د.غالب القرالة
حيرة العرب في معنى الوجود وغايته :
لم ينقد العربي في الجاهلية من حيرة التساؤل حول معنى الوجود وغايته وحول المصير ونهايته وانما حسم الاسلام الخلاف فيه بعقيدة الخلق والتكليف والبعث والحساب .
ولقد عبر الشاعر العربي عن هذه الحيرة في ابيات لاتخلو من حكمة الحياة وجزئها على الرغم مما تنتهي اليه في كل حال من القلق على المصير والاستسلام الى الجهل به وهو معنى يشيع في كثير من النصوص الجاهلية ويقول لبيد :
وما المرء الا كا لشهاب وضوئه يحور رمادا بعد اذ هو ساطع
وما البر الا مضمرات من التقى وما المال الا معمرات ودائع
وما المال والاهلون الا ودائع ولابد يوما ان ترد الودائع
وما الناس الا عاملان فعامل ينير ما يبني واخر رافع
اعاذل ما يدريك الا تظنيا اذا رحل السفار من هو راجع
اتجزع مما احدث الدهر للفتى واي كريم لم تصبه القوارع
لعمرك ماتدري الضوارب بالحصى ولا زاجرات الطير ما الله صانع
ويتساءل شاعر اخر من الحنفاء عن غاية الوجود مؤملا ظهور نبي جديد يهديه الى معنى هذا الوجود وغايته فيقول :
الا نبي لنا منا فيخبرنا ما بعد غايتنا من راس مجرانا
واذا كان بعض الشعراء قد توقفوا عند التعبير عن الحيرة والتساؤل عن المصير الذي كان يلح على ضمير العربي قبل الاسلام فان اخرين – وقد وجدوا انئذ انه لاسبيل الى النفاذ الى فهم اسرار هذه الحياة – راوا ان يشغلوا انفسهم باللذة ويستغرقوا فيها مستمتعين باكبر قدر يمكن الاستمتاع به من ملذاتها وهو معنى يشيع ايضا عند عدد من الشعراء الجاهلين يقول طرفة بن العبد في معلقته :
الا ايهذا اللائمي اشهد الوغى وان احضر اللذات هل انت مخلدي
فان كنت لاتشتطيع دفع منيتي فدعني ابادرها بما ملكت يدي
فلولا ثلاث هن من عيشة الفتى وجدك لم احفل متى قام عودي
فمنهن سبق العاذلات بشربة كميت متى ما تعل بالماء تزيد
وكري اذا نادى المضاف محبنا كسيد الغضا بنهته المستورد
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ببهكنة تحت الخباء المعمد
كريم يروي نفسه في حياته ستعلم ان متنا غدا اينا الصدى
ارى قبر نحام نحيل بما له كقبر غوى في البطالة مفسد
ترى جثوتين من تراب عليهما صفائح صم من صفيح منضد
وفي هذه الابيات من معلقة طرفة يبداء الشاعر بقوله :
1- يايهذا الذي يلوم ويعذل على حضوري الحرب وانفاقي المال في الخمر وغيرها هل تضمن لي الخلود فلا اموت ابدا ؟
2- انك لاتستطيع دفع الموت عني ولذلك فاني اطلب منك ام تتركني ابادر المنية بانفاق ما ملكت يدي في لذاتي
3- وانا – لولا ثلات امور في هذه الحياة – لم اكن لاعباء بالموت
4- وهذه الامور الثلاثة هي شرب الخمر قبل لوم العاذلات
5- وقتالي في الحرب كذئب الغضا وهو اخبت الذئاب حين يطلب الورد وقد هيجته .
6- وجعل يوم الدجن وهو يوم ندى ورش قصيرا باللهو مع فتاة تامة الجسم تحت خباء مرفوع بالعمد .
7- وانا بذلك لست الا كريما يستمتع بحياته فليس لي علم بما يكون في المستقبل .
8- وفي النهاية سوف يتساوى قبر نحيل نحام – اي يتزحر بما له شحا عند السؤال كانه يئن ويتشدد – وغير مفسد ماله على اللذات فهذا الشحيح بما له وهذا القاتل المبذر يصيران معا الى الموت فلا ينفع الشحيح شحه .
9- فالقبران متشابهان اذ هما مجموعة من التراب عليهما صفائح صخور عراض صم صلاب .
حيرة العرب في معنى الوجود وغايته :
لم ينقد العربي في الجاهلية من حيرة التساؤل حول معنى الوجود وغايته وحول المصير ونهايته وانما حسم الاسلام الخلاف فيه بعقيدة الخلق والتكليف والبعث والحساب .
ولقد عبر الشاعر العربي عن هذه الحيرة في ابيات لاتخلو من حكمة الحياة وجزئها على الرغم مما تنتهي اليه في كل حال من القلق على المصير والاستسلام الى الجهل به وهو معنى يشيع في كثير من النصوص الجاهلية ويقول لبيد :
وما المرء الا كا لشهاب وضوئه يحور رمادا بعد اذ هو ساطع
وما البر الا مضمرات من التقى وما المال الا معمرات ودائع
وما المال والاهلون الا ودائع ولابد يوما ان ترد الودائع
وما الناس الا عاملان فعامل ينير ما يبني واخر رافع
اعاذل ما يدريك الا تظنيا اذا رحل السفار من هو راجع
اتجزع مما احدث الدهر للفتى واي كريم لم تصبه القوارع
لعمرك ماتدري الضوارب بالحصى ولا زاجرات الطير ما الله صانع
ويتساءل شاعر اخر من الحنفاء عن غاية الوجود مؤملا ظهور نبي جديد يهديه الى معنى هذا الوجود وغايته فيقول :
الا نبي لنا منا فيخبرنا ما بعد غايتنا من راس مجرانا
واذا كان بعض الشعراء قد توقفوا عند التعبير عن الحيرة والتساؤل عن المصير الذي كان يلح على ضمير العربي قبل الاسلام فان اخرين – وقد وجدوا انئذ انه لاسبيل الى النفاذ الى فهم اسرار هذه الحياة – راوا ان يشغلوا انفسهم باللذة ويستغرقوا فيها مستمتعين باكبر قدر يمكن الاستمتاع به من ملذاتها وهو معنى يشيع ايضا عند عدد من الشعراء الجاهلين يقول طرفة بن العبد في معلقته :
الا ايهذا اللائمي اشهد الوغى وان احضر اللذات هل انت مخلدي
فان كنت لاتشتطيع دفع منيتي فدعني ابادرها بما ملكت يدي
فلولا ثلاث هن من عيشة الفتى وجدك لم احفل متى قام عودي
فمنهن سبق العاذلات بشربة كميت متى ما تعل بالماء تزيد
وكري اذا نادى المضاف محبنا كسيد الغضا بنهته المستورد
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ببهكنة تحت الخباء المعمد
كريم يروي نفسه في حياته ستعلم ان متنا غدا اينا الصدى
ارى قبر نحام نحيل بما له كقبر غوى في البطالة مفسد
ترى جثوتين من تراب عليهما صفائح صم من صفيح منضد
وفي هذه الابيات من معلقة طرفة يبداء الشاعر بقوله :
1- يايهذا الذي يلوم ويعذل على حضوري الحرب وانفاقي المال في الخمر وغيرها هل تضمن لي الخلود فلا اموت ابدا ؟
2- انك لاتستطيع دفع الموت عني ولذلك فاني اطلب منك ام تتركني ابادر المنية بانفاق ما ملكت يدي في لذاتي
3- وانا – لولا ثلات امور في هذه الحياة – لم اكن لاعباء بالموت
4- وهذه الامور الثلاثة هي شرب الخمر قبل لوم العاذلات
5- وقتالي في الحرب كذئب الغضا وهو اخبت الذئاب حين يطلب الورد وقد هيجته .
6- وجعل يوم الدجن وهو يوم ندى ورش قصيرا باللهو مع فتاة تامة الجسم تحت خباء مرفوع بالعمد .
7- وانا بذلك لست الا كريما يستمتع بحياته فليس لي علم بما يكون في المستقبل .
8- وفي النهاية سوف يتساوى قبر نحيل نحام – اي يتزحر بما له شحا عند السؤال كانه يئن ويتشدد – وغير مفسد ماله على اللذات فهذا الشحيح بما له وهذا القاتل المبذر يصيران معا الى الموت فلا ينفع الشحيح شحه .
9- فالقبران متشابهان اذ هما مجموعة من التراب عليهما صفائح صخور عراض صم صلاب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق