الاثنين، 28 مايو 2018

_ و كان حُلُماً .. ! _________ حسين ابوالهيجاء
                                 " اعيد نشر النصوص
                                  التي تكررت سرقتها "
                                  _____________
 
.. كان يومَ خميسٍ روتينيٍ ، كأي خميس آخَر .. ، و كان مساءً صيفيًا لا يُميّزُه غير حُضورها المختلف !
 هي وحدها ، كانت. تمنحُ المساءات اختلافَها .. ، كانت تُميُّزها بنكهتِها .. بعِطرها .. بأنفاسِها و بريقِ عينيها ، بطقوسِها و مشاكساتِها ، بعنادِها .. بتمردِها .. بخُبثِها و مكرِها .. !!
  كان مساءً ككل مساءاتها  ..
  و لا أعرفُ كيف حَلَّ به كلُ هذا الوجع ،
لا أعرفُ كيف باتَ جُرحاً غائراً ، دخل مُتحف الذكريات من باب الألم ، و أصبح علامةً نافرةً ، تَدُقُّ الذاكرةَ بناقوسِ الحسرةِ و الندم .. !

قالت : " أحلامٌ سعيدة " .. ، و انسحَبَتْ !
   لم أكن أعرف ، أن للنظراتِ المُنسحبةِ ، كلُ هذا النزيف من دماء الذاكرة ، .. كل هذا النفير الجائع في صدرِ اللهفةِ ، .. كل هذا العطش المُتصاعد الى سراب الأمنيات  ، .. كل هذا الوجع المتكدسِ في أوردة الحُلُم .. !!

 --  " أحلام سعيدة  " ،،  و انسحبَتْ !
   و راحتْ سُحُبٌ سوداءُ داكنةٌ ،  تتجمعُ في صدري !
 '' انسحبتْ كالسراب '' ..
         و رُحتُ أختنقْ بالدخانِ الأسود  !

    كانت الغيومُ المُتلبّدةُ في صدري ، تُرعد بجفافٍ ..
 كانت تُبرق بانطفاءِ الوميض .. ، و لا مطر ..  لا مطر .. !

-- " أحلام سعيدة " ،، و انسحبت ..
   و كان صعباً عليّ تصديقها
لا ،، لم يكن حُلُماً  .. لم يكن حُلْماً
   كيف يكون كل هذا النور ، المُنثالُ منها  على جسدي حُلُما ?!
  كيف يكون كل هذا العطر الراشحِ من جسدها حُلُما ?!
لا ، ليس حُلما .. ليس حُلماً
  كنتُ أكتُبُها شِعراً ، .. و هي تكتب " الأنثى المنفردة " !

   كنتْ أرويها  شعوراً ، .. و هي تروي " أُنثى معجونةً من نورٍ و ياسمين "  !
هذا ليس حُلمًا .. ليس حلُمًا ..

   كنتُ أعرفُ تناقُضاتِ نجومها عندما  تُشاكسُ الليل :
 -- أنا لا اُحبُكَ ، و تستديرُ بدلعٍ ،، و كانت تعني " اذوبُ فيك عِشقاُ "
 -- انا أكرهُكَ ، و تأخُذُ نفَسًا عميقًا ، مع إمالةِ فمها الى اليسار ، لترسُمَ غمّازةً فاتنةً ، و هي تعني " آهٍ لو تدركَ حُبي لك "  .. !
  -- إبتعد عني ، و تقفزُ خطواتٍ إلى الخلف ، لِيتاهدَل شَعرُها إلى كتفيها.  صُعوداً و هبوطاً ، كجناحَيّ طائر  ، وهي تعني  " تعال ضُمّني اليكَ ، بلهفةِ رضيعٍ الى ثدي ُْاُمِهِ " ..
 
   كنتُ أعرفُ جنونها ، و أحفظُ طقوسَها عن ظهر قلب .. !
..  و كان مساءً ككل المساءات .. !

 - "أحلامٌ سعيدة "  ،، و انسحبَتْ ..
  غير أنها كانت تبدو  هادئةً جداً ، كالماءِ الراكدِ في البُحيراتِ الصغيرةِ  ، عندما قالت :  لا يمكنني الوثوقُ بكَ ،، فقد تغزِلُ شِعراً  لِ اُنثى غيري ، ..  و قد تنثُرُ حُلماً لاُخرى  ، .. و قد تنقُلُ ما بيننا لإحداهِن ، .. ،  فانتَ شاعرٌ ، و  قد اخبرتَني بما سبقَ و قُلتَهُ لغيري .. !!
         كلماتٌ حادة وٌ باترة
  كلماتٌ  كانت سيفاً قطعَ الحُلُم .. ، فأدركتُ معنى الإنسحابَ ..  و معنى الندم .. !
  و لم أكن اعرفُ ، ان للنظراتِ المنسحبةِ ، كل هذا الاثرِ . من الخُذلانِ و الوجع ..
  و أن حرارةَ ندَمي ، لم تكن كافية ، لإذابة الجليد المتكلس في أوردتِها ..
  و أن فترةَ النقاهةِ ، تمضُغُ وقتاً ، أطول بكثيرٍ ، من المدى الزمني ، لجُرحٍ .. كانت تكفيه ضمادةٌ من جُملةِ حنين  ، أو حرارةِ عِناق .. !

   أدركتُ الحُلُم
و أدركتُ .. استحالةَ الإمساك بطيف ،ٍ أو نسمةٍ عابرة ..

-- "أحلام سعيدة "
                أجل سيدتي ،، كان حُلُماً

و " انسحَبتْ كالسراب "
              …  و كان عليّ الآنسحاب .. !
… .
… .
حطّمتُ مُتحفَ الذكرياتِ
و فقَأتُ نُدوبَ الجرحِ
و أقفلتُ باب الألَم
   
             و .. انسحبتُ  .. !
……… .......
………………
                         و كان حلُماً … ... !!

_____________ نَص ل حسين ابو الهيجاء __

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...