الجمعة، 31 مايو 2019

جميلة بلطي تكتب ...

......الزّمنُ النّازفُ......

كلّما اشتدَّ الألمُ
أتسّلّقُ الذّاكرةَ فِرارا مِنْ هَمَج الكَلام
أفتِّشُ رفُوفَها رفًّا.. رفًّا
أنتقِي ما يُنْعشُ الروحَ
مَا يمْلأُ الرّئتين سلامة ..
مِنْ كلّ رفٍّ أغْرفُ كمْشة بعثٍ
أُلقِمُ الهَولَ تِرياق الوِئام..
أشدُّ خُطايَ لهفة
أتَقصّى أثَر أُلفةٍ تاهتْ في الزِّحام
أستمطرُ الوصْل النّافرَ
أهمسُ للأمن ّ هَلُمَّ
فقد كلّ الطينُ مِنَ الأسَى
أهلكهُ صِراعُ البرايا
يزَرعون الإفكَ
يُذكون الخِصام
 حولهم ضاقتِ الأرجاء
والفكرُ كبّلَه الظّلام
أحثّ المطايا ..أركضُ
أركضُ..
في كلّ زاويةٍ تُقابلنِي الأيّام
تلوّحُ الأعوامُ ..
تسائلني الرِّحلةُ عن الوقتِ
عنْ حَال الأنام
يرتجُّ صوتي ..
ترْتجفُ شفتاي ..
بماذا تُراني أجيب ؟
أنا الهاربة مِنَ الواقع  المُرهقِ
أرتمي وزماني النّازف قي ذكرى السّلام.

تونس...31 /5 / 2019

بقلمي ...جميلة بلطي عطوي
اهلا رمضان
 (٢٧)

شهر كريم
نوة كرم فاضت على الدنيا  فى رمضان.             
غسلت ذنوب الصائمين بالعفو والغفران
ونورت قلوب المؤمنين بالبركةوالايمان
من القيام الليل والصيام و قراءة القران
من بركة الزكاة والصدقات من الاحسان
نظرةرضا على عبيدك واغفرلنايارحمان
ارزقنا يارب بالجنة و اعتقنا من النيران

                  الشاعر /عبد المنعم حمدي رضوان
تثاقلت مشيا وفتحت عيونا
فبانت عسلية زانت جفونا
تمايلت وتبسمت بيضا لجينا
قالت صباحا يملأه ياسمينا
قلت صباحا يا تاج العاشقين
أقبلت فأدبرت خشية الواشين
تنهدت شوقا فتذكرت سنينا
تركتها صبية وفرقتنا السنون
قالت هيت لك أم تراك من العازفين
قلت بلا شقي قلبي تري سرا دفينا
فما سوى دمك يسري في الشرايين
قربت شوقا وعشقا يردفه حنينا
فلاصقتها قالت ويحك بلينا
يا أيها الساكن شراييني
اسكن قلبي وخده عرينا
ويحك لا تهجر أيها الشافي لدائي المكين
واخطط بدمي كتابا متينا
قالت مرحى قلت مرحى بك قرينة
ما غيرك هويت ولا أهوى عيونا
يا مليحة القد عمرو لك ولتربطنا بنينا
فوزي اليانقي
تونس

بهاء اللبودي يكتب .....

مش عايز أبقى شاعر
أو حتى أكون أديب
انا فاشل في المشاعر
بسرح كتير و اغيب

 انا عايز بس آهاجر
عن كل جراح وآغادر
في العاجل القريب ..

مش عايز قلب تاني
بيحس بأي طير
ولا عايز عقل بالى
يتمنى الكون أسير

دنا عايش عُمر دايب
من بين الكل شايب
وتمللى أحزن ما أطيب

مش عايز ابقى شاعر
لو حتى أعيش غريب

#بهاء_اللبودى
-ليلة القدر ...و والداي-

لما كنت طفلاً...
كانت أمي دوماً...
تقول لي...
في ليلة القدر
يرسل الله ملائكته للبشر
كي لدعواهم ...تستمع
فتلك... الليلة
أخير و أطيب ليال العمر
إذا حلت... يا صغيري
افتح... نافذتك الصغيرة
على مصراعيها...
ورحمة ربك انتظر
و كنتُ... دوماٌ
و أنا... طفل
لأمي استمع
أغمض عيني
و إلى ربي أتضرع
أطلب ربي
وسعت... رحمته
الارض و السماوات السبع...
أن يطيل الله عمر والدي
و أرى رضاهما
فوق جبيني يلمع
وألا أرسب في الفصل
مهما ...مهما ...وقع
هكذا بعفوية الأطفال
كانت قصتي مع ليلة القدر
و إلى الآن لا تزل
إنما... شيء واحد تغير
لم يعد... لي نافدة منها أطل
و والداي قد رحلا
عندما حان الأجل
فما بقي لي
سوى أن أصلي
وإلهي... أشكر
حتى مطلع الفجر
ما دام صوت أمي
أشجى من صوت الدهر
منه آخد العِبر
طول ليلة القدر
بشغف...انتظر
شيئا ما... سيقع
أنتظر نجم والديّ يسطع
و لربي...طول الليل
أسجد... أركع
و أحمد و أكبر
في عفو إلهي أطمع
حتى نجمهما... يلمع
أكثر و أكثر....

#جمال_عبدالمومن

عبد التواب الجارحي يكتب....

بص  يا صحابى
للقلب  عيون
وإحساس مفهوم
بس  إحنا نحب
من غير  ما نخون
وأنت كأن على الحب
ما كله يحب
بس تمالى
خليك ذوق
وأعرف أن الدنيا
يومين
واحد ليك
والتاني عليك
وما تجراحش
حد يحبك
أجبر خاطر
 إللى يحبك
تبقى سعيد
ولا تكسراش
بقلب حبيبتك
لأن الحب
دا شئ معلوم
واللى بيكسر
قلب الأنثى
لا يعرف حب
وعاش محروم
وبقولك حب
بس بقلب
لأن الكلمة
بتعني سعادة
ترضى سعاتك
تبع الحاجة
افهموا بقى
معنى الحب
الحب صاريح
لا يعرف ماكر
ولا يفهم كوهن
ولما تحول
تنظيف قلبك
عيش الحب
وأبنى عليه
وأنت هاتفهم
راحت البال
لأن الحب
لا يعلا عليه
ولما تحول
تبقي شمال
فى الدنيا كتير
وبلاوى الدنيا
يا صاحبى كتير
خوش يمين

#  بص يا صاحبى
#  بقلم  عبدالتواب الجارحي
٣١  / ٥ / ٢٠١٩ م

عبد التواب الجارحي يكتب.....

مش هنكر أنى حبيتك
بس بغير
ولا هنكر أنى مشغول بكي
ومحتاجلك لأنك قلبي
وأن طال العمر هاكون ليكي
  مش أنتى حبيبتي
ولا تفتكري  أن أنا  فرحان
لا والله أن أنا زعلان
ايوه الدنيا مش على الكيف
 ولا كيفى أبعد يا بنت الناس
بس ما دومتي بتسألي فيا
هافضل ليكي طول العمر
وأنا ان كنت بعاتبك مرة
دا من عشمى وخوفي عليكي
اعرفي قلبي وافهمي حبي
وأنتي ها تعرفي حبك أد أيه
بقولهالك مرة وألف
أنك روحي  وندى العمر
بس أنا غيرتى مش موصوفه
 لأني  عتابى على  اد الحب
واللى يحبك لازم يفهم
 ان أخلاقك مش على حد
بس الصبر بينفذ لما
 بأكون مش طايق لما بنبعد 
لكن برجع أطيب خطرك
 لانى قلبي يا أحلا الناس
وأن كان قلبى بيبقا جرئ
منا  أطفيحى وأبويا فلاح
لكن زارع فيه أصول
 أن الست دي كل الدنيا
لاتجعلها يوم  مكسورة
ولا مجروحة ولا محتاجة
لان الست أحسن حاجة
بتبني الاسرة فى أصغر بيت
ولو مش راجل أكسر اونثى
تبقى يا دوب خربت البيت 
وأنت وأصلك تكون فى البيت
 تسعد فيها او تجرحها
كله بطبعك ما أنت  الأصل
وأنت برضوا رب الأسرة
وأنت المسؤل قدام ربك
ان حقوقها آخرها عليك

آخر ما كتب عبدالتواب الجارحي
 قصيدة  مش هنكر
 ٣١ / ٥  / ٢٠١٩ م

القادم ..... بقلم الأديب الراقي جوزيف شماس

القادم

-1-

   الساعة السادسة بعد الظهر، يدخل المدرسة عابراً باحتها ومتجهاً يميناً نحو ممر واسع ليصل إلى مكتبه الكائن في صدارة الممر، يفتح باب المكتب ويدخله دون أن يغلق بابه، ويضع رزمة من الأوراق على طاولة المكتب .. وعلى الفور يتناول سماعة الهاتف ويضغط على أزراره وينتظر صامتاً، وبيده اليمنى يسحب مجموعة محارم ورقية ويمسح عرقه المتصبب منه ويتنهد مدمدماً:
- لو يعود الشباب يوماً ليعيد لي الأمل والهمة وأغادر المخيم فوراً لأرتاح من دروبه الممزقة وغباره الذي لا يهدأ عن الحراك أبداً.
فجأة ينتشر صدى صوته في كامل المبنى ليسمع بعدها خطوات معاونه، وهو ينزل من الطابق العلوي؛ ليقف أمامه صامتاً ومستمعاً لسؤال السيد المدير: هل كل شيء جاهز يا أستاذ محمود!
يجيبه  : نعم يا حضرة المدير. كل شيء على ما يرام.
المدير: أشكرك، وبلّغ عريف الحفل للتقيد بمواقيت إلقاء الكلمات.
عقارب الساعة تقترب من العاشرة ليلاً، وكل شيء سار كما هو مخطط له.
يتقدم عريف الحفل من منصة الإلقاء ويعلن قائلاً :
القلب عندما ينثر مكنوناته على بساط النور، نجد في داخله الحب والكآبة والغربة والألم والشوق والحنين ... لكن الإنسان ذو الفكر النيّر هو من يسربل عواطف القلب رقة وعذوبة ويجد السعادة ويبني صروحاً من الحب والشوق والحنين وينثر السلام . والآن لنحلق معاً على أجنحة الموسيقى ومحاكاتها في الفقرة الختامية التالية.
وعلى الفور أطفأت الأنوار وتوهجت أضواء المشاعل المنثورة على محيط خصر المكان، ودوى الصمت متفجراً في نفوس الحاضرين، حين بدأت أصوات الآلات الموسيقية تحاكي بعضها وتصدح ما طاب لها من الأنغام، ونفوس الحاضرين تحلّق طرباً وابتهاجاً وتتراقص مشاعرهم على أنغام الحوار الدائر بين الآلات الموسيقية، وكأنهم يسمعون زغاريد الأرض وهي تستقبل الغيم الماطر، وأناشيد الفلاحين وهم يجنون المحصول الوافر وهتافات العمال وتراتيل الأطفال بالفجر القادم
وجميعهم يستنشقون عطر رياحين الحب من عزف سميرة على آلة الكمان وكأنها تقول لحبيبها:
- أرجوك ابتعد عني لأنك لا تعرف ما في داخلي وكف نظراتك عني لأنك تكبلني .. وعلى الفور هبت أنامل فادي لتستمد القوة من آلة البيانو وتركض على جباه أصابعه وتحث البيانو على الرد قائلاً: أنا الوحيد الذي يعرفك جيداً.
ترد أوتار الكمان نغماً: ماذا تعرف عني؟
تتراقص أصابع البيانو طرباً وزهواً وترد: أنا أعرف جيداً أن في داخلك طفلة رضيعة وبين ضلوعك صبية أسيرة، وأناملك مرتجفة وفي روحك مواهب دفينة وعواطف حائرة.
تعصف آلة الكمان بأوتارها وتسأله:
ليكن ما تقول عني صحيحاً. ماذا أنت فاعل؟
يضحك البيانو عازفاً ويقول: أنا من سيفطم طفولتك ويحرر صباك ويحضن أنوثتك ويروي عواطفك ويفجر مواهبك، ويبث الدفء في أناملك، وسأكون حبيباً وعبداً لك وحدك .. ويختتم الحفل بوقوف الحاضرين وتصفيقهم الحاد الذي لم ينته بعد ..

-2-

  جلستْ في صفوف المقاعد الأمامية والصمت قد تلبّس وجودها. وهي تصغي لهمسات زميلتها التي تنثر على بساط مسامعها أخبار القادم من قلب الحدث، وتعلمها أن المحاضر ذا مكانة مرموقة بين رفاقه. وهو مناضل لا يعرف التعب والملل وشخصيته محبوبة. ولو سألت عن مكان إقامته لوجدته في قلب كل من يعرفه وفي وجدان كل مواطن شريف. إنه وحدوي العقيدة والمبدأ. وكل أوطان العرب أوطانه.
 وتصمت حين سمعت أمواجاً من التصفيق الهادر وهو يخطو قدماً لمنصة الإلقاء، وحين وصوله حيّا جمهور الحضور وشكرهم وأكد على أهمية وجودهم الذي يعطي معنى حقيقياً وصادقاً لقضايا الأمة وانتمائها الحضاري.
نظرت سميرة إليه للوهلة الأولى وكأنها تنظر للبعيد. ثم عادت ونظرت محدقة ببريق عينيه وملامح وجهه، وتصغي لكلامه وتحاكي ذاتها وتؤكد أنه هو فادي حنا، زميل الدراسة في مرحلتي الإعدادية والثانوية، ورغم سماعها له، وهو يشرح مفهوم المقاومة المسلحة على أنها وسيلة وليست هدفاً ووجودها مرهون بوجود الاحتلال، إلا أنها تسرح على مروج ذاكرتها بعيدة عن المكان الحاضن لوجودها وترحل إلى أيام الصبا والشباب، لتقرأ بعض قصاصات من بواكير عواطفها وحبها الأول وتدمدم:
نعم إنه هو الذي كان أول شعاع أحببته ولم أحب سواه ومنذ ذاك الزمان لم أره ولم أسمع صوته رغم مرور خمسة وعشرين عاماً ومازلت أحبه... آه كم كنت معجبة بذكائه وأناقته وتهذيبه، رغم أنه كان انطوائياً يسمع أكثر من أن يتكلم، ومازلت أتذكر جيداً كيف كان يرتبك ويزداد خجلاً كلما كنت أحاول الاقتراب منه، رغم إحساسي برغبته في إطالة الحديث معي ليبوح لي عن مكنونات روحه ومشاعره، لكنه في كل مرة كان يفصل عناق نظراتنا بأجفانه ويرحل بعيداً عني، وكم من مرة لاحظته يراقبني ويتتبع كل خطواتي وتحركاتي، وآخر لقاء بيننا رمقني بنظرات إعجاب حين ودعته وتمنيت له النجاح والتوفيق، وأتذكر جيداً حين رأيت يومها دموعاً مختبئة في تجاويف عينيه، وكادت أن تفشي سر مشاعره، لكنها تماسكت وتصلبت وهربت تتستر تحت أجفانه خوفاً من إرباكه، ورغم كل السنين التي مضت كنت على أمل اللقاء به. وهاهو الآن واقف أمامي وقد ازداد رجولة وتألقاً وحضوراً وجرأة. وصمت مجدداً على تصفيق الحضور له. ليختم كلامه:
"إخوتي وأخواتي، لقد تعلمنا من تاريخ الشعوب أهمية دور كل واحد منا في المقاومة الشاملة، وأن المقاومة المسلحة هي من أجل الحياة وليست من أجل الممات، وأن الإنسان الحر يعشق الكرامة ولا يقبل الذل والهوان. وشكراً".
على الفور تناولت سميرة ورقة بيضاء، طوتها وأرسلتها بعد أن دونت عليها أحرفاً من ماء نبع شبابها وعنونتها "من يافا إلى القدس" وختمتها بتوقيع ورقم الهاتف..
وبينما كان فادي يرد على أسئلة الحاضرين كان في الوقت ذاته يتصفح مضامين الأوراق المنثورة أمامه، لمح ورقة مكتوب عليها رقم هاتف، وما إن قرأها حتى تلبّسه الصمت وسيطر عليه توتر مألوف عنده ومتعايش معه، توتر يراوده عادة عندما يكون سائراً ومتوحداً مع ذاته في زقاق ضيق لا يعرف نهايته. وشعر بأن ثمة حباً دفيناً قد استيقظ في داخله ونسيم من ذكريات الماضي قد بدأ يهفهف بين ضلوعه. لكنه أسرع في لملمة مكونات وجوده وتابع حديثه .
-3-
  حديقة الفندق تجمل نفسها وتنثر أطيافها وترحب بقدوم ضوء القمر إليها، وهي تراقب كيف يتأرجح فرحاً على صفحة بركة ماء متربعة في قلبها .
وفادي نزيل الفندق يدخلها قبل الموعد المحدد، ويختار ركناً هادئاً فيها، يحاول أن يبث الدفء في ذاكرته ليعيد الحياة لأسراره القديمة. ويفكر جاهداً بمضمون لقائه معها. لكن دون جدوى لأن الخوف قد تملكه وأحس كأنه مقدم على امتحان لا يضمن نتائجه .
رمى بثقل جذعه العلوي على مفاصل ساعديه واتكأ على طاولة أمامه وفنجان قهوته خائف من أن ينزلق من بين يديه . وتوقفت مسارات فكره على مفترق طرق خالية من كل الدلالات . وأسدل جفنيه وغفا على خد الأثير . وفجأة سمع من يناديه من غور غربته، ليجدها واقفة أمامه تلقي عليه السلام ويدها ممدودة لتصافحه. جلسا معاً يحدقان في ملامح بعضهما بعد أن تبادلا عبارات الترحيب.
لحظات من الصمت رحلت عنهما وذهبت لتغفو على صدر الزمن. وبجرأتها المعهودة أزالت جدار الصمت الفاصل بينهما وقالت:
كنت رائعاً وأنت تلقي محاضرتك .
أجابها : شكراً لمجاملتك اللطيفة لي ووجودك قد أعادني إلى أصالتي
أجابته :
وأنت أيضاً أعدت لي أجمل وأقدس ذكرياتي وأفضل أن نستذكرها معاً لنعيد إليها تألقها وجمالها. وتتابع فوراً في سرد ما طاب لها من الذكريات.
يسمعها فادي وهو صامت صاغ مندهش من أنغام نبرة صوتها وقدرته على رسم أجمل لوحات وجودهما في الزمن الماضي وبأدق تفاصيلها وألوانها. وروحه تتلذذ كما يحلو لها من مذاق ذكرياتهما المعتقة بحيث أنه شعر. كأنه يتلذذ مذاق نبيذ معتق مخزن في دنان خشبية محكمة الإغلاق منذ سنين طوال. وبدأت تفوح بين أضلعه روائح من طيبات مولد عائد للحياة مجدداً.     فتسأله:
أراك صامتاً شارداً. هل أزعجتك لأنني سردت لك ذكريات أيام زمان ؟
بل أنا سعيد لسماعها منك. ولكن حين مددت يدك وصافحتني أحسست كأنك قد دفعت بيدك أبواب قلبي وفتحته وأزحت الستار عن أحداث كنت دائماً حريصاً على أن أتركها في أعماق ذاك الزمان. لكنك الآن أعدت إليها الأمل مجدداً. وأخرجتها من قاع الظلمات إلى منبر النور. ونفضت عنها غبار السنين المتراكم وأعدت لها الحياة من جديد. لذا أشكرك لأنك ألبستني ثوباً جديداً لمعنى وجودي.
تبسمت وقالت له :
ليس قبل أن تجيبني على سؤال يهمني أن أسمع جوابه.
تفضلي اسألي. فأنا جاهز للامتحان رغم ضعفي حين أراك.
كنت دوماً من أنصار الهجرة. وتحث الآخرين عليها وخاصة لزملائك الذين كانوا مقربين منك. وكنت تقول لهم من الأفضل لنا أن نهاجر إلى غربة متجانسة بكل معانيها ومضامينها؛ لأنها ستكون خيراً لنا في غربتنا المعقدة التي نعيشها هنا.
تصمت سميرة وترمقه بنظرات حائرة وكأنه ترجوه بأن يوضح لها ماذا كان يقصد بكلامه. وتتمسك بصمتها منتظرة جوابه .
أجابها بكل ثقة:
نعم. كنت من أنصار الهجرة وداعماً لها. وقناعتي كانت منبثقة من الشعور بالغبن الناتج عن كل أنواع التمييز الحاصل بين أبناء الوطن الواحد. وشعور الغربة عندما يخيم على شخص ما ويسيطر عليه ويتأصل فيه. فيولد لديه قناعة بعدم الجدوى من الانتماء للوطن والأرض .
إذنً ما سر وجودك هنا مع أنك سافرت مهاجراً برفقة أهلك ؟
يحدق فادي في عينيها مجدداً ويجيبها بكل جرأة:
نعم لقد سافرت مهاجراً وعدت لوطني وحيداً. وسبب عودتي هو أنت، لأنني منذ أن عرفتك وأحببتك، وجدت فيك ذاتي ووجودي وأرضي ووطني وأمتي وعروبتي ووجداني وكل مقومات حياتي. ولم أستطع أن أنسى شخصك وظلك. وبقيت نور فكري الذي دفعني لأن أعود إلى أرض أبائي وأجدادي وأناضل حيث تناضلين لنتحرر من الاغتراب ومن مخالب الطائفية وأنيابها... أليس هذا سبباً كافياً لعودتي انتمائي ووطني .
تنظر سميرة إليه ملياً وهي تتلمس صدق مشاعره وعواطفه، وتكاد دمعتا حزن وفرح تهربا من عينيها لكن جرأتها زادت من عزم صراحتها، وبادرته بصوت واضح وغني بكل ألوان الحب وأطيافه:
- أنا أطلب يدك للزواج. هل أنت موافق ؟
أجابها على الفور : بكل فخر واعتزاز .. أنا أطلب يدك للزواج هل توافقين ؟
تبسما وضحكا وقبل كل منهما يد الآخر ويمامات الفرح بدأت ترفرف على محياهما ووجودهما معاً. ونادل الفندق يقدم لهما قالباً من الحلوى وفي منتصفه شمعة مضاءة، ويضع أمامهما كوبين عن عصير الفاكهة ويقول لهما :
- ألف مبروك .. وهذه تقدمة من مدير الفندق وأنتما ضيفاه.

انتهت

بقلم ...أنس كريم.... فى حدائق العشاق

..في حدائق العشاق
نحب الحياة
تحت الأضواء الكاشفة
وأنت في البستان
في ساحة الإنتظار
تنتظر عودة الغرباء
نستقبل فيهم
عشق الحياة والحنين
عادت مراكب الجمال
عادت مراكب الأمل
عادت مراكب الشوق الباقية
ونحن عشاق الجمال
جيل  بعد جيل
نعشق الغربة
ونزرع الأرض
سلما وسلاما..
أنس كريم.

بقلم. علي الفراتي...... ملامح

ملامح ..!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بوجه مهموم
كتب أخباره الصامتة ..!
زرع القمح في أخاديد
سكتها على الوجنة ..
دمعة حارقة ..!
جرح غائر في الظهر
واراه حمل ثقيل ..
فلا الفرس أن
ولا السائس تفطن ..!?
فيا كاتم الوجع !
لا تلومن غياب الاتراب
فهم كالبصلة ..
قشرة تلو قشرة
فلا تسأل عن العشرة ..!?
فالإناء إذا رفع عنه الغطاء
لا يجمع إلا الذباب...
علي الفوراتي

بقلم.. علي التيتي... مات جمل المحامل

مات جمل المحامل..
------------------------
لبسمته شوق..واشتياق
لمشيته ظل(خفة دم)
لم يعد مثله الى رحم
الامهات
لن يكرر التاريخ احجية
الروايات..
ليس هامشي..لنصه
حضور
سمع..هدوء..انصيات
صرخات ..في بعض الاحيان
في المناسبات
في الاجتماعات
في اتخاذ القرارات
على باب الاستياء والتقهقر
رحل عنا
على هامش..اللا حضور
كتبنا على اكليله..لم يمت
الغصن
لن نستسلم!!!!
كفاكم غباء..دفناه بعيدا
ما من رفيق...حاسبنا
ومن واسانا؟؟؟؟
كفى تقوقعا..
اما زلنا وباهل الكهف
عنوانا
يخيم الصمت
وصم اذانا
نامت عيونك الجميلة
تجردت من الجماعة
منهم غدروك..اصابوك
عناوينهم في ظلام العتمة
لهم ارث..من المخلفات
والشعارات
حوبا في الازقة والحارات
ما زلت اذكر..
رياحي حبلى..
بالانا
نام ..وقم من الضباب
للبعض لك اخوانا
احقا..
مات جمل المحامل..
بقلم: الاعلامي علي التيتي
        البعنة فلسطين
29-5-2019
ملاحظه..بمناسبة ذكرى الرفيق حسين عابد ابو نزار

ليلة القدر .... بقلم الشاعرة منية مسعي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

      ))) ليلة القدر ))))

ليلة القدر هي ليلة مباركة رجح انها الليلة السابعة و العشرون من شهر رمضان المعظم و في العشر الاواخر من الشهر نفسه في الاوتار
ينتظرها المسلمون بفارغ الصبر
)) علاماتها ))
== قوة النور و الاضاءة فيها ==طمانينة القلب و الشعور بالراحة مقارنة مع غيرها من الليالي == الحلم بليلة القدر و موعدها== شروق الشمس بلا شعاع في اليوم الموالي== خروج القمر فيها مثل شق الجفنة== غياب الشهب في هذه الليلة
))) فضائلها ))
== نزول القران الكريم فيها على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تعالى )) انا انزلناه في ليلة القدر )) سورة القدر الاية الاولى
== كتابة الارزاق فيها و الاعمال كما تحدد فيها مصير سنة كاملة قال تعالى )) و فيها يفرق كل امر حكيم ))سورة الدخان الاية الرابعة
اختلاف فضل العبادة فيها عن بقية الليالي قال تعالى )) ليلة القدر خير من الف شهر )) سورة القدر الاية الاولى
==نزول الخير و المغفرة في هذه الليلة للارض قال تعالى )) تنزل الملائكة و الروح فيها باذن ربهم من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر )) سورة القدر الاية اربعة
== غفران الذنوب فيها و زيادة الاجر لمن يقومها كما جعل العمل فيها خير من الف شهر
نزول سورة كاملة خاصة بليلة القدر تتلى الى يوم القيامة و تذكر فضل و اهمية هذه الليلة المباركة

 غفر الله لنا و اياكم في هذه الليلة المباركة

  بقلمي الشاعرة منية مسعي

تونس في 31 ماي 2019

الخميس، 30 مايو 2019

يالون العسل محمد الناصر

يا لون العسل في عينيها
ما زلت تشعل في قلبي
النار
ما زال هواك يعصف بروحي
ما زال هواك
اﻻعصار
احبك
وذاك القوام يغويني
رحال في دنيا عينيك
كتبت فيها قصائدا
واسفار
ولم اعد اهتم للكون
وﻻ لشيئ في الكون
سواح في ارض الهوى
قطعت اقفارا وبحار
لو خيروني اختار عينيك
رحيلي ورجوعي اليك
انت
وﻻ فرق عندي
مادمت نار شفتيك اختار
وحيد في سجن عذابي
طال عن الحياة غيابي
دونك ﻻ احيا
دونك انا بقايا انسان
اطﻻل وبعض اﻻثار
اشتقت الى عينيك
الى لمسة ودفئ يديك
الى قبلة اتركها على كفيك
الى تلك الفاتنة التي
مثلها ما كان وما صار
ممزف ذاك القلب
مذبوح بالشوق بالحزن معصور
مكلوم مكسور
وتاريخي
بعدك ضاع في صفحات الحزن
والعمر تاه في ليل
اﻻنتظار
اهواك
وانت التي ملكتني
من كل الكون اخذتني
تيمتني سحرتني
توهتني ذوبتني
 قتلتني ذبحتني
على عتبات الليل تركتني
من غيرك يا روحي
يعيد الي روحي
من غيرك يا عمري ينصفني
من ظلم اﻻقدار

محمد الناصر
يا لون العسل

انسياب مريم البتول

إنسياب
.......

طِيفكُ  يَعُود يطْرِق ابوابي مِن خِلف الضباب , تَتسللُ الدّقائق عَبر الستر , تفْترسُني وحْشةُ اللقاء أُفكرُ فِيك حِينَ تعْتَريني ,  رِياحُ الشّتاءِ البارَدة تحْملُني لأَلوذَ بحضْنكَ هارَبةٌ مِن متاهاتي , هي وحْدها الأَمطارُ  تطهُْر أَحْزاني , أَرى صُورتكَ بِألوانِ قُوسِ قُزح ,هلْ أَدركتَ بُكائي وأَنا أَجْمعُ حُروفكَ مِن حَنايا الرّسائل؟.

لعلَ الأَيام تَأتيني منكَ بِشيء , يا مَن ملكْتَ كِياني ,حُضُوركَ ,طِيفكُ صُوتكَ ضَجيِجٌ يعْبثُ بِي ,نشيدُكَ السّومري كُلّما أَسْتكينُ يُعاودُني , لمْ يعد هُروبي خِيارا , أَنْتَ اليوم نبْضي ,خَطيئتي .

هِيا لأَنسابَ بِينَ ذَراعيكَ, يجْرفُني إثمُ الإسم , لكنّ خَطيئتكُ النّسيان , لُو الْتقينا بإِيّ سرّ تُبوح ؟  , سأَزورك مُوعداً مُعتاداً, أهتفُ وأَعْلمُ أَنكَ لنْ تَكُونَ فِي انْتظاري , ذَالكَ الرّكنِ الدّافئ ,قصْةٌ تتحدّى الكبْرياء .
...
مريم البتول  / 2019

اشعلي الشموع علي الحسين

اشعلي الشموع ========== اشعلي الشموع حبيبتي اشعلت لك الشموع وأنت اشعلت قلبي -------------- من يطفى الشموع من يطفىء النار من اعماق قلبي -------------- لا عتاب ولا دموع لا خوف ولا سهر بل العناق بالهمس مع زخات المطر --------------- من يطفىء الشموع بعيد عنك بالنظر بالقرب منك دويلات الحروب فيها خطر ---------------- اطفال يتامى متشردين شيوخ بالعمر الطويل بين الحجارة المتناثرة هنا وهناك عويل اشعلي شمعتي لهم غدا يهل الفجر الساطع على امة مداها طويل تقاوم النار بالحجارة عالعدا حجارتهم سجيل ---------------- الشاعر علي الحسين الفلسطيني

رحلة الارواح عيسي نجيب حداد

رحلة الأرواح تاتيك الى محرابك بخشوع طائعة وكلها امل ترتجيه منك بالغفران فتسهو الانفس اليك طالبة رحماتك يا من هو يزين بالكون كل مكان انك الاله الحنون على عباده بالحب تضيئ بنورك كل عتمات الاكوان يا رب العرش العظيم جميل بخلقك سيرت مخلوقات لخدمة الانسان وجعلت الاقمار والانجم في مسارها بكل حق منك تتباهى في الميزان وخلقت من الاقدار اوصاف تتعاقبنا خلقت الثواني والساعة والازمان جعلت بالارض صلاة وصوم وعبادة الكل ساجدون يملاؤن لك المكان تركت كل من في خطيئة اتى ساقط يتلذذ طلبته منك العفو والاحسان وهبت كل محتاج من عطاياك برزقه واوفيت باحكامك العدل للحرمان جعلت جنة ميراث لكل متواضع هبة واسكنت المتكبرين القساة النيران فوهبت كل الخائفين من الذعر راحة حتى اطمئنوا في محرابك بالامان فجعلت كل صاع لمن هو اتاك ساجد خاشع بالحسنات من كنوزك ملئان الشاعر بروفيسور عيسى نجيب حداد رحلة العمر

ربيع وخريف يحيي حسين

ربيع وخريف

الخريف فيه نهايتي
والربيع فيه بداية
الملم اوراق خريفي
وابدأ من تاني حكاية

اوراق خريفي عمر فات
فيها حياة وذكريات
فيها اهل وفيها ناس
وفيها حد علي القلب داس

بستان ربيعي اشجاره خضرة
وضله وافر وزهوره ناضرة
متحوط بسور مكتوب عليه
دا حلم صعب تقدر عليه

وفي النهاية وفي الختام
وقبل ما ارمي السلام
من رأيكم ابدأ حكاية
ولا افض الكلام
قد ايه صعب القرار
لما يكون ما فيش اختيار
يحيى حسين 17 ديسمبر 2018

أحمد محمد شديقات يكتب .....

بسم الله الرحمن الرحيم
رمضانيات
{{... تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ...}}
تلاحى كلمة غريبة قليلة ونادرة الإستعمال  وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم،،،،،،،،
ومعنى كلمة تلاحى القوم أو الناس  تلاعنُوا وتشاتمُوا وتنازعُوا وتباغضوا...وهذه الصفات لها أثر في قطع روابط الصلات والأرحام والأخوة ورفع الرحمات عن البشر والدليل هذا الحديث :-
عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ،
فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ 
فَقَالَ : " إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ،
وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ ،
الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ " .
إذا نظرت حال الأمة بشكل عام  فهي تعيش نوعا من القطيعة غير المسبوقة في كل شيء حتى في أبسط الأمور وأسهلها،،،
حتى على مستوى الأفراد ويرتقي إلى الحكام على حد سواء،،، ولا يقف عند ذلك فكلا يجرد لسانه ويشير ببنانه  بالسباب والشتائم  بأقذع أنواع اللعنات والتنازع والتراشق حتى يصل حد الضرب بالسلاح....
فإذا كان هذا حال رجلين تلاحيا من المسلمين ورفعت بركة ليلة القدر فكيف بالله عليك حال الأمة التي تصوم في مشارق الأرض ومغاربها ولم تشعر أو تلحظ تحسن الظروف ولو بقدر أنمه نحو الإصلاح والتصالح والتقارب ونبذ الخلافات والسعي أتجاه الألفة والرحمة على الرعية ورفع المظالم.....فصار الصيام عادة وترك كعبادة
أنظر الحديث الذي رواه الأمام أحمد{{ رُبَّ صائمٍ حظُّهُ مِن صيامِهِ الجوعُ والعطَشُ،
وربَّ قائمٍ حظُّهُ من قيامِهِ السَّهرُ} 
إذن لم يأت كلامه صلى عليه وسلم عبثا عندما {{ قَالَ: يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ:-
 الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ...}}
علام  يتم الجزاء والثواب والأجر على التغيير والتحول والسعي إلى الأفضل والأرقى فما تقدمنا خطوة إلى الأمام ولكن تراجعنا خطوات للخلف وتقهقرت الأمة في كل شيء.
قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}}
فما عقدنا النية على التغير والتبديل وما سعينا نحو المصالحة ومازلنا نراوح وندور في حلقة الرحى والدائرة المفرغة دون جدوى...
المصيبة أننا نعرف أننا مرضى بمرض التفرقة والشقاق والعناد والفراق.... ومع هذا نكابر ونقول نحن على خير أي خير هذا يا رجل ؟؟؟؟المريض إذا ترك علاجه تدهورت صحته وأستفحل مرضه نحن كذلك!!!!!!
إذن صوموا تصحوا... وجوعوا تأكلوا أكثر وهذه هو الحال والمآل....قوم يأكلون بالأرطال ويشربون بالأسطال ويسهرون الليل وإن طال، حتى يصير الصبح ليلا ً والليل صبحاً وإن طال، فاختلت النواميس التي  خلق من أجلها الليل والنهار واستمر الحال....وإلى الله المآل.............
الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
الخميس ٣٠/مايو/٢٠١٩
الشاعر/ محمد الغرورى
قصيدة :

  (  روعة وجمال الحب أفعال  )

ليس الحب ، كلمات وعبارات ، تقال
الحب ،صمت  حنون،   راقي  الدلال

العشق ، بأبهي صورة ، بحق ، أفعال
يرق القلب لعيون رقة جمال وخيال

دون،نطق كلمة واحده،يدب،الوصال
فينعش الروح،وتسعد،باقي،الأوصال

كثير الكلام ، بالعشق ، نادر الأمتثال
للوعات الحب ، بسهد ، وسهر ،  ليال

                                             XXXXXXXXXXXX

عاشق قلب يناجي دون كلام ولهان
يبث غرام بسحر راق الأنغمام همام

قد تتلامس آيدي، فيرق أروع هيام
دون نطق كلمة ، فالقلوب، في غرام

 الأرواح تتلاقي،بسمو رفيع السلام
تصحو،وتنام علي حنان،ود بلا كلام

ترق الأنثي لرفيع رقيق،ود بإهتمام
رقة الحب دوام وفاء ، يرفع للعنان

بقلمي الشاعر/Moh.EL-Ghroury
عزيزتي
حروفي وهمسي تعانق الأحزان
انت مجروحة قلبي معك
قلبي اولى ان يعانق الجراح
اقتربي مني وعانقيني
احمل جرحك فوق جراحي
كفني على كتفي .
وانت القادم الغالي
طويت اليك طيات الورد
كتبت اليك حروف بالاشعاري
لا اريد منك عناق القبل
ان شئت اطفئي لي ناري
ناري من قبل اشعلت
بالبعد عن الغوالي
ابحث بين طيات الهوى
عن حبيبة الاماني
يا بنت العشق والدوا
حمصية شالت احزاني
الله الله من البعد والفراق
همساتي ماتت بالحاني
اعيدي لي لحن الهوى
او اتركيني لاوجاعي
ماذا اناديك اليوم
.صديقة ام حبيبه
اسمك مكتوب بالقلب سهام
رميت القلب بعينيك
سهم اصاب احلامي
انادي على حمص واهلها
نجوى حبيبتي تعالي
يا نجوى نجني من هذا العذاب
وداوي لي القلب الجريج
يا حمصية انا غريق
بأعماق البحر مالي شريك
ايا حمصية بدي حبيب
يؤنسني باعماق البحر
البحر عميق البحر عميق
==============
الشاعر علي الحسين الفلسطيني

أنا يا زماني .... بقلم الشاعر الراقي جمال حلمي

أنا يازماني
.............................................
أنا يازماني نسيت أصحابي

ونسيت نفسي برضة كمان

ماشي تمام ف طول أيامي

زي السيف .. حد مثال

بس الدنيا كبرت فجأة

وعملت فيها أميرة الجان

يوم قرفانة ويوم تعباتة

ويوم ضربانة تحت حزام

آه يازمان من شغل العافية

ال ماشي  ف كل مكان

ساعات أصبر وصبر  نفسي

وقول بكرة  هايتعدل الحال

لكن أبدآ ... وقفة الدنيا

وجامدة  جد جامدة  تمام ....

لمين طب نبكي .. ؟

ومين طب يسمع   ؟

الحياة جد.جنان ف جنان

دنيا عرفت    تلعب بينا

ووخدانا عرض وخدانا شمال

 والعيب فينا  إحنا  يازمني

وف دنيتنا  ال حوتها أدغال

أه يازماني نسيت أصحابي

ونسيت أسمي مش دريان

ديما خايف كدا من بكرة

ماسك دفتر لأحسبها تمام

بكتب فيه كل سقطاتي

وبكتب فيه لعب الأيام

بكتب فيه دموعي الولعة

وأزاي كوتني ف قلبي الخام

بكتب فيه لعب حبايبي
 
وازاي لاعبوني ف كل ميدان

***********************
بقلمى / جمال حلمي /*/*/
***********************
ربيع العمر.      بقلمي أبو عمر
........    .....
لاشك أن النتيجة  التي يحصدها كل متعلم من تعليمه هي الوظيفة  والعمل في كادر اجتماعي معين ،وهناك مثل شعبي شهير مفاده....إن فاتك الميري تمرغ في ترابه....بمعني إياك أن تفقد الوظيفة  فهي تأمين لمستقبلك ولنسلك من بعدك،ويقضي الموظف سنوات عمره في العمل فيما يتجاوز الثلاثين عاما من العمل إلي أن تأتي الساعة المحتومة وهي لحظة الإحالة إلي المعاش وبلوغه الستين عاما،الكل يقول له لقد توقف دورك في الحياة إترك الفرصة  لغيرك،إلزم بيتك إلي أن يأتي أجلك وتموت،العمل لا يحتاجك،إدفن أيامك السالفة،واترك الكرسي لغيرك ليجلس عليه،فأنت أخذت زمنك ،فارحل عنا بلا رجعة  وفي صمت،عش حياتك في هدوء بعيدا عن شد العمل والأوامر والأحكام والروتين،ها هي النظرة العامة لسن المعاش ،وهي نظرة خاطئه،فالخروج للمعاش ليس نهاية المطاف،ولا يعني تقلص دوره الاجتماعي في الحياة العامة،ولا يعني الجلوس في المنزل واضعا يدي علي خدي منتظرا الرحيل أجل الله ،ومن وجهة نظري أري أن تكون  نظرة من تم إحالته للمعاش نظرة إيجابية ،ففي أوربا الحياة تبدأ بعد الستين،فيبدا ممارسة حياته بعيدا عن القيود الروتينية ،يمارس هواياته التي حرمته منها الوظيفة ،ومن جانبي لابد لنا من الاستفادة من كبار السن فهم ثروة بشرية هائلة ولهم من الخبرات الكثير والكثير فقد عاركوا الحياة  وعاركتهم ورسمت خيوط الشيب علي وجوههم،فعلينا اشراكهم  في  محو الأميةومن ينجح في ذلك يمنح عمرة أو حج، أو منحهم أرض صحراوية لاستصلاحها،بشرط كل من ينجح في زراعة عشرة افدنة وتسليمها للدولة صالحة للزراعة  يتم منحه فدانا بلا مقابل مثلا وكذلك الاستفادة منهم في ادارة بعض الوظائف الخدمية بشرط  تحقيق عائد للمكان وتيسير الخدمات للجمهور بشكل رائع،وفي النهاية أقول لكل موظف بلغ سن التقاعد،عليك أن تودع الماضي واقتنص كل لحظة تمر بك،تخير لك عملا ولو بسيط فتش بداخلك فكل منا لديه هواية أو موهبة مدفونة  تحتاج للخروج للنور واصقالها بالعلم والمعرفة وبذلك تتحقق مقوله الحياة  تبدأ بعد الستين .
.......بقلمي أبو عمر.......

عيسى نجيب حداد يكتب .....

آه يا زمن

ياللي غلبتني
بفراق الحبايب
خذت الفرح لبعيد
ومشتني عالشوك موجوع
اتاريك غدار ما لكش صاحب
رمتني باحزاني وخلتني ابكي دموع
كل اللي كان يينا رفقة وراحت بدروب الضياع
مكنش بحسبتك ترافلي وتحن علي من الغلب الكبير
وانا اللي حسبت ان ايامك كلها زهزهه ولعب وافراح
مرت سنينك وانته غضبان علينا يوم تشردنا وتنسانا
بس المكتوب علينا راح يمشي بالتمام والكمال عنوه
احنا ما راح نرده فيه حاجه مكتوبه قدر لازم نرضاها
وبكره نتعود الغلب ونصبر على مر الايام وكويتها لينا

                                            الشاعر
                                 د عيسى نجيب حداد
                                          رحلة العمر
....كاسك الفاضي.....للشاعر رمضان البربري

هو هو نفس المرار
نفس الهزيمة والإنكسار
 نفس كاسك الفاضي
بطعم ملامحك والإنحدار
دوقي وعيشي في النار
يا ما كنتي من الشطار
ولعبتي بمشاعر الأحرار
والنهاردة لطك كاسك الدوار
فكرتيني بالحجر الداير
لة يوم بهل بضراير
ياريتك فضلتي زي زمان
طفلة حلوة بضفاير
النهاردة إنتي مدرسة
بتعطي دروس متأسسة
أستاذة غش بفلسفة
أستاذة في رسم الدواير
راجعي شريط الذكريات
تلاقي خصام وفراق واهات
وهنا لوع وجروح وصدمات
وهناك بهدلة وكتير تنازلات
والنهاردة بتبكي وحدك
بعد ماصبح الكل ضدك
النهاردة الدمع علي خدك
والدنيا صبحت مش على قدك
لاتلوم
لاتلوم عاشق مهموم على سهره اليالي ايعد النجوم ولاتلوم عاشق مهموم فارق جفونه النوم غرق في بحور العذاب ما قدر يعوم حبه ساكن في القلب في قلبه شوقه يدوم لااتناسيه البلدان ولامليون ساحره غيرها مشاعره ماتروم عسله وزينها نوار اعشيه احلى من كل ملكات الروم شعر اسود طويل وخدود الرومان ليهم انميل فنانه وسحر كلامها معلوم لاتقدر تشتريها بالمال مهما كان السوم الشرف في حياتها ليه إمكان وبالجمال والاناقه قلبها مغروم
حكيم التومي
تونس
تأملات....سجال حر
تأملت سواد عينيك وغصت في بحر هما
فقدت الرؤيا في الأعماق فعدت إلى الشاطئ
ارسم دقات قلبي على رماله بلون عينيك
أتعلمين يا ذات العيون السود
أن كل جزء من كياني يشكو من كياني
الذي أخفاه قلبي خانه بوح لساني
اخترق نور عينيك ظلمة لحدي
فتح كل أبواب الآمال والأماني
وفي فخ حبك رماني
ليكن عرشك في قصر قلبي
وحبك كل حياتي وعمري في زماني
............
عيناك
عيناك موج يعتلي عرش الغرام
يغسل وجه العشاق بعطر الندى
يعود متوجا بإكليل من همسات الحنين
عيناك غابة نخيل على دروب الحب
تقدم الرطب ترياق الحالمين
والظل رداء السائرين على طرقات الشوق
عيناك أغنيةترتلها الغيمات دموع فرح
تعربش النحلات على الأهداب
تبحث عن رحيق الأحرف والكلمات
ترتشفها من أزهار الآهات والأمنيات
جرجس لفلوف سورية

مسافر انا عبير جلال

مسافر انا،،،
مسافر انا بعيدا بعيدا
لعلى اجد السكينة،
اتخذت القرار،
اسافر بعيدا لعلى
اسكن لنفسي لبعض الشىء
اراجع حساباتي
استرجع ذكرياتي
لعلها تنعش حياتي
قررت الرحيل
عن دنياي
اين اذهب لااعلم
مسافر بلاعنوان
تتخبطني الحياة
اناس غرب عني
.لكنهم اقرباء
بيني وبينهم
جدران من الزجاج
تفصلني عنهم،
يتكلمون لااسمعهم
يقتربوا مني ولكنهم
ابعد مايكونوا عني
 اهم اهلى ام غرباء عني
مسافر في الحياة
بلا عنوان
سافرت ركبت البحار
لعلي اجد شطئان
اسكن اليها
لاطمتني الامواج
اغرقتني البحار
ولم اجد العنوان،
سافرت ركبت السماء
لعلي اجد السكينة
لترتاح نفسي
امطرت السماء
انهكتني السحاب
احرقني البرق اجزعني الرعد
غابت النجوم واختبأ القمر
اظلمت السماء
وحيدا انا في الظلام
ماذا افعل،اين اسافر
رجعت لارضي
كما كنت
لعلي اجد املي المنشود
اجد العنوان،
فقد تعبت من الغربة
واشتقت لاهلى وخلاني
بستاتيني توردت فيها زهوري
واينعت سنابل قمحي
اشجاري ذات الاغصان
تظلل على بيتي
تنبعث رائحة الياسمين
في فضائي
قطرات الندي
تتساقطد على نافذتي
دفء القلب والاحضان
اكنت غائب عن وعي
ام لم اري نعمة ربي
سافرت ابحث عن الدفء
فاذا به في بيتي
بحثت عن الحب
بعيدا عن اهلي
فاذا بالحب مزين
جدران بيتي
أكنت مغمضا العين
أكنت ضعيف الاحساس
اكل هذه النعم حولي
ولم اراها لم اشعر بها
الان عرفت عنواني
ساسافر لاهلي
واعيش ماتبقى من عمري
انعم بالدفء والحنان
في احضانهم
انهم وطني وعنواني
بقلم عبير جلال30،5-19
حديث القلب
بقلم رغداء صبيح
ومازال بين قلمي وسطري لغه لا يعلمها الا قلبي
 ستظل حائر بين تحليل تلك الكلمات لان بن يعلمها الا من كتبها او عاش تفاصيلها.
 مئه لغه حائرة بين نبض القلب وثنايا أوراقي المبعثره
  وان استخدمت قلبك سوف تفهم حديثي
وان حكمت عقلك ستظل تائه في تفسير ه.
أنا الرقه مع القسوه
آنا الضحكه مع الدمعه
أنا السهل الممتنع وأن كنت غير مقتنع
فابتعد وإن كنت تريد لي تفسير فاسأل الإنس او الجان آنا في قلبك أميره كل زمان
ساقتحم
قلبك بالأحزان أن حاولت أن تدخل بي إلى عالم النسيان
حبيبي الغالي
اديك سلامي
وكل اسراري
روحي وقلبي
عقلي كل ما أملك ليك
اخدت معك كل افكاري
رح اموت ع لقياك
وانا بستناك
يا احلا. ملاك
 اعشقك 
نفسي اهمس بأذنك
واقولك أنا عايزاك
اطير حواليك
ورفرف احطك بجناحي
اغمض. عليك
اضمك ف قلبي
ضلوعي اخيم عليك
 مستنيك روحي فيك
مش قادر افارق
 سري   فيك

 اشوفك جنبي
في حضن قلبي
لآخر العمر مستنيك
بقلمي فلسطين العزه/ الموافق يوم الثلاثاء/2/4/2019

ومضة حب .... بقلم الشاعر الراقي جوزيف شماس

ومضة حب

   حين رأيتُها شعرت كأن وميضاً من نور الصباح يمد أنامله ليمزق قلبي التائه ويخترق مسالك روحي بإحساس غامض تجاهها. أحسست كأن مسّاً قد أصابني بمشاعر حب لا حدود له اتجاهها. مع أنني حاولت جاهداً أن أجد الجواب الشافي لانفعالات روحي ولشغفي في استنشاق روائح عطرها المنثور حولي حتى الامتلاء. فلم أجد سوى أن أزيح الستار عن مدارات ذاكرتي لأجد لها سراً دفيناً كامناً بين ضلوعي. أدركت أنني أمام أنثى ولا كل الإناث لأنها بدت لي كشجرة زيتون عامرة بتول مدى الحياة مهما أنجبت لا تهاب العواصف وبرد الشتاء. وإنها تعشق الشمس والهواء وماء الحياة.
بدأت أنشد لها في ذاتي تراتيل الهوى وأرنو إلى نظراتي كيف تهاجر راحلة لتغفو على جباه خدودها وبذور روحي اندثرت على صفحات قدها وعششت بين المسام وأنبتت سنابل ملأ بكل مقدسات الكون وأمجاده.
آه كم تمنيت أن أصلب على صدغها البارز على جبلي المقدسين. وأغفر لها عن عذابي كما غفر السيد المسيح لمن عذبوه وهو مصلوب على صخرة الجلجلة. مع أنني كنت قد قررت أن أوصد باب قلبي في وجه كل أنسام الحب وأتركه نائماً على وسادته أسيراً بين جدران وداد وحنين معتق لعاشق تائه بين الضلوع، لكن حين بانت لي رأيتها قمراً ساطعاً في ليل داكن السواد. فقررت أن أكسر جدار عزلتي وأحطم أسوار حزني، وخيبتي وأهجر ظنون مخاوفي وأعمّد ذاتي بماء حبها المجنون، وأمحو من على أسطر صفحات ذاكرتي كلمات الغدر والخيانة وأدون مجدداً عبارات الحب والوداد .
أما هي حين لمحتني أحست بجمرات قلبي وهي تلسع نبضات قلبها، وأن أسوار روحي قد تهدمت تحت أقدام ودّها، وماء حلم حياتي مسكوب في كؤوس مقلتيها.
ابتسمت وقالت:
أنت نور الأمل والحلم التائه.
ومدتْ لي يدها. فقبلتها وحضنتها وعانقت شغاف روحها وجبينها وجيدها اللدن وغفوت على جباه نهديها حتى يوم الممات.
انتهت

الغيم العابر .... بقلم الأديب الراقي جوزيف شماس

الغيم العابر


     المهندسة نوال موظفة في مديرية الزراعة، وتدرك جيداً أن صاحب الأحلام الغنية بالعواطف الإنسانية النبيلة والأخلاق الحميدة، غالباً ما يشعر بعدم التوافق مع محيطه، ويصبح أسير ذاته في أي لحظة ضعف أو تردد، رغم أمانته وصدق تعامله مع الآخرين.
فهي منذ تعيينها لم تتأخر يوماً عن دوامها، ولم تحصل يوماً على مهمات أو مرضيات وهمية، وهي متميزة بسرعة تنفيذ المهام الموكلة إليها، وغير مبالية بأنواع الإغراءات كافة أو الضغوطات التي تمنعها من احترام توقيعها، حتى أصبحت مثالاً يقتد بها من قبل المديرين الذين تعاقبوا على المديرية خلال عشرين عاماً، حتى حين كثرت الخلافات بينها وبين زوجها وتصلبت مفاصل الخلاف لدرجة الطلاق، ظلت ملتزمة بواجباتها المنزلية كما يجب، ولم تهمل يوماً تربية ولديها ليليان ومجد ومتابعة أمورهما المدرسية، وكان حرصها شديداً على تنمية مواهبهما، وتوسيع دائرة معارفهما وثقافتهما، ولكنها لم تتردد أبداً في طلب الطلاق والفوز به بعد وفاة والدتها التي كانت صمام الأمان لاستمرارية زواجهما لإيمانها بحرمة الطلاق وأبدية العلاقة الزوجية.
ورغم إدراكها بصعوبة موقفها الاجتماعي بعد الطلاق وخاصة في مجتمع ذكوري بابوي، حيث يتطلب منها بذل مجهود كبير لتجنب انعكاساته السلبية، إلا أن صلابة قناعاتها بأن الإنسان عندما يكون حراً ومتوازناً في تصرفاته تبعث في داخله طاقات جديدة تضاف إلى قدراته الشخصية تساعده في التغلب على الكثير من العوائق والصعوبات التي قد تصادفه، وهذا ما شعرت به فوراً بعد أن نطق القاضي بقرار الطلاق، شعرت كأن شيئاً ما يولد في داخلها، اغرورقت عيناها بدموع الفرح والحزن معاً، دموع باردة معطرة بأريج رياحين الحرية. دموع حارقة حزينة على آمالها التي تحطمت على صخرة الواقع المؤلم.
غادرت قاعة المحكمة بخطوات مسرعة تاركة ظلها هناك حيث كان كما هو مع إدراكها بأن من عادات البشر ألا ينفوا إلا من يتمرد ضد الظلم والجور وتذكرت على الفور حياة عيسى السيد المسيح عليه السلام رسول المحبة والسلام.حين لم يعش مسكيناً ولا خائفاً ولم يمت متوجعاً، بل عاش ثائراً صلباً متمرداً، ومات جباراً وأعيد للحياة منتصراً.
واستقلت سيارتها وتوجهت لتربة أمها لتفرغ ما في داخلها من هموم وتطمئنها وتطلب السماح منها.
وعلى بعد خطوات من تربة والدتها أحست بأن شيئاً ما قد تفجر في داخلها وبانت آثاره على ملامحها، وتراءت لها صور من ذاكرة أيامها، وتذكرت عندما تفتح الحب في قلبها حين التقت به لأول مرة، يوم زار بلدتهم برفقة شقيق صديقتها دلال، وتكررت زياراته لاحقاً في أيام الأعياد والمناسبات الاحتفالية، وفي كل لقاء كان يثير كوامن روحها ويروي عواطفها من عصير كرمته، وتحاكي ذاكرتها: لن يغيب عن ذاكرتي، يوم زار بلدتنا خصيصاً ليهنئني ويهنئ دلال بنجاحنا في الثانوية العامة، وهو محمل بهدايا من كتب نزار قباني وجبران خليل جبران، وقد حاول جاهداً إقناعنا بأن نلتحق بالجامعة ولا نكتفي بالشهادة الثانوية أو بدراسة معلمة صف، ويومها حين ودعنا قال: تأكدوا بأنني لن أزور بلدتكم بعد الآن إن لم تلتحقوا بالجامعة، وأن من يعشق نور الصباح لن يكون من أبناء الظلام، والثائر لن يرضى أن يموت يوماً مسالماً لا معنى لموته.
وما إن انحنت لتضع باقة من ورود الياسمين على قبر والدتها حتى سمعت صوت والدتها يكلمها ويناديها من أعمق تجاويف روحها وذاتها قائلاً: أخيراً فعلت ما أردت دون مراعاة لتقاليد مجتمعنا وأعرافه، وكم من مرة قلت لك يابنتي إن وجود الأب ضروري في جسد الأسرة وبنيانها .
نوال: نعم يا والدتي الأب وليس الذكر.
الأم: ومع ذلك وجوده سند وحماية لكم.
نوال: أماه، ألم تقولي لي يوماً بأن الأم الجاهلة والمستكينة هي كالشجرة العارية، لا تظلل ولا تطعم ثمراً؟
الأم: نعم قلت هذا.
نوال: وكذلك يا والدتي إن الأب الذليل الخائف هو كالمستنقع العميق، لا يروي ظمأ عطشان ولا ينقذ غريقاً.
الأم: والأولاد يا بنتي، ماذا سيكون وضعهم بعد اليوم؟ وكيف سيحترمونكم؟
نوال: اطمئني يا أمي، لأن طلاقنا سيحفظ ما تبقى من الاحترام فيما بيننا، وسأبذل قصارى جهدي لأن تبقى علاقتهم معه على أحسن حال ولكن ..
الأم: ولكن ماذا؟
نوال: خوفي من أن يبقى هو بعيداً عنهم، جالساً على عتبات أبواب المسؤولين متأملاً أن يرمقوه بنظرات الرضا ويسمحوا له أن يأكل من فتات فضلات موائدهم العامرة من حساب أبناء الوطن الطيبين.
الأم: إذن، ألم يكن من الأفضل عدم الطلاق إذن لتكوني بجانبه وتحميه من الانزلاق أكثر فأكثر إلى هاوية الفساد؟
نوال: لا يا والدتي .. أما الآن وبعد الطلاق فأستطيع أن أجابهه وأكشف له حقيقة أمره، ومخاطر أوهامه، وأحمّله مسؤولية الأولاد، وأحثه على الاهتمام بهم، والحفاظ على مستقبلهم وعلى احترامهم له، وخاصة أنهم بدؤوا يفقدون جزءاً من احترامهم له.
الأم : إلى هذا الحد ساءت أموره وتعثرت خطاه؟
نوال: نعم يا والدتي، لأنه استمر ينمو بطرق غير مشروعة حتى بعد غيابك، شأنه شأن المدينة التي يعمل في دوائر محافظتها، لدرجة أصبح كل منها يبدو أقبح كلما نما أكثر، ففي حين أهمل هو كل ما تعلم من قيم وأخلاق، ولا يعرف الآن سوى قانون ( حكّلي لأحكّلك ) ماتت عواطفه النبيلة وتاهت مشاعره الإنسانية، وأصبح في صباح كل يوم يطأ بقدميه جذوره الأصيلة، وهو الآن إما راش وإما مرتش، وكذلك هو حال المدينة حيث أصبحت كشظايا امرأة محطمة، فقدت رونقها وجمالها وطبيعتها الخلابة، لكثرة المخالفات المعمارية وتجاوزات فقهاء الخدمات الفنية، حتى دورها القديمة العريقة لم تسلم من أنياب أطماعهم. فشحب لونها وغاب خضارها وتورمت أطرافها.
الأم: والآن .. ماذا قررت أن تفعلي؟ وأين ستستقرين؟
نوال: سأقدم استقالتي من الوظيفة، وأعود إلى البلدة، إلى بيتنا القديم، لأرممه وأعيد الحياة إليه مجدداً، وأسور حديقته، وأهتم بالأرض التي ورثناها عنكم، وأطبق عملياً ما تعلمته في الجامعة، وأجهز صيدلية زراعية، وأعيش مع أهل بلدتنا الطيبين، وأراسل أخي لعله يقتنع بالعودة من ديار الغربة.
الأم: وفقك الله يا بنتي.
نوال: سامحيني واغفري لي.
وغادرت نوال تربة والدتها وحزن عميق يعتصر قلبها، ذاك الحزن الممزوج بأحاسيس ومشاعر متضاربة ومتشابكة، وراحت تكلم ذاتها قائلة: الحيرة والارتباك والتردد هي أنهار من العذاب للنفس البشرية، لن تغدر إلا من يصاحبها ويجاملها.
وتركت لروحها العنان لتعشق كما ترغب، وما إن بدأت تفكر بالمستقبل حتى شعرت بالراحة والاطمئنان، ورياحين المستقبل تسربل روحها، وثقة بالنفس تتغلغل في أوصالها، وفرح عارم كان قد ضاع منها منذ زمن طويل بدأ يغمرها، فأسرعت في خطاها، وابتسامة علت شفاهها، وقهقهات انبثقت من داخلها، وارتفع صوتها قائلاً: نور القمر دائم ونور الشمس خالد، فلماذا الخوف من الغيم العابر؟!

انتهت

خلت الكلمات ..... بقلم الشاعر الراقي فايز علام

......( خلت الكلمات).....

خلت الكلمات فلا كريم يرتجي...
منه الحرف...
ولا شاعر من الشعراء ..
يعرف عجائب حرفي وله يشترى..
ويخون فيه من الكساد ويسرق..
كسرق الغازي للأرض وحبات النوى
ولا يعز من المعاني الغر معنى...
وكيف لك تعرف أنت ...
المبنى والمخذى..
فأنا الذى أودع اللفظ...
 إداع الدر بالبحر...
ومن مفردات كلماتي...
 علت الأبيات..
 لتمدح حتى ما غاب وورى
فأنا مثل هدوء الليل الكامن...
أو ربما مثل طفل..
 فى المهد وفى العرى...
فمالك أن تبحر...
 فى الصدف وفالدرر..
ومالك أن تعيد المعنى ...
فى قصيدة أو  أخري....
وسكون حرفي قد اكتسبته...
من الحمقى ومن الهوى..
ومن خيالاتي ....
الصغرى منها والكبرى..
فأنا الموهبة عندي...
كشمعة تذيب....
 ويبقى ضياؤها ...
ولا أحد مثلك بها يدرى...
ولقد قابلت الأقحاف....
من قبل مبتسما...
وطحت بناظرهم كموج عاصف..
تحمله الرؤى...
فإن كنت تحمل..
 بين طياتك شعرا..
سأجعل منك ..
من بعد الآن ذكرى...
فأنا ابن النيل ...
إن شئت تعرفني...
بين الشعراء...
 لكلماتي لغز ومعنى....
ولقد قابلت من الأشراف كثر....
ومن كلام ربي تعلمت....
لقد خاب من أفترى.
👇👇👇👇👇👇👇👇👇
بقلم... فايز علام... مصر...
عاشق الحرف وأميره...
حقوق النشر محفوظة

قصيدة رمزية ..... بقلم الشاعر الراقي بركات الساير العنزي

بركات الساير العنزي
قصيدة رمزية
وهم وخرافة
انت وهم كبير من خرافة
بل قصة سفاح من سذاجة
يرويها الحكواتي في المقاهي
على مجموعة من الأغبياء
لايفهمون من حياتهم شيئا
إلا بطولاتهم على النساء
وصراعهم مع أهل الحارات
سحب العقيد خنجره
واستل الصعلوك سيفه
يزمجرون ،يهددون ،يتوعدون
وتحت عصا الشرطي يخنعون
كلامهم هراء في هراء
بطولاتهم خرافات وأكاذيب
نسجوها من الخيال والأوهام
أخرج لنا أيها الراوي عنترة من السجن
ليكمل لنا الأكاذيب قبل أن ننام
وأكمل لنا قصة الزير مع همام

بحثت عنك كثيرافي الكتب
فما وجدت لك وجودا ولا أثرا
بم تتطاولين ؟ بم تتفاخرين ؟
بجسم من ورق ،أحرقته الرياح
وتطايرت ذراته ،في مهب الريح
تومئء إلى غربان مهاجرة
بعد أن خنقها الرعب ،وسد ضياءها الدخان
وتحمل سيوفها الخشبية ،المثلمة من الجراح
تترنح من هزيل الأجساد العفنة
بحثت عنك في ظلام الليل البهيم
وفي كهوف المعذبين والمساكين
بين الأغلال والأصفاد والأحقاد
بين حنايا متكسرة من التعذيب
مازلت أبحث عنك ولم أجدك
بحثت عنك في ٱهاتي ، وحكاياتي
في ألامي وفي خيالي
ولم أجدك ولن أجدك أبدا
أنت حلم وهمي ،كحلم الفاشلين
الخائبين المهزومين الأذلاء
أنت ملاذ الواهمين الحيارى
الحالمين بما هو ٱت
صدقيني ماراح هو الأفضل
والقادم سرب حمام مقصوص الجناح
لا يحسن التغريد ولا يتقن غير الٱمال
سألت حمامة يوما :
لم تكثرين من التغريد في أرض اللئام ؟!
ألا تهاجرين ؟! إلى مكان أرحب
وجنان أجمل ـو حياة أفضل
فجاوبتني بدمعة ساخنة
وقالت :هنا ولدت ،وهنا أموت .

مهلا رمضان الشاعر اشرف سيد احمد

مهلا رمضان

كريم بالخير تأتينا
و الجود و الرحمة سيماك
قرآن الفجر يهدينا
و الروح تسمو بلقياك
ثلاثون أيامه بركات
ليت شعرى لا فراق
الهدى و الخلق نسمات
و الكل للقائك مشتاق
عتقائك كثر من النيران
فيك الفوز و الصلاح
و جودك و فيض الإيمان
و الريان بابك هو الفلاح
ليلة هى عروس الليالى
القدر اسمها و لها قدر
 النفس آبت و صلح حالى
و الهوى يغلبه الصبر
و العفو من الرحمن نرتجيه
و لا لغو فيك مع الصيام
و التقوى أسمى معانيه
كله بشر بركات على الأيام
بعد  عام جئت على مهل
و حر التلاقى و لقاء الحبيب
و تلملم الليالى فى عجل
مودعا . ليت اللقاء بقريب
عقدك فرط و أزف الرحيل
تودعنا و إنا لك عشاق
كريم بين الشهور جليل
مهلا رمضان فالروح تشتاق

أشرف سيد احمد
قصيدة لي عنوانها :
                غدا 
                 - -
غدا ....
أين ترانا
نكون؟ ....
هل سأراك
مرة
أخرى؟ ....
هل سأنظر
إلى عينيك
الباكيتين ؟....
غدا
ستسألني
عنك
شجرة حبنا
الحزينة ....
ستسألني
وردة
الذكريات ....
ستسألني
روحي
المعذبة ....
سيأتي قلبي
الشاكي
وينظر إلي
في
صمت ....
ستغادرني
دموعي
البائسة
وستبتعد
عني
وهي تلملم
جراح
الفراق ....
ستصرخ آهات
حبي
الباكي ....
غدا
سيخرج
قلبي
المحترق
للبحث عن
طيفك
الغائب ....
و سيأتي قمر
العشاق ....
ويسألني عن
بحر حبنا
الأسير ....
ماذا سأقول
غدا ؟ ....
- - - -
الشاعر/عيسى أحمد شبانه
سوريا / جبلة

هل صداقتي تنسيك د شكري واردة

........................هل صداقتي تنسيك ؟؟

ذوب الحنين قلبك
ولم تجد من يداويك
ولما صحا وإنتفض
صاح الضمير ينهيك :
أنت على ذمة رجل
وما ضر لو يعاديك

خِلْتُ هوايا لك نعمة
وحسبته جنة تنجيك
وبعثت لك بدموعي
لعلك ظمآنة فترويك
وكتبتك بحبر الشوق
لعل حروفي تناديك
فإكتفيت بصداقتي
لعلها المرارة تنسيك

....................................الدكتور شكري واردة

الهجر الجميل يحيي حسين

الهجر الجميل

ماذا دهاك عذب الكلام
صار خريرك كصوت الصليل
لماذا صار ماءك اجاج
وقد كان فراتا وأردن ونيل
قد كنت فجرا يضيء كياني
كنت فنارا وخير دليل
كانت بك تطيب جراحي
كنت طبيب لقلبي العليل
والان اراك ترحل عني
ماذا جنيت لهذا الرحيل
انك صرت شيء مني
فليكن هجرك هجر جميل
يحيى حسين 19 فبراير 2019

نجم عبد الله الخفاجي يكتب....

لوحات... من نسيج  الألوان

                         شعر
                   نجم عبدالله الخفاجي

       1

 
أنا....اللون الاخضر
اني  روح المروج
 وقلب  الحياة
تحدثت
: هنا...فأصغت النسائم
وقفت أمام   الشحوب..فخضرت امامي
الدروب
فتحولت  الى........الحقول

أنا..اللون الأصفر

من يجدني يجدني جميلا براقا

اني اتخذ  من الشمس بريقي
ومن السنابل بهائي
فمن يجرأ أن يعتدي
على  كياني... فماذا  عساه ان يقول

أنا اللون  الابيض
حينما اكون شبابا في السن
سألبس أمطارا من الريش
لا وجود لها
حتى في الأحلام
    وفي  المدائن انشد السلام....

اللون الأحمر
البعض يظن اني اصنع خيرا
وصنع الآخرون الشرور
والحقيقة اننا جميعا
نصنع الشر
بأمتياز

اللون الرمادي
في بعض الأحيان لم أر شيئا
في المرآة إلا عيني
وأحتفظ بفقدان الذاكرة لنفسي
فقط
وكل ما عدا ذلك
لا وجود له

    2

لم أكن أكثر من وردة في قاع النهر
تمت زراعتي في حقلك الندي
كنت عصفورة تحت مظلة  ..المطر
وطريقا معشوشب أمام مدينة ...القمر
كابتسامة وليد  جديد
اودى به الى الردى قدر
أصبحت على مدى الليالي الماضية
كشبح   ميت يتطلع في الليل
وكصدى   اصوات النخيل
وأوراق أشجار الصفصاف القائمة
على ضفاف النهر
غارقة في الألوان المائية
صاعدة فوق خيوط الشمس الذهبية

وصدى خطوات من ورائي
خطوات   ....
   ...بها...للنهر انتمائي
أني سيل يجري عكس التيار
مع اني لا استطيع الجريان
لا هنا ولا هناك
تغازلني الامطار
في جوفي ماء للعطاشى
اني مجرد جب حفروه
الى حد المنتصف  وتركوه

          3

لقد قلت لك يا  عبدالله           (  1)
انك لا تستوعب معنى الحروب
كنت أؤمن منذ زمان طويل
ان الحروب دمار
وجريمة اخذ الثأر.......وللفتنة.....شيطان..ونار

وبأني ابنك..
فارس يحمل رمح في يده
بجانبه فرسة الوفية...الدهماء
دعني اصلي اليك.. لعل تستجيب السماء

وأرضك الحبيبة الفائقة الجمال
والعجوز ( خذالة)   شدت الرحال 2
بعد. أن عاصرت الكثير...
اتعبها المسير
ولم تكن هناك اي  بوادر..للشفاء
داهموا.دارها  واخذوا أرضها
وادعى بها الف محتال
ويقال....انها لم تمت....يقال
وذات يوم تخيلت فارسا
مقطوع الراس في  في ساحة الحرية
بمدينتي المقصوفة من حلف ...الشيطان
ومغتصب الاوطان
كان الفارس يمتطي حصانا
من غير حافرين
كان مجرد تمثال برونزي
اطلقوا علية سيد النضال....وللضرورة والاحتمال
ف أنبت نفسي على الفور
دون ان يعرفني.....في النهيق حمار
تاكدت انه ذلك الحمار الذي..
اوهموه..بأنه...امير الثورة والثوار
يحرس دون  ان يعرف...
الاقدار......
لينفذ أوامر...الاستعمار
للجنة المسؤولة عن القصف
قائدها هذا المأفون
هجم على فارس حي
فارس اقترب من ذاك التمثال
المحبة والتقدير
لا يشعر بها الناس
الا نحو انفسهم
وكما تقول ذاكرتنا
لا وجود ...للاستعمار
في رواية ....استاذنا الحمار

         ٤

تشعر نفسي بشئ سيء
هذا المساء
من التصرفات والوحشة
كأن تلك الطاولة ليست لي
وبعد مدة طويلة
غلب الغبار عليها
رغم انها كانت جميلة
طرزت
بالأشعار الغنائية العذبة
وبعد . زمن طويل
عدت...

واليوم تقول هويتي الشخصية:
باني ناهزت الرابعة والستين
من العمر
واصبح يوم ميلادي ...ايلول الاسود

              شعر
نجم عبدالله الخفاجي
            العراق

1..عبدالله ..بالاشارة الى ابي
2..خذالة عجوز عاشت اكثر من عمرها

احلام علي صهوة جواد كلثوم بن حماد

" أحلام على صهوة جواد "
عندما تتنفس الأحلام
و تمضي تتراقص و الطريق
تنثر الابتسامة و الرحيق
تطرز الشمس بخيط رفيع
ترسم القارب و اليد للغريق
ترسم الدلو و الماء للحريق
ترتدي فساتين بألوان الربيع
تتزين بأكاليل من الغار
تمسك بيدها
القمر و القلم
النجوم و الحروف
العيون و السفوح
النبض و الطموح
و تهمس
للأحقاد و الحروب
انا شمس و فصلي الربيع
انا نور و جواد أصيل
أنا حلم و عمر و شموع
أنا حرف مداده أمطار
تهطل بين الميم و الراء
نبضاته الحاء و الباء
و أحلام تتنفس
من الألف إلى الياء
" أحلام على صهوة جواد " من نبض قلبي من وحي قلمي بتاريخ 30-05-2019
شاعرة الإنسانية كلثوم بن حمادي

مرت بجانبي ..... بقلم الشاعر محمد علولو

مَرّت بجانبي ولم تقل سلاما
فبكت العين خِلْسة ونزف الفؤاد عذابا..

وقال لماذا هذا الجفاء
ونحن من عهد الصبى أحبابا...

و بيننا  شوق وحب وأحلام كلها أتْرَابا...

فقلت دع عنك هذا وإبحت عن النسيان هنا وهناك وَوَارِ حُبّك التُرَابا...

فقال ودَمْع العَيْن رَقْراقا و أكْوَابا...

كَيف أنسَى وقد أحْبَبْتُها طِفْلا وشَابا ...

وصار حُبي  لها زمانا ولم يكن يوما كِذّابا...

وهي المُسْتَقر والمقَرُّ و الهَوى ورَوْعَة الروح و بدونها المكان كله إغترابا..

فكيف أنسى ودقات القلب مرارة و إكتأبا...

 والجراح عميقة والنسيان سرابا...

فيا أيها الرحمان حبي كان   ملائكيا،قداسة فهبّ لي رحمة تجعلني  للنسيان طَوَّاف  أوَّابَا..

وحياتي حدائق وأعنابا....
فأنا عليل و الهجر عذابا
والحبيب صار لغيري وكلما رأني إجتنبني إجتنابا....

فهل  هذا قدري الأزلي  أم خيانة حبيب إكتتبها  وجعلها كتابا؟

الإمضاء
قصيدة بعنوان مرّت بجانبي

بقلم الأستاذ محمد علولو

حبك وعرس الدم هيثم الاسدي

حبك ...وعرس الدم     ( خربشات مجنونة )

لم يبق من عرس الدم
الا تلك الندوب على أضلعي
حين تحتضن الشفاه قطرات الندى
مجبورة هي غرسات أفئدتي 
أن تحضن حبات المطر
تعانق العشبة
وتهدي الزهور حلاوة القبلة
ما أجمل العناق بين الماء والسهلة 
احبك وكأن هذا الحب ألجم هواه 
صار عندي نزفا وشوقا وعنوانا لي
لا تكترثي بي كثيرا
فقد هرمت كل الأغاني لم تعد هي سلوتي 
ولم يبق سوى كأس الدم
أيتها الثملة استفيقي على عشقي 
ذاك الوله في سكرتي 
لقد حبلت أغصان الزيتون
براعم النصر من ثورتي
وروت من عطرك أثمار المقل
وبوح العيون بناصيتي
صارت لا تستر سراب المروج
وتلك القباب وظلال  البردي 
وخمرة لا تجف ولا تُردْ
كأوراق التوت مهابة فلا تترددي 
لم نعد كما كنا وكان
اخبريني ايتها الثملة
متى يكون العيد وافراح السوسني 

هيثم الأسدي
العراق بغداد

انا وانت نجم الفريداوي

أنا . . . . وأنتِ
وليلي .. والشموع
وحكاية عاشق لم تحكى
وأنتظار يطل من نافذتي
لقلب هواكِ به أفترى
تبعثرني وتجمعني عينيكِ
قصيدة تقرأينها بين يديكِ
ياترى ؟؟
فهمتِ حكايتي معكِ ياترى
آم خيالي لم يمازح جفنيكِ
أوقدت شموعي وأنتظرتكِ
مولاتي الجميله
في هذه الليله
وكل ليله
حكايتي معكِ لم تبتدي
فمازلنا بالانتظار
أنا . . .
والشموع . . . وموعدي

نجم الفريداوي

الانتظار الصعب زكية ابو شاويش

الانتظار الصَّعب ____________________البحر  الكامل
في ساحلِ الأشواقِ أحلامٌ طغت___والقلبُ  في  حرقٍ ولمَّا ما أتت
حلمُ الطفولةِ  والصِّبا  في سهوةٍ___ يشدو  كطيرٍ  للَّتي ما أنصفت
ذهبت  لآخرِ  رحلةٍ   وتهيَّأت ___  للقاء  من  يهفو  لها   وتمنَّعت
يا من  لهُ   كلُّ  المحبَّةِ  إنَّني ___ في عرضِ بحرٍ والسَّفينةُ أبحرت
والشَّوقُ مُحتدمٌ وذاكَ جهادنا ___ للنفسِ من حرجٍ فهلا  أسرعت؟!
إنَّ الرِّياَح لها  صفيرٌ يعتلي ___ موجاً  كما قدرٍ  لِغرقٍ  قد  هوت
لا من لقاءٍ إذ غرقتُ وجرَحت ___حيتانُ بحرٍ ..يا جمالاً  شوَّهت
...................
والحلمُ بينَ الموجِ غاصَ ولم يعُد___إلاَّ سراباً  من بقايا قد  طفت
في كُل يومٍ  يلبسُ الحلمَ  الفتى ___ ما زالَ  في جوفٍ ولمَّا قد بهت
كصلاةِ عُشَّاقٍ مضوا في حلمهم___ لم يجنِ أعقلهم سوى ما  أرَّقت
دنيا  لأوجاعٍ  وحرقةِ  عاشقٍ ___ لم تُرضِ محبوباً ولا من قد رمت
كن في الحياةِ كمستظلّ دوحةً ___ لا بدَّ  من تركٍ لها مع ما  حوت
صلَّى الإلهُ على الحبيبِ وآلِهِ___ والصّحب ما رفَّ الفؤادُ لمن سعت
صلُّوا عليه أحبتي  وتأكَّدوا ___  ما كُلُّ من يهوى لهُ من قد هوت
.................
الاثنين  22 رمضان  1440  ه
27  مايو  2019 م
زكية أبو شاويش _ أُم إسلام

الأربعاء، 29 مايو 2019

_ يوميات رمضان _
        _ ٢٣ _

ربما هي الحياة التي تأتي مقلوبة على رأسها ، فتأخذ كل شيء دون أن تمنحنا أي شيء ، إنه الخريف الذي يحضر مراسم الحب الأول فيجعله أكثر اصفرارا وشحوبا ، يتركنا كي نموت ببطء ، نحن من داسنا التاريخ ، وصهرتنا الأيام عنوة ، ودارت عجلات القطار إلى الوراء ، كلما اقتربنا خطوة ، ابتعدنا خطى كبيرة المدى ...
هي الحياة التي أمعنت في إذلال القلوب ، فجعلت منها مرتعا لجعجعة الطحان والطحين ، أسقطت الأحلام في بركة ماء لا تعرف الرحمة ، فأصبحنا أمواتا على قيد الحياة ، أو ربما على نحر التنفس ...
دعينا ننشد أغانينا ، أمانينا ، لعلها تمطر السماء ذات ليل طويل ، فتسقي عطش قلوبنا ، وتروي مواسم الزرع التي كادت أن تنسى لغة الماء ...
________
وليد.ع.العايش
٢٣ رمضان / ١٤٤٠
إني على العهد لا أنسى مواثقه. .
فخففي الهجر لا يبقى إلى الأمد
لقياك روحي فلن أحيا لفرقتها
وطالب الوصل يرضى من قريب غد
زيدي شغافي فأنت كل أمنيتي
لولاك ما طربت روحي ولم تلد
ملقاك أضحى نعيما لا بديل له
وغاية القلب أن نحيا إلى الأبد
محمود يونس منصور
حمص. .سوريا
اهلا رمضان
(25)
 ربنابيباهى بالصايمين رمضان عيدك
فى شهر الصوم ربنا بيكافئك ويزيدك
يارب العفو بايدك اجعلنا من معاتيقك
لطفك ياكريم  يا رحيم الصفح بايدك
قادر لكن عفوك  سابق  واحنا  عبيدك
اغفر لنا ياغفار وارحمنا لاجل حبيبك

                        الشاعر /عبد المنعم حمدي رضوان

أسامة جديانة يكتب....

اتسرسبي ياايام
وكله من عمرنا
وتوهي يااحلام
ودوسي على قلبنا
واملي جراحنا آلام
وذيدي فى همنا
بدلي نورنا ظلام
مافى شئ هايهمنا
شفنا كتير أوهام
وكذبت يادنيا علينا
لا شوفنا منك سلام
ولا شوفنا يوم هنا
ولا حتى شوفنا خصام
وتحاولي تنسينا
صابت قلوبنا السهام
وياما منك بكينا
وحياتنا كلام × كلام
وأنت بتسمعينا
اتسرسبي ياايام
وبدلي الأنظار
منايا لحظة أمل
مليت ماالإنتظار
جربت كل الحيل
غابت شمس النهار
هنسىَ اليأس والملل
وهبتدي المشوار
هحطم بإيدي الجبل
وهبني ألف جدار
بالأمل تُبنىَ الدول
واليأس آخره دمار
                        ((( أسامه جديانه)))

ابتهال ..... سامية خليفة

ابتهال

أقول يا ألله 
وإليه أبتهل   
                                       
في صومي وصلاتي أقولُ يا الّله
في نومي وقيامي أقول يا أللّه
وفي قولي نجاة
فإن مُدّت يدُ العوْن أقول يا ألله
وإن زلّت بي رياح الهون
أقولُ يا أللّه
فإنْ خُسفت بي الأرض
وضاقت بي رحاب الكون
أقول يا أللّه

 في ذكر اللّه مسعاي
وفيه سعدي ومناي
وما من شيء ينجيني
ويدفع عنّي يد الغدر
سوى قولي يا أللّه
وحين أناجي بارئي
يفيض الدمع من عيني
تزول غشاوة الشّكّ
فمن غيره يسمعني
ومن غيره
إن أخطأت
يهديني

سامية خليفة/لبنان

ضمد كاظم يكتب ....

من يلثم الجمر
*
أَ أَجْعَدٌ شَعْرُ هذا اللّيلِ أَمْ قَطَطُ
مِنْ طَرْفِهِ لاحَ وَجْهٌ رائِقٌ سَبِطُ
*
لَمّا بَدَتْ بِنْتُ نَعْشٍ قالَ لي أَرِقٌ
ما كانَ بَينَ السُّها وَالْبَدْرِ يَنْفَرِطُ
*
نارُ الْوَجيبِ كَمِسْكِ الْخالِ مُوقَدَةٌ
مَنْ يَلْثُمُ الْجَمْرَ وَالْأنْفاسُ تَغْتَبِطُ
*
مِنَ النّواصي إِلى الْأَجْيادِ مُعْتَرَكٌ
ظُبا اللَّمى وَسِهامُ اللَّحْظِ تُخْتَرَطُ
*
ساقَ الْفُؤادَ أَسيراً حينَ أَسْكَرَهُ
وَزَجَّ أَجْنادَهُ مِنْ ضَوعِهِ السَّفَطُ
*
ما أَتْلَفَ الشَّوقَ إلّا ظَنَّ يُكْرِمُهُ
مِثْل الدَّراويشِ قَدْ أَزْرى بِها الشَّطَطُ
*
أَوّاهُ يا باعِثَ الْأَشْجانِ حَيَّرَني
فَلا رِضىً راقَهُ كَلّا وَلا سَخَطُ
*
ضمد كاظم الوسمي
العراق

علي الحسين يكتب....

هل سمعتم الأنين
========
هل سمعتم انيني
من انتم خبروني
انتم من الاهل
ام من الاحباب
انتم المشردين
بالشوارع
قمة الروعه
عندكم عذاب
هل سمعتم
انيني من قبل
ام انتم ذئاب
لا ادري
من اين اتيتم
ام كلانا اغراب
ام سولت انفسكم
لكي تروني الاكتئاب
بالله يا ساكنة الصفحة
لك نبض
مثل نبضي
انت حره
ام عبيد اصفهان
اقتربي لكي اسمع
لحن النبضات
ياه بالقرب منك
عذاب وعذاب
ولكن اليك اشتاق
برغم البعد
تبا للفراق احباب
========
الشاعر علي الحسين الفلسطيني
اغتيال طفولة  ...

                             قصة : مصطفى الحاج حسين .

        تسلّق جدار المدرسة ، قفز إلى باحتها ،

ودخل صفّ ( سامح ) ، من النّافذةِ

المكسورة ، وفي الصّفّ كان بمفرده ، شعر

بالفرحة تجتاحه ، جلس على المقعد ،

واضعاً يديه أمامه ، مستنداً على المسند ،

دار على المقاعد ، وجلس الجّلسة ذاتها ،

وجد قطعة ( طباشير ) ، فأسرع نحو

السّبورة ، وبدأ يرسم خطوطاً كثيرةً ،

خطوطاً لا معنى لها ، فكثيراً ما كان يسأل

والديه ، عن سبب حرمانه وشقيقته

( مريم ) من المدرسة ، فتأتيه الأجوبة غير

مقنعة . والده يقول :

        ـ نحن أسرة فقيرة ، والمدرسة مكلفة ،

وأنا كما تراني .. عاجز عن إشباع بطونكم .

        ـ وكيف أدخل عمّي ( قدور ) أولاده

إلى المدرسة ، وهو فقير مثلك ؟!.

        ـ عمّك لا يعرف عواقب الأمور ، غداً

ترى ، سوف يضطرّ إلى سحبهم ، حين يعجز

عن دفع النفقات .

        ويتابع الأب كلامه ، كأنه يزفّ إليه

بشرى :

        ـ غداً سأبعث بكَ إلى الشّيخ ( حمزة ) ،

ليحفّظكَ القرآن الكريم .. وهذا خير بألف

مرّة من المدرسة .

وتحاول أمّه جاهدة ، أن تقنعه لتخفّف عنه

حزنه :

        ـ حفظ القرآن عند الشّيخ ( حمزة ) ،

سينفعك في الدّنيا والآخرة ، أمّا المدرسة

فلا تعلّمكَ إلّا كلمتي بابا وماما .

        ومن شدّة تلهفه وإلحاحه ، فقد تقرّر

أخيراً ، ذهابه لعند الشّيخ ، ولقد اجبر أمّه ،

على خياطة صدّارة ، تشبه صدّارة

( سامح ) ، وعطفاً على بكائه المرّ ، اشترى

له أبوه محفظة جلدية ، ودفتراً صغيراً مثل

( سامح ) .

        بات ليلته وهو في غاية السّعادة ، لم

يغمض له جفن ، كان يتحسّس صدّارته

التي ارتداها ، ومحفظته بمحتوياتها التي

تشاركه الاستلقاء في فراشه القطني . أمّا

أحلام اليقظة ، فقد بلغت أوجها في

مخيّلته ، الواسعة الخصوبة :

        ـ  سأتعلم .. مثل ( سامح ) ،

سأتحدّاه .. وأكتب على الجّدران اسمي ،

واسم ( مريم وسميرة ) وسأكتب بابا وماما

ودادا ، وسأحفظ الأرقام .. وأنا في الأصل

أعرف كتابة الرقم واحد ، تعلمته من

( سامح ) ، كلّ ما عليّ أن أمسك بالقلم ،

وأضغط بالقوة ، راسماً خطاً من الأعلى إلى

الأسفل ، وسأرسم قطتي أيضاً ، ودجاجات

جارتنا ، وحمار خالي ، وسيّارة رئيس

المخفر ، التي يخافها الجّميع .. والطّائرة

التي تطير كلّ يوم من فوق دارنا .. سأرسم

كلّ شيء يخطر لي ، القمر ، الشّمس ،

النّجوم ، والعصافير ، والكلاب ، الأشجار

العالية ..نعم سأفعل كلّ هذا ، لأنّ ( سامح )

ليس أفضل منّي .. فأنا أطول قامة ، وأقوى

منه ، عندما نتعارك . 

        وشعّت ابتسامته في الظّلام ، تقلّب

في فراشه .. متى سيأتي الصّباح ؟.. هكذا

كان يتساءل .. ثمّ أرسل نظرة إلى

( مريم ) النائمة ، وتحسّر من أجلها ، لقد

بكت طويلاً ، لأنّ والدها لم يشترِ لها

صدّارة ومحفظة ، وحسدَ نفسهُ لأنَّه ذكر ،

فقد قال لها أبوها ، بعد أن ضربها :

        ـ يامقصوفة الرقبة أنتِ  بنت .. ما

شأنكِ بالمدرسة ؟!.

         سأطلب من شيخي أن يعطيني كتباً

كثيرة ، أكثر من كتب ( سامح وسميرة ) ،

سأقوم بتجليدها ، ولن أسمح لأحد أن

يلمسها ، سوى أختي ( مريم ) ، ف ( سامح

وسميرة  )  لا يسمحان لنا بلمس كتبهما ..

في كلّ يومٍ سأنال من شيخي علامة

الجيد ، ولن أكون كسولاً مثل ( سميرة ) ،

وفي آخر السّنة سأنجح بتفوقٍ ، وسأوزّع

السّكاكر على كلّ اهل الحارة ، ولن أطعم

وَلَدَي عمّي ، إلّا سكّرة واحدة لكلٍّ منهما ،

مثلما فَعَلَا معي ، يوم نجح إلى الصّف

الثاني ، لا فرق بيني وبين ( سامح )

سوى أنّه ينادي معلمه ( أستاذ ) وأنا أناديه ،

كما أوصاني أبي ، سيدي الشيخ .

        في الصّباح الباكر ، وعلى صياح

الدِّيَكَة ، قفز ليوقظ أمّه ، وبسرعة غسّل

وجهه ويديه ، سرّح شعره الخرنوبي ، حمل

حقيبته الزّرقاء ، وانطلق رافضاً تناول

الزعتر والشّاي .

        دفع للشيخ ذي اللحية الغزيرة ،

الضاربة للبياض ، ربع ليرة أجرة الأسبوع

سلفاً ، وجلسَ على الحصيرةِ المهترئة ، بين

كومة الأولاد ، المتجمّدينَ أمام أنظار الشّيخ

المسنّ ، وماكاد يستقرّ في مكانهِ ، حتّى

أمره الشّيخ بالوقوف ، تأمّله بعينيه

الحمراوين ، فارتعش الفتى ، لكنّ الشّيخ لم

يشفق عليه ، بل صرخ :

        ـ ما هذا الذي تلبسه ؟.. صدّارة !!.. ما

شاء الله ، هل قالوا لكَ إنّ عندي مدرسة ؟!.

        انهارت أحلامه ، لم يكن يتوقّع مثل

هذه المعاملة ، من الشّيخ ، أراد أن يسأله

عن رفضه الصدّارة والحقيبة ، غير أنّ

الخوف عقل لسانه ، فجلس دامع العينين .

        ما أسرع ما ينهال الشّيخ ، على

الأطفال بعصاه الغليظة ، وما أكثر ما يغضب

ويثور ويحملق بعينيه المرعبتين ، وخلال

أيّام قليلة تعرّض ( رضوان)  إلى عدّة

( فلقات ) منه .

        وذات يوم .. ضبطه الشّيخ وهو يقتل

ذبابة بيده ، فانهال عليه ضرباً ، غير عابئ

بصرخاته ودموعه ، وأخيراً أصدر أمره الحازم :

        ـ التقط الذّبابة .. وضعها في فمكَ ..

وابتلعها .

        لم يخطر في باله مثل هذا الأمر ،

بكى .. توسّلَ .. ترجّى .. تضرّع .. سَجَدَ

على قدمَي الشّيخ يقبلهما ، استحلفه بالله

وبالرسول ، فلم يقبل .. تناول الذبابة ..

ووضعها في فمه ، فوجد نفسه يتقيّأ فوق

الحصيرة ، وضجّ الأولاد بالضحك ، بينما

جنّ جنون الشّيخ ، فأخذ يضربه ، ويركله ،

كيفما اتفق ، وبعد أن هدأت ثورته ،

واستطاع أن يلتقط انفاسه بانتظام ، أمره

أن يغسل الحصيرة والأرض . ولمّا كان

صنبور الماء قريباً من الباب ، أسرع وفتحه

وأطلق العنان لقدميه المتورمتين .. فأرسل

الشّيخ على الفور ، من يطارده من الأولاد ..

ولكن هيهات أن يلحق به أحد .

        في المساء .. عاد والده من عمله ،

تعشّى مع أسرته ، ثمّ أخبرته زوجته ، بأمر

هرب ( رضوان ) من عند الشّيخ ، فعضب

الأب وصفع ابنه ، وأمره أن يذهب معه ، في

الصّباح لعند الشّيخ ، ليعتذر منه ، ويقبّل

يده الطّاهرة .

        ـ الولد ابنك .. لكَ لحمهِ ولنا عظمه .

قال الأب للشيخ .

        ـ لا عليكَ يا أبا ( رضوان ) . الولد امانة

في رقبتي .  قال الشّيخ مكشراً عن اسنانه

المنخورة .

        في ذلك اليوم ، لم يضربه الشّيخ ،

واكتفى بتحذيره ، أنذره من الشّيطان الذي

بداخله .

وبعد أيام وقع (رضوان)  في ورطة جديدة ،

  وكان الوقت ظهراً ، وكان الأولاد محشورينَ

مثل السُّجناء ، في غرفة صغيرة ، لا نافذة

لها ، كانوا يتصبّبونَ عرقاً ، شعر الطّفل

برغبةٍ لا تقاوم في النّوم ، رغبة اشدّ من

قسوةِ الشّيخ ، ولا يدري كيفَ سها ، وعلى

حين غرّة جاءته ضربة قوية على باطنِ

قدمهِ ، فانتبه مذعوراً ، وقبل أن يسبقه

بكاؤه ، تبوّل في مكانه .. بلّل ثيابه

والحصيرة ، وتعالت الضّحكات من رفاقه ،

وفقد الشّيخ رشده ، فلم يجد ( رضوان )

وسيلة للتخلص سوى بالبكاء ، بكى كثيراً ،

حتى رأف الشّيخ بحاله ، وسمح له

بالإنصراف .

        منذ ذلك اليوم ، أطلق عليه الأولاد ،

لقب (  الشخاخ ) .

        من أجل هذا ، أخذ يجامل الأولاد ،

ويكسب ودهم ، ولكنهم كانوا أوغاداً ،

ازدادوا استهتاراً به ، وبمحاولاته لكسب

صداقتهم ، وكان الجميع يتشجّعون

وينادونه ( الشخاخ ) ، إلى أن جاء يوم من

أيام الشتاء ، عجز فيه والده ، عن دفع ربع

الليرة ، فطرده الشّيخ ، وكان سعيداً ، لأنه

أصبح حرّاً .. بعيداً عن الشيخ والأولاد .

        وجلس ( رضوان )  يترقّب موعد طرد

( سامح وسميرة ) من المدرسة ، لكنّ عمه

لم يعجز حتّى الآن ، عن دفع النفقات ، كما

كان يتوقّع والده ، وذلك أمر كان يحزّ في

قلبه .

        صار يتسلق جدران المدرسة ، ليراقب

( سامحاً ) الذي يلعب في الباحة ، مع رفاقه

أثناء الفرصة ، صار همّه الوحيد المراقبة

والانتظار ، لحين انصراف ( سامح ) . وكم

كان يلذّ له أن يأخذ الحقيبة من ( سامح ) ،

ليحملها عنه ، متخيّلاً نفسه تلميذاً ، وفي

تلك الأيام ، كان كثيراً ما يمرّ بالقرب من

أحد المعلّمينَ ، ليرمي عليه السلام ، وكم

كان يشعر بالغبطة ، حين يردّ عليه ، ظانّاً أنّه

أحد تلامذته .

         وما كان يضايقه .. سوى الآذن ( أبي

لطّوف ) ، الذي يهرع ليلاحقه بدرّاجته ،

كلّما رآه متسلّقاً على الجدار ، وكم كان

يتهدّده بأنّه سيعيده إلى بطن أمّه إن

أمسكه .. وفي إحدى المرّات ، استطاع

الإمساك به ، كان قد تسلّق الجدار ، وجلس

يطوّح بقدميه ، ينظر إلى التلاميذ ، وبينهم

( سامح ) ، وهم ينفّذون درس الرياضة ..

كان يراقبهم بشغف ، وهم يركضون خلف

الكرة ، وكانت الغيرة تأكل قلبه الصغير ..

وفجأة أمسك ( أبو لطّوف ) بقدمه .. وأخذ

يشدّها بقوة ، و ( رضوان ) الذي صعقته

المفاجأة ، يصرخ .. وهو يحاول التملّص ،

غير أنّ (  أبا لطّوف ) تغلّب على الصغير ،

فارتمى بين ساعديه ، حيث قاده إلى غرفة

المدير ، غير منتبه إلى تبوّل الطفل في

ثيابه .

كان المدير بديناً وأعورَ ، صارماً أشدَّ قسوةً

من الشّيخ ( حمزة ) ، أمره بالجلوس على

الكرسي ، وأمسك الآذن به ، ورفع له

قدميه ، وانهال المدير عليه ضرباً بلا رحمة ،

ولم يتركه إلّا بعد أن أقسم الطفل ، آلاف

المرّات ، بأنّه لن يعود إلى تسلّق الجدار ،

حمل حذاءه وخرج على رؤوس أصابعه ،

ينتحب بغزارة وحرقة ، في حين  كانت

(  كلابيّته )  تقطر بولاً .

        منذ ذلك اليوم ، أقلع ( رضوان )عن

تسلّق الجّدار ، صار يكتفي بالدَّوَران حول

سور المدرسة ، ينتظر ( سامحاً ) ، وكان

يصيخ السّمع ، إلى صوت المعلم ، المتسرّب

من النّافذة ، وهو يهتف :

        ـ عَلَمُ بلادي مرفوعٌ .

فيردّد التلاميذ خلفه :

        ـ عَلَمُ بلادي مرفوعٌ .

        وكان يتناهى إلى سمعه ، صوت

( سامح ) من بين الأصوات ، أو هكذا كان

يتخيّل ، فيشعر بالحسد .. ويتمنّى ذلك

اليوم ، الذي سيعجز عمّه ( قدّور ) عن دفع

النّفقات .  في تلك اللحظة فقط ،

سوف يسخر من ( سامح ) ، لأنّ هذا لن يكون

متميّزاً عنه بشيء ، بل على العكس :

        ـ ( فأنا أطول منه قامةً .. وأشدّ قوةً ..

واسرع ركضاً .. وكذلك أنا أمهر منه في

قذف الحجارة ، ولا أخاف الاقتراب ، من

الحمير والكلاب  .) .

        في أحد الأيام ، سقط العمُّ ( قدّور )

عن ( السّقالة ) ، في أثناء عمله في البناء ،

وانكسرت رجله ، فاستبشر خيراً ، ولكن

زوجة عمّه ، سرعان ما خيّبت رجاء

( رضوان ) إذ باعت قرطها وخاتمها

الذهبيّين ، حتى تتمكَّن الأسرة من متابعة

العيش ، وكم كره زوجة عمّه هذه .. بل إنّه

يكرهها من قبل ، لقد رضع كرهها من أمّه ،

التي تطلق عليها .. لقب ( أمُّ عُصٍّ ) ، لأنّها

نحيلةً جدّاً ، في حين كانت أمّه ضخمة

جداً .. وهكذا توالت الأيّام ، وهو يمضي

نهاره ، حول سور المدرسة ، في انتظار

( سامح ) إلى أن جاءت العطلة الصّيفية ...

         فينتهزَ الفرصة ، ويقتحم صفّ

( سامح ) ، ويرسم على السّبّورة خطوطاً

كثيرة ، حتّى انتابته حالة انفعالية ،

غريبة .. فأخذ يكسّر المقاعد والنوافذ ..

ولم يخرج من الصّف ، إلّا بعد أن رفعَ

( كلّابيَّتهُ ) ، وتبوّل فوقَ طاولة المعلّم ..

وأمامَ السّبّورَة .

 
                         مصطفى الحاج حسين .
                                   حلب ...

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...