_الكـــلامُ المُباح أم غيرُ المُبـــاح ؟!:
القريب البعيد
_كان بجعبته الكثير من الكلام الذي كان يخبِّئه،كلامٌ لايقال لأيٍّ كان،ولايصرَّح به سوى مرَّةً واحدةً في هذه الحياة ،وربَّما يحتفظ به للنَّفس مادامت تتنفَّس.
رغم ذلك الكمِّ الهائل من العواطف والمكبوتات المتبلورة بجدران روحه الطيِّبة رغم كثرةِ الصَّواعد والنَّوازل على أسطحها الغائرة المتشعِّبة،ورغم أنه كان رجلاً صامتاً وكتوماً جدًّا بطبعه،وبطبيعة تكوين شخصيّته لن تطال قصَّته الكاملة إلا من عيونه لو خانته يوماً ماطبعاً وسمحَت لك بتأمُّلها مطوَّلاً دونما إنقطاعٍ،وقطعاً ضروريٌّ جدًّا أن تكون ضليعاً بهذه اللُّغة دون أدنى شكٍّ.
رغم كلِّ هذا وذاك كان هناك رجلان في صراعٍ دائمٍ يعيشان بداخله مع أنَّه بعيدٌ كلَّ البعدِ عن الإنفصامِ في شخصه،الأوَّل كان يميل للبوحِ بكلِّ شيءٍ يتعلَّق به لأيٍّ كان ولايجد في ذلك سوءًا أو حرجاً،إذ يشاطر أفراحه وأحزانه كنوعٍ من الإستراتيجية المتَّبعة منه ليكون إجتماعيًّا أكثر بمقاسمة كلِّ ما يخصُّه،ولتخفيف بعض الضَّغط والعبء ربَّما لأنه يرى أن السعادة يمكن أن تسع الجميع مهما صغُرت،وأنَّ الحزن يصبح أهون وأضعف كلَّما تمَّت مشاطرته.
أما الآخر فكان معاكساً تماماً في رؤيته،إذ يرى أن ذلك نوع من الضعف والتقهقر،ولن يكون مفيداً له بشيء بل قد يعود عليه بأضرار إضافية هو في غِنىً عنها مستقبلاً إن لم يحسن إختيار جلسائه فيكون لقمة سائغة لمن لايحبه وعرضة للقيلِ والقال وتفسيرات المؤوِّلين والحساد والجهَّال،وكان هذا الرجل هو الأوفر حظًّا في فرض سيطرته على روح صديقنا الطيِّب.
القريـــــب البعيـــــد
٢٧/٠٨/٢٠١٨
٠٥:٢١
القريب البعيد
_كان بجعبته الكثير من الكلام الذي كان يخبِّئه،كلامٌ لايقال لأيٍّ كان،ولايصرَّح به سوى مرَّةً واحدةً في هذه الحياة ،وربَّما يحتفظ به للنَّفس مادامت تتنفَّس.
رغم ذلك الكمِّ الهائل من العواطف والمكبوتات المتبلورة بجدران روحه الطيِّبة رغم كثرةِ الصَّواعد والنَّوازل على أسطحها الغائرة المتشعِّبة،ورغم أنه كان رجلاً صامتاً وكتوماً جدًّا بطبعه،وبطبيعة تكوين شخصيّته لن تطال قصَّته الكاملة إلا من عيونه لو خانته يوماً ماطبعاً وسمحَت لك بتأمُّلها مطوَّلاً دونما إنقطاعٍ،وقطعاً ضروريٌّ جدًّا أن تكون ضليعاً بهذه اللُّغة دون أدنى شكٍّ.
رغم كلِّ هذا وذاك كان هناك رجلان في صراعٍ دائمٍ يعيشان بداخله مع أنَّه بعيدٌ كلَّ البعدِ عن الإنفصامِ في شخصه،الأوَّل كان يميل للبوحِ بكلِّ شيءٍ يتعلَّق به لأيٍّ كان ولايجد في ذلك سوءًا أو حرجاً،إذ يشاطر أفراحه وأحزانه كنوعٍ من الإستراتيجية المتَّبعة منه ليكون إجتماعيًّا أكثر بمقاسمة كلِّ ما يخصُّه،ولتخفيف بعض الضَّغط والعبء ربَّما لأنه يرى أن السعادة يمكن أن تسع الجميع مهما صغُرت،وأنَّ الحزن يصبح أهون وأضعف كلَّما تمَّت مشاطرته.
أما الآخر فكان معاكساً تماماً في رؤيته،إذ يرى أن ذلك نوع من الضعف والتقهقر،ولن يكون مفيداً له بشيء بل قد يعود عليه بأضرار إضافية هو في غِنىً عنها مستقبلاً إن لم يحسن إختيار جلسائه فيكون لقمة سائغة لمن لايحبه وعرضة للقيلِ والقال وتفسيرات المؤوِّلين والحساد والجهَّال،وكان هذا الرجل هو الأوفر حظًّا في فرض سيطرته على روح صديقنا الطيِّب.
القريـــــب البعيـــــد
٢٧/٠٨/٢٠١٨
٠٥:٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق