الخميس، 30 أغسطس 2018

خيبةُ الموتِ ... شعر : مصطفى الحاج حسين .

خيبةُ الموتِ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
لا يُغِيظُ الموتَ إلَّا الشِّعرُ
وَلِهذا القَصِيدَةُ تَختَارُني
وأنا أختارُ شَكلَ الفَضَاءِ
لِأُطلِقُ شَمسِي
في عُتمَةِ الأَبجَدِيَّةِ
الزَّمَنُ كَائِنٌ يَمشِي
دُونَ التِفَاتٍ
والشِّعرُ مَحَطَّاتٌ وَمَرافِئٌ
واستراحةٌ للأجنِحَةِ
الموتُ غايتَهُ السُّكونَ
والشِّعرُ توَّاقٌ لِلْتَفَجُّرِ
ولِلْتَبحُّرِ وَلِلْانعِتَاقِ
وَلِهَذَا ..
يُرسِلُ لي الموتُ
في كُلِّ لَحظَةٍ
تَحذِيرَاتِهِ الّتي لا أخَافُهَا
حتَّى وإنْ غَدَرتَ بِي يا مَوتُ
سَتَذكُرُنِي رَغماً عَنْ قَسوَتِكَ
كَتَبْتُ على جَسَدِكَ حَيَاتِي
ودَسَسْتُ في جِيُوبِكَ أوراقي
وعلى ظَهرِكَ عَلَّقْتُ
حَقِيْبَةَ كُتُبِي
فلا مَوتٌ إلَّا أنتَ يامَوتُ
ولا خُلُودٌ إلَّا لِلْشُعرِ والشُّعَرَاءِ
يَكفِيْكَ أَنْ يَهرُبَ النَّاسُ مِنكَ
وَيَكْفِي الشُّعَرَاءَ
التِفَافُ الفَرَاشَاتِ مِنْ حَولِهِم
أنا شَّاعرٌ
سأُلحقُ بِكَ الهَزِيمَةَ
خُذْ جَسَدِي المُتَهَالِك مِنِّي
خُذْ نُدُوبَاتِ عُمُرِي الضَّئِيل
وَرَمَادَ غُيُومي المُبَعثَرَةِ
وخُذْ قُصَاصَاتِ أوجاعي اليابسةِ
لكنَّكَ سَتَحتَرِقْ
إذا مالامَسْتَ بظلامِكَ
حرفاً من قصيدتي *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...