـرَى @ مَـالَ الْـعِـدَا كَـــسُعَــارِ السِّـيـدِ يَلْـتَـهـِمُـوا
لَـحْـمَ الْأُسُــودِ، وَرَاهُــمْ ثَـعْـلَــبٌ مَــكِـرٌ @ مِـنَّــا يُــسَــانِــدُهُــمْ، يَــبْــتَــاعُ لَـحْـمَـهُـمُ
أَسْـبَــاطُ بَـعْـدَكَ قَــدْ هَـانُــوا بِـمَـوْطِـنِهِمْ @ لاَذُوا بِــعُــجْــمَ عَــلَى حُــرْقٍ بِـهِـمْ شَئِـمُ
قَـدْ ذَلُّـوا وَ ٱنْـتَـكَـسُـوا وَ السَّـيْـفُ فَوْقَهُمُ @ إِنْ أَيْـنَـعَــتْ حُـجَـجُ، زُجَّـتْ لَــهَــا الْهِمَمُ
جَـانُـوا بِـفِـسْـقِـهـِمُ، فَـالْـكُـفْــرُ فِـي سَـلَـمٍ @ قَاضَــاهُـــمُ رَجُـــلٌ مِــنْــهُـمْ لَـهُ دَعَـمُـوا
جُــلْـفٌ طَـبَـائِـعُــنَـا، فَــٱسْــتَــنَّ قَـائِـدُنَـا @ بَـعْــضًــا لِــشِــيــمَـتِــنَـا،لاَ عَـذْلَ لاَ لَـوَمُ
لاَ نَــــذْلَ يَـحْـــكُــمُــنَــا إِلاَّ لِــــذِلَّــتِــنَــا @ فَـالـرَّأْسُ مَــنْــبَــتُــهُ مِـنْ حَـيْـثُ ضُخَّ دَمُ
لاَ عَــتْــبَ فِــي هَــرَمٍ شَـعْـبٌ مُـنَاصِرُهُ @ بِالْـخَـوْفِ مُـنْـقَـعِـسٌ، فِــي عَـزْمِـهِ خَـرِمُ
فَالــرَّأْسُ لَـيْـسَ يَـعِي، بَـلْ وَعْيَ مُنْتَسِبٍ @ لِلْـعُـرْبِ وَ هْــوَ يَـعِـي أَنْـهُ الْـوَبَـا الْجَـذِمُ
يَـرْضَى بِــحِـلْــفِ عِــدَا أَوْ دُمْــيَـةً لَـهُـمُ @ أَوْ صُـنْـعَ جِـلْـدَتِـهِـمْ، يَـرْعَى لِمَا خَـتَـمُوا
قَـــالَ الْأَجِــيــرُ رَئِــيـــسُ الْـقَــوْمِ أَنَّـكُـمُ @ أَحْـرَارُ مُـذْ دُحِـرَ الْأَعْـجَامُ وَ ٱنْـصَرَمُوا،
وَ الْحَـقُّ مَـا كَـسَبَتْ أَوْطَانُ بَعْضَ حُقُـو @ قِ الْحـُـرِّ غَـيْـرَ فُـضَالِ الْعُـجْـمِ إِذْ ثَـكَمُوا
إِنْ كَــانَ هَــمُّ نُــهَــى أَحْــلاَمِـــنَـا شَـبَـعٌ @ أَوْ رُفْـــقُ فَاتِـنَــةٍ، فَــالْقَــوْمُ قَــدْ سَـقَـمُـوا
لاَ طَـوْلَ مِــنْ عَـزِمٍ، فَـرْداً قِـرَاعَ قِـوَى @ دَفْــعًــا بِـكَـــلْـكَــلِــهِ وَ الـــنَّــاسُ ذَا نِــيَـمُ
بَـلْ ثَـوْرَةً جُـرُفًـا فِـيـهَـا الْـعَـمِـيلُ وَ مَنْ @ رَصَّ الـــطَّــرِيــقَ لَــهُ كُــلٌّ لَــهُ الـسَّـطَمُ
لَــوْمَـا الْــيَــقِــيـنُ بَـدَا أَنَّ الْـجِـنَـانَ عَـلاَ @ ـــهَا فِـي الــنَّــوَالِ لِـعَـبْـدٍ قَـامَ إِذْ وَجَـمُوا
يَـصْــرُخْ بِـكِـلْـمَـتِـهِ: 'إِرْحَــلْ' وَ رَادِفُــهُ @ شَــعْـبٌ بِــلاَ وَجَــلٍ بِالــصَّــدْرِ يَــلْـتَحِـمُ
إِمَّــا الْـيَـقِـــيــنُ بِـنَـصْــرِ اللهِ فِـي سُـبُـلٍ @ مَــلْـئَى بِسَـيْــلِ دِمَا، أَوْ فِي الْمَـدَى رَغَـمُ
كَـلاَّ فَـنَـحْــنُ سُــرَا الْأَوْطَــانِ أَنْـجَـبُـهُـمْ @ أَصْـلاً وَ مُــنْــتَــسَــبًــا، مِـنَّـا النَّبِي الْعَلَمُ
نَـحْـنُ الْـحُـدَاةُ لَـنَـا خِـبْـئُ الــثَّـرَى دَعِـمٌ @ لِلــشَّأْوِ فِــي أُمَــمِ الْأَوْطَــــانِ مُــرْتَـسِــمُ
جُـعْــدٌ إِذَا قَـرُبُـــوا عُـــودٌ بِــنَــحْــرِهِــمُ @ لاَ سِـلْــمَ إِذْ نَـكَصُوا عُـرْباً وَ قَدْ عَـظُمُوا
يَــوْمُ الـنُّـهُـوضِ بَــدَا وَمْـضٌ لِـشُـعْـلَـتِـهِ @ لاَ بَـحْــرَ يَعْــدِلُــنَــا، لاَ جَـــوَّ، لاَ عَــرِمُ
لَـوْمَـا الْأُلُـوفُ غَـدَتْ صَـرْخَـى بِكُلِّ نِدَا @ رَجْــعًـــا لِــعِــزَّتِنَا، حَــتْــمًا لَــنَا الْحُـكُـمُ
بَـيْـنَ الشُّعُـوبِ، فَـلاَ ظُـلْـمٌ وَ لاَ عَـسَـفٌ @ أَحْرَارُ مِـــنْ صَــفَـدٍ، لِلْـعِــزِّ يَـقْـتَـسِـمُـوا
تِـسْـعٌ بِـمِـشْـنَـقَـةٍ شَـقُّــوا الـطَّـرِيـقَ لَـنَـا @ لاَ فَــوْتَ تِـلْـكَ خُـطَــا الــدَّهْـمَاءِ تَحْـتَـدِمُ
لاَ صَـفْـحَ فِـي زَمَـنِ الـثَّـوْرَاتِ مَحْـكَـمَةٌ @ لِلْوَغْـــدِ، حَــلُّ جُــيُــوشِ الْـعَــارِ فِيهِ دَمُ
فِـي الظُّـهْـرِ مَـبْعَـثُـهَـا فَـالـرِّعْدُ مُنْكَمِشٌ @ فِي الْـخِــبْـئِ مُــضْـطَـرِبُ اللَّـبَّـاتِ يَلْـتَـثِمُ
يَـبْـقَى الْـعَـتِيُّ شَـرِيــدُ الْـفِـكْـرِ لَـيْـسَ لَـهُ @ غَــيْــرَ الْـمَـشَـانِـقِ عِــدْلاً مَــا لَـهُ غُــرُمُ
رَدْعـاً لِـكُـلِّ خَـفِـي فِـي الــظِّــلِّ ذَا أُفُـقٍ @ لِلْــحُــكْــمِ مِــثْــلَــهُـمُ، أَحْـقَـافُ تَـرْتَـكِـــمُ
قَـطْـعُ الـتَّـلِـيـدِ مِـنَ الْعُـقْــبَـانِ بُـرْؤُ أَذَى @ فَالـــثَّـلْـمُ إِنْـهُ بَـقِـي فِـي الْعُـضْـوِ يَـنْجَـذِمُ
ضَـرْبُ الْـقَـفَــا عَـلَـنًـا أَوْ حَـزُّ مَـكْـحَـلِـهِ @ زَجْــرٌ كَــفَـاكَ بِـهِ وَعْــضًا لِـمَـنْ زَعَمُوا
رَجْـعًـا لِـذِلَّـتِـــنَـا بَـيْـنَ الْــوَرَى قُـــدُمًــا @ وَالـرُّومُ قَدْ عَلِـمَـتْ ،أَنْ قَـامَ مَـنْ هَـزَمُوا
فَــالْــوَقْــتُ مَـبْـعَـثُــنَــا، نُوراً لِكُـلِّ عَـوَا @ رِ الْـفِـكْـرِ أَيْــنَ رَسَـى،عَـهْـدٌ لَــنَــا قَــدِمُ
إِلاَّ نَـــكُـــنْ قُـــدُمـاً، دَوْمًــا عَــلَى حَــذَرٍ @ فَــالْـغِــبُّ مُخْـتَــزِنُ الْأَحْـقَــادِ يَعْــتَــزِمُ
عَــوْدًا إِذَا سَــنَـحَــتْ غُــفْــلُ الْـوُلاَةِ لَـهُ @ جَـبْــراً يُــمَــثِّــلُــنَــا بِالْــفَــتْــكِ يَــنْـتَـقِــمُ
لاَ خَــيْــرَ فِـي هَـيَـجٍ أَبْــقَـى عَـلَى صَنَـمٍ @ مِــنْــهُ الْهَــوَانُ يَـجِي يَــوْمًا، فَـلاَ تَهِـمُوا
هَـيَّــا كَـوَاسِـرَ فِي الْأَوْطَـانِ فَٱنْـتَـفِـضُوا @ إِمَّا الْــجِـنَــانُ لُـقَــا الْـمَـكْـلُومِ أَوْ شَــمَــمُ
فَـالـشَّـأْوُ رِحْـلَـتَــهُ فَـــوْقَ الْـجَـمَـاجِـمِ لاَ @ غَــيْـرَ الـنِّـضَــالِ لَــهُ دَرْبٌ خَـضَـبْـهُ دَمُ
يَـا مَـنْ لِـنَـيْـلِ عُــلاَ فِـي الـدِّينِ مُهْـجَـتُـهُ @ ضِـعْــفٌ لِــعَـشْــرَ وَ تِـسْـعٍ ذَاقَـهَا الْكُرُمُ
عُــزْلاً بِـصَـدْرِهِـمُ نَــادُوا الـصَّـلاَحَ فَدُكُّـ @ ــوا عُــنْــوَةً، قَــسَــمًــا إِنَّ الْـجَـنَى قَـدِمُ
نَــالُــوا الشَّهَــادَةَ مِـنْ أَرْقَــى مَـنَـافِـذِهَـا @ مِنْ عَــذْبِ مَــوْرِدِهَــا لاَ، لَـيْـسَ نَـنْـفَطِمُ
عَــنْـهَــا وَمِـنْ دَمِـهَـا الْأَخْلاَفُ يَرْتَشِفُوا @ حَــتَّى الــزَّوَالَ لَـهُ عَــرْشٌ خَـصِي عَـقِمُ
عِــنْــدَ الْإِلَــهِ لَــهُـــمْ عِــدْلُ الْأَذَى نُـزُلاً @ مِنْ عَـذْبِ صُـنْعَـتِـهِ، يَا حَـظَّ مَا غَـنِـمُوا !
ذَاكَ الْـمُــوَرَّى ثَـرَا إِنْ كُــنْــتَ تَـابِــعَـهُ @ فِـي الْـحَـقِّ، مَـنْهَجُــهُ قَــرْعٌ لِـمَـنْ ظَلَمُوا
أَمَّـا الْـخَـلاَئِـقُ قَـدْ سَـلَّـتْ صَـمَـاصِـمَـهَا @ تَــبْــغِي الْــفَــتَـاكَ بِـنَـا وَ الْعَـزْمُ مُـنْـعَـدِمُ
سَـمّـُو الـدِّيَـانَــةَ غَـيْــرَ الْإِسْـمِ كَيْ يَثِبُوا @ جَـمْعًــا عَـلَى عُـرُبٍ مِــنْ صُـلْـبِـنَـا قُـرُمُ
لَـوْمَـا الْحَبِيبُ لَـنَا سَـنَّ الْـقِـصَاصَ غَـدَا @ الْأَقْـــزَامُ يَــوْمَ غَـــدٍ حِـــيــتَــانَ تَـلْـتَهِــمُ
لاَ نَـصْـرَ فِـي زَمَـنِ الْأَنْـذَالِ غَـيْـرَ بِـنَـا @ صَــبْــراً، نَــدُكُّ عِــدَانَـا وَقْــتَ نَـلْـتَـحِـمُ
فَـالْـفَــوْزُ فِـي زُمُــرٍ وَثْــقَــى بِــمَـوْعِـدِهِ @ لاَ فِــي رَضِــي بِـهَـوَانِ الْـحَـالِ يَـظَّــلِـمُ
يَـنْـدَى لِـكُـرْبَــتِـــهِ يَــشْــكُــو بِـــدَاخِـلِـهِ @ وَ الْــوَالِ مُــنْــشَــغِــلٌ، مُـسْـتَـمْـتِـعٌ بَـشِمُ
لاَ ضَـرَّهُ حَــنِـقٌ أَوْ زُغْـــبُ حَــاضِــنَـةٍ @ سَــبْـعًــا بِــهِــمْ غَـرَثٌ مَا بَعْـدُ قَدْ فُـطِمُوا
يَــحْـــمِــيــهِ إِمَّـــعَـــةٌ دَانُـــوا لِـسَـيِّـدِهِـمْ @ مَــا دَامَ حَـظُّـهُـمُ فِـي الــرِّزْقِ مُــقْـتَـسَـمُ
تَــعْـسًـا لِعَـبْـدِ حَيَـا، كَيْفَ ٱنْتَهَتْ رُكِبَتْ @ إِنْ كَــانَ فِــي مَـنَـعٍ هُــو مِــنْ بِـلاَ غَـثِـمُ
دَرْكُ الْهَــنَـا وَ لُـقَــا الْأَمْــرَيْـنِ لاَ وَهَــمٌ @ نَــصْـرٌ نُــعِــيــدُ بِــهِ الْأَمْـجَــادَ أَوْعَـــدَمُ
لاَ وَسْـطَ بَـيْـنَهُـمَـا فَـالْـعُـجْـمُ قَــاسَـمَـنَـا :@ لاَ عَــهْــدَ يُــكْـرِمُـكُـمْ، فَالـرَّهْبُ سَـامَكُـمُ
وَ الـنَّـاسُ قَـدْ عَـقَـدُوا حِـلْـفًـا لِـصَــرِّكُــمُ @ أَيْــنَ الْـوَمِـيـضُ رَسَـى غَـضًّا لَهُ هَـدِمُوا
كَـمْ عَـصْلَـبٍ جَثِمٍ فَـوْقَ الْعُـرُوشِ قَضَى @ إِنْ عَارَضُوا سُحِلُوا أَوْ فَضْفَضُوا لُطِمُوا
رُوحُ الْـجِـهَــادِ عَـلَى ضَـيْـمٍ بِـمَـرْبَـعِـنَـا @ سَـــنَّ الْـوُثُـــوقَ لَــنَــا أَنَّ الْــعُــلاَ قَـــدِمُ
وَ الـسِّـلْـمُ غَـايَـتُـنَـا إِنْ كَــفَّ مُـغْـتَـصِبٌ @ أَلاَّ يَـــرُمْ غَـــدَنَـــا، سَـمْــقــاً فَــلاَ سَـلِـمُ
إِنْ كُنْـتَ فِي هَيَبٍ لِلْمَوْتِ فِـي زَمَـنِ الـْـ @ ــــأَنْــذَالِ إِنَّ دَمِـــي فَـــوَّارُ يَـضْــطَــرِمُ
شَــوْقًــا لِـقَـــائِـــدِنَـا مَـهْـــدِيُّ لَــهْــذَمُــهُ @ فِــي نَــحْــرِ مُــنْـتَــدَبٍ فِــيـنَـا لَـهُ قَـصِمُ
أَسْــمَــى الــرَّجَــاءِ إِذَا مَـهْـدِيُّ عَاصَرَنَا @ يَــرْضَى لِــبَــادِرَتِي لَـحْــقًــا وَذَا قَــسَــمُ
:وَ اللهِ مَا سَـئِـمَـتْ نَـفْـسِـي الـدُّعَاءَ لَـحَـا @ قِــي بِالْـوَصِـي رَجِلاً أَوْ صَـهْـوَتِي نَعَـمُ
أَمْــــضِـي لِــنُــصْـرَتِــهِ ثُــمَّ الْـوَلاَءَ لَــهُ @ فَــوْقَ الــنُّجُــودِ وَ حِـمْــِي لَـهْـذَمٌ قَـصِـمُ
مَهْدِيُّ نَاصِرَنَا، إِنْ كُـنْـتَ فِي غَـيَـبِ الْـ @ ـــأَقْـــدَارِ حَـانَ لُـقَـا، فَالـرُّعْنُ قَـدْ حَكَمُوا
يَـالَـيْـتَـنِي مَــسِــكًــا سَـيْـفًــا بِـصُـحْـبَـتِـهِ @ أَغْـزُو الْــجُـيُـوشَ بِـهِ بِــالْـعَـهْــدِ أَلْـتَـزِمُ
دَفْـعًــا بِـكُــلِّ حَـشَــا نَـصْــراً لِـدَعْـوَتِــهِ @ أَغْــزُو عَــسَـاكِــرَهُمْ أُدْمَــى وَ أُحْـتَـطَـمُ
مُـسْـتَـنْـصِـراً بِـسُـــرَا جُــعْـــدٍ أَكَـاسِـرَةٍ @ صُــدُقٌ إِذَا بَـطِــشُـوا، صُـبُــرٌ إِذَا أَلِـمُوا
فَالرُّعْبُ يَـسْـبِـقُـهُــمْ مِـنْ قَــرْعِ شُــمَّــرَةٍ @ لِلْمَــوْتِ يَــلْـتَحِـقُـوا بِالـرُّومِ يَصْـطَـدِمُـوا
أَمْـضِــي أُآزِرُهُ مَـــهْــــدِيُّ مَـــبْــعَــثُــهُ @ نَـصْـرٌ لِــذِي وَهَــجٍ فِــي الْـقَـلْبِ مُكْتَـظَمُ
دَفْــعًــا بِـكُـلِّ قَــنَــا رُفْــقَ الْأَفَـاضِـلِ مَا @ أَحْــلَـى وُرُودَ غَــمَـــارِ الْـمَـوْتِ بَـيْـنَهُـمُ
جُــنْــدٌ لَــهُ سَــنَــدٌ مِـثْــلَ الـدَّعَــامِ شُـرَا @ شُــهْـمٌ غَـظَافِــرَةٌ مِــنْ عَــلْـقَــمٍ طَعِـمُـوا
غُــلْـظَ الْـقُـلُوبِ عَلَى الأَشْرَارِ فِي رَهَبٍ @ وَالْعُـجْمُ فِي حَـيَـرٍ، بِالرُّعْبِ قَـدْ وَجَـمُـوا
رُحْــمٌ كَـــمِـثْــلِ رَؤُومِ الأُمِّ عَـــنْ أَمَـــةٍ @ ثَــكْـلَى وَذِي غَـرَثٍ، مَـا حِـيـزَ يُـقْـتَـسَـمُ
ذَاكَ الْـــــهَـــــدِيُّ لَــــهُ وَالٍ يُــــؤَيِّـــــدُهُ @ رَبُّ الْعِــبَـادِ كَــمَـا خَـــطَّ الْــقَــضَا قَـلَـمُ
مَــهْـــدِيُّ فِــي غَــدِهِ رُعْــبٌ بِـكُلِّ قُرَى @ تَــبْـغِي الْـفَـسَـادَ بِهَا، يَا وَيْـحَ مَنْ ظَـلَـمُوا!
ذَاكَ الـــزَّمَــانُ مَــتَـى وَافَــاهُ ذُو شَـيَـبٍ @ أَوْ كَـهْــلُ مُــقْـتَـدِرٌ أَوْ مُــرْدُ لاَ عُــدِمُـوا،
فَٱقْــضِ اللَّـحَـاقَ بِـهِ، لِلنَّـصْلِ مُصْطَحِبًا @ فَــوْقَ الـثُّـلُوجِ إِلَـى حَـيْـثُ ٱلْـتَـقَى الْعَجَمُ
لاَ خَـيْـرَ فِـي عُـمُـرٍ ذَلَّ الْــعَـلِـــيــقُ بِـهِ @ إِنْ ظَـــلَّ فِـــي نَـكَــدٍ لاَ حَــظَّ لاَ حُــلُــمُ
فَالـنَّــشْــئُ ذُو هَــيَــجٍ عَـــزَامُ مُـنْـــدَفِـعٌ @ لِلْــعِــزِّ فَٱنْــبَـعَــثَــتْ مِـنْ رِمْسِـهَا الرِّمَمُ
رُوحُ الْـــوَلاَءِ لِـعَــيْـنِ الــرَّبِّ عِصْمَتُـنَا @ وَ الْعِــلْــمُ مَــنْـشَــؤُهُ فِــيــنَا لِمَنْ صَمَمُوا
إِنَّ الْحَــيَـا سَــرَبٌ وَ الْــعُـمْـرُ مُـنْـقَـطِـعٌ @ فَــٱغْــمِـسْ حَـبَاكَ بِهَا، هَـوْجَا فَــلاَ دَوَمُ
وَ ٱحْــيَـــا حَـيَـاةَ سُــرَا عَــادُوا لِــرَبِّـهِـمُ @ صُـلْــبٌ عَــزَائِـمُـهُـمْ، لِلْـعُـوجِ قَدْ قَوَمُوا
وَٱغْــنَــمْ حَــدِيــثَ سَـمَا عِـزٍّ غَـداَ مَـثَلاً @ عَــبْــرَ الْعُـصُـورِ بِـهِ الْأَجْـيَـالُ تَــنْـتَـدِمُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق