مسرحيه
رياح التغير
.....................
المنظر مقسم الي اربع جدران
الجدار الاول ناحية اليمين عليه لوحة لبيت انيق ، اسفل اللوحة شبان ،
الاول/محمد ذات البنيان القوي
و
الثاني / ياسين ذات البنيان الضعيف ، من النظره الاولي
تشعر بحماستهم ولكنهم طوال الوقت متأففين لا يرضون بحالهم.
الجدار ألثاني ناحيه اليسار ، عليه لوحة قديمة معلقة مرسوم عليها أسرة يبدو عليها تمام الرضا ، ويجلس اسفل اللوحة كهلان
الحجة/ عزيزة
والحج /عزيز
وابنتهما الوحيدة
عفاف/وهي رقيقة المشاعر وحالمه
وهما يزيدهم الشيب وهن.
والجدار الثالث بجانب الجدار الايمن ، لرجلان حاسمان يلبسان ملابس ميري ،
رجل الامن
و
ال مجند
الجدار الرابع بجانب الجدار الايسر ،معلق عليه صورة للمسيح ويجلس اسفله كهلان يزيدهم المشيب ،
مرقس
وإيفون
وينثرون الابخرة دائما بركه ورحمه ونور من أجل ألصلاة والدعاء.
إظلام
المشهد الاول
.........
يضئ الجدار الايمن ويظهر الشبان ، في حركتهما الملفته الثائرة ،
ينظر (محمد) بكل ثقة ، ثوب اللوحة المعلقة علي الجدار ،
ويتعمق النظر ، يلاحظ ياسين
ويضيف بالنفي :
ياسين : لن تري ما يؤخذ العين بالوثب .
محمد يقيم الاعتراض:
محمد: ولما لا نتنطق بالامل ومراحلة القريبة.
ياسين: انظر الي الواقع بعين الحقيقة.
محمد باصرار:
محمد: الواقع ياصديقي متاح لمن عمل بجد .
ياسين بسخريه:
ياسين: جد في زمن العبث.
محمد: العابثون لا يبنو الحضارات.
ياسين: الان نتعظم بالماضي في حاضر فقد التعظيم.
محمد: انمانحن أحياء..... اذأ نستطيع.
يلوح (ياسين) الي الفراغ:
ياسين: اذأ عليك بالأحلام مترامية الاطراف في صحراء
لم يأخذوها بجدول العمل .
محمد يتذكر:
محمد: العمل ، كم تلازمت الاعمال بهذا الكوكب ، وتأفف المتلازمون لروتين نحت علي بوابات الديار والعقول القديمة.
ياسين: عليك بتلازم الصبر ، حتي خروجا امنا من عنق الزجاجه.
محمد يسير بضع خطوات و ينظر حوله كأنه يصتنت:
محمد: هناك رايح مغايرة للاحداث التي اعتدناها.
يرد (ياسين) بتهكم :
ياسين: وان كان ..... نحن ابناء الثلاثين عقاب.
محمد ينظر الي اللوحة مجددأ ويسئلها:
محمد: حقا ياصغيرتي الي من تكوني ؟!
يقترب (ياسين) من خلفه قائلا:
ياسين: الي من يهمهم الامر.
اظلام
المشهد الثاني
............
يضيئ الجدار الايسر يجلس الحج (عزيز) بيده جريدة، وتقف الحجه عزيزه منشغله بأمر ما ، ويتساءل باهتمام
الحج عزيز: وهل ساراكي منشغلة دائما ؟!
الحجة عزيز: لكل كائن عملة بالحياة ، انها دوره لا تتوقف.
الحج عزيز ، اذا كوني مع من اختطف منه الصبا من دهر.
الحجه (عزيزه) تتنبه وتترك انشغالها ، وتسرع الي الجلوس بجانبه .
وتقول وهي تتامل وجهه ، كأنها تدرسه:
عزيزة: الحياة تاخذ مننا اكثر مما تعطي.
الحج عزيز يتفوة بكلمات ساخره وحنونه وهو ينظر لها :
عزيز: لكنها اخذت مني الكثير ، واعطتني الجائزه.
الحج عزيزه تذكر زوجها :
عزيزة: وهل تناسيت (عفاف) اكبر الجوائز.
عزيز: (عفاف) قرة العين ودق القلب ووجعه.
اواه منك يا(عفاف) اواه
عزيزة: سلامة القلوب الاعزاء والف سلام.
عزيز: لا تنكري الدموع التي كانت تغرق مقلتينا ، لا تنكري السعاده والرضا ، والايام مهما صعبت ، كانت في اصولها سماح للوجود .
عزيزه: لن اتنكر من عالمي معك ، انما اتنكر من سوء العالم
معنا.
عزيز: حقا غلبت الامنيات في زمن الحلم ، حلقت الاحلام مثل
الطيور سريعا.
عزيزة: الا تتذكر ليست كل الاحلام .
يبتسم (عزيز) بتمام الرد :
عزيز :فليتبقي حلما واحد.
(عزيزة) تنظر الي البراح وتبتسم وتقول:
عزيزه: تراه سينتصر علي الواقع المرير.
(عزيز) يقول بحاله من الشجن وعيناه تدمع متاثرة ويداه ترتعشان:
عزيز: حتما طالما انا حي يأم(عفاف).
تنبهت ام (عفاف) وقالت وهي تكاد ان تبكي.
عزيزه: انت حي في الدنيا وفي القلوب يابو(عفاف) .
الحج (عزيز) ينظر الي أم ( عفاف)
لحظة( صمت)
تدخل (عفاف) وهي فارحة مبتسمه متفائله وتنادي.
عفاف: امي.... امي اين انتي؟
تجيب الحجة (عزيزة) :
الحجه عزيزة: عزيزتي نحن هنا.
تقترب (عفاف) ويتملكها روح المفاجأة والخجل وتعكف اصابعها، عندما تري الاب.
عفاف: سلام عليك يابي......سلام عليك يامي.
الحج عزيز : سلام علي الكرام بنيتي ، اقتربي بنيتي من ابيك المشيب ، هنا بين هذه الكفوف المعروقة ، هنا ابيك يا(عفاف) .
عفاف تتنبه لكلماات ابيها ويغص قلبها ، وتشعر بتأنيب الضمير ، وتجري تنكمش في حضن ابيها مهنهنه بكلمات معبئة بالدموع.
عفاف: ابي انا احبك يابي ، حقا احبك ، و(هي تبكي) كيف لي لا احب الكفوف التي حملتني ، العالم المذدهر بالورود ، الحقيقه و الروح التي ترف بسمعي وبصري ، دقات القلوب التي تسرع اليك في تمام الرضا والحب ، ابي ألم تعلم من انت أبي ؟!
انت العالم باثره ، كيف لي الا احبك يابي.
الحجه عزيزة تمسح دموعها وتنهنه.
الحجة العزيزة: كفا بالله عليكم ، قلبي بات لا يتحمل ، و( تمسح دموعها) حقا ما أضن قسوتكم.
ياخذ الحج (عزيز) بيد ام ( عفاف) ويحتضنها مع عفاف، اسفل زرعاه ، ويتنهد وهو ينظر للسماء.
عزيز: فلنحمد الله علي كل حال.
اظلام
المشهد الثالث
..........
يضئ الجدار الثالث بجانب الجدار الايمن ، ويظهر الجنديان بملابس الميري ، يجلس (رجل الامن) علي المكتب وامامة ال(مجند) يقف ينظر للبراح بتشدد ، يسئل (رجل الامن) ال(مجند) ، ويجب
المجند: تمام يافندم.
رجل الامن: هل من مظاهر إخلال ؟
يجيب المجند في إهتمام وأصرار .
مجند: لا يوجد يافندم .
(رجل الامن) يكشر عن أنيابه ، ويستكمل.
رجل الامن: فتن ، تحريض علي الاقليات او الشخوص ؟
مجند: لا يوجد يافندم.
(رجل الامن) يكيل بقبضة من حديد يثوبها الي لب المكتب.
رجل الامن: أحترس من ارباك للصف العام.
المجند بشدة وعناد .
مجند: متيقظين يافندم .
(رجل الامن) يتساءل ؟!
رجل الامن: ماذا عن المخربين لممتلكات المواطنين ؟!
مجند: نحن أمام الاحداث عيون واعية.
رجل الامن: اذا هل من رهاب للبشرية ؟؟!!
مجند: كل المضاجع أمنه خاليه من قض.
وعاد المجند في لجة من التردد متفوه:
مجند: ولكن اري رياح للتغير.
رجل الامن: وما مسارها ؟؟!!
المجند ينظر الي البراح في صمت كأنه يتطلع لمعرفة الامر.
(رجل الامن) يتحدث في أهتمام .
رجل الامن: اذا علينا جذب طرف الخيط ، لنصل لنهايته.
اظلام
المشهد الرابع
................
يضئ الجدار بجانب الجدار الايسر ، يظهر الكهلان ، مرقس يرتدي بيجامة انيقة ذات القلم الواحد الازرق في الابيض ، يخطو ببطئ ثم يجلس ، تطوف بجانبه( إيفون) وهي تهمهم وتبخر وترتل .
أيفون: يجب أن نسبق الشمس الي شكرك ، ونحضر أمامك عند شروق النور ، لا رجاء من لا شكر له يذوب كاجليد شتوي
ويذهب كماء لا منفعة فيه.
ينظر (مرقس) بأعجاب ويتابع(إيفون) بتأمل .
ثم يقول لها.
مرقس: الله لا يستجيب كل طلباتنا ، لكنه يحقق كل وعوده.
تبتسم(إيفون) وتقترب من (مرقس) وتقوم برسم صليب علي
جبينة .
وتقول:
إيفون: الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة ، بل لاننا ذا قيمة لان الله يحبنا.
يتنهد(مرقس) ويقول ل ( إيفون) .
مرقس: دائما تاثرينني بطقوسك الراااااائعه.
تبتسم (إيفون ) وتقول له في سماحة:
إيفون : الله محبه ونور.
ولحظه (صمت )
يلاحظ(مرقس) شعورا غريبأ ينتاب(إيفون) .
ويعقب :
مرقس: لم اراكي من قبل عابسة .
إيفون: اري قلبي طالة الانتظار .
(مرقس) يتعجب:
مرقس: عن أي انتظار تتحدثين ؟!
تتحدث (إيفون) وهي تنظر البراح شاردة .
إيفون : رياااااااح التغييير .
لحظة (صمت)
اظلام
المشهد الخامس
..............
تضئ بؤره وسط ساحة المسرح ، يقف(محمد ) مفتول العضلات ، ممتلئ الفحوله يزهو بنفسه ،
ويتلفظ بثقة.
محمد: لا مزيدا من العبث ، فقد ضللنا الطريق.
تظهر (عفاف) من خلفه ، ترتدي ملابس رقيقة محتشمة ،
وتقول في حيرة وتردد.
عفاف: محمد ماذا تقول يامحمد ؟!
تشعر (عفاف) بالريبه والخوف ، تنظر في براح مستديم امامها ، وتبدو كأنها تبكي .
(محمد) يقترب منها في هدوء، ويرفع بوجهها اليه ،
ينظر في عينيها ويقول :
محمد: عفاف لا تبكي ياعفاف ، انا أعني القدر المرسوم دائمأ
لاصحاب الاستهداف.
(عفاف) تحاول ان تفهم .
وتعود وتقول كأنها تتنكر لكلمات( محمد) لانها لا تفهمها :
عفاف : انا احبك يامحمد احبك .
(محمد) يبتسم وهو يرتب علي منكبها برقة وعطف ، كأنه يرثو لعقلها الذي لا يصل لتفكيره ،
ويؤكد لها:
محمد: عفاف كوني علي يقين دائما بالصواب .
(عفاف ) تفرك اصابعها .
وتقول في ارتباك بصوت مهزوز.
عفاف: وماذا يقول اليقين يامحمد ؟!
(محمد) يضحك ببسمة جذابة ، ويمرر اصابعه علي راسها ، كأنه يداعب قطة صغيرة.
ويؤكد:
محمد: يقول ،عليك الان العوده الي الديار ، لقد تأخرت.
عفاف تضحك بصوت هادئ مثل الكمان .
وتقول من خلال ضحكتها اللطيفة.
عفاف: اتخشي عليا الامور يا(محمد) ؟
محمد يقول في جديه ، كأنه لا يتأثر بدلالها وخفة دمها.
محمد: (عفاف) عليك العودة الان ، اشعر برياح التغير .
نظرت (عفاف) باستفهام وهمت الي طريق العوده صوب الديار ، ولم يبرح( محمد) الطريق الا خطوات ، وإلا سمع طلق ناري اوقف الدم في عروقه .
عاد مسرعا. فرأءها مطروحة مضرجة بدمائها .
يصرخ (محمد) صرختا مدويه .
محمد: عفاااااااااااااف .
اظلام
المشهد السادس
......................
يضئ منتصف المسرح ويظهر (رجل الامن) ، ويقول بشده
لل (مجند) .
رجل الامن : رياح التغير ، رياح التغير ، أيعقل هذا بعد ثلاثون
باع ، تأتي الرياح بما تشتهي السفن .
يؤكد ال (مجند) نعم يافندم بعد ثلاثون باع .
يسمع (رجل الامن) أصوات ، يصتنت .
ويقول لل (مجند) :
رجل الامن: انهم قادمون استعد .
يستعد رجل الامن في يمين المسرح ، وال ( مجند ) في يسار
المسرح.
يدخل الحج(عزيز) مستندا علي يد الحجة(عزيزة) ، ينظر الي البراح ويخرج عن هيبته ويبكي بتأثر شديد ، يرتعش وينادي
بصوت أجش(عفاف) .....(عفاف) اين انتي يا(عفاف) ،
تفطن الحجه(عزيزة) لكلمات الحج ( عزيز) وتقبض علي يدة المرتعشه بقوة ، بغير وعي وهي تنهنه بحاله بكاء شديده ، وتأثر وشجن شديدان القسوة ،
تقول:
الحجه عزيزة:(عفاف) راحت ياحج ، أبنتي راحت .
يتفوة الحج(عزيز) بغير وعي ، كأنة تذكر.
الحج (عزيز) : رااااااحت ابنتي رااااااحت ، ولما انا اعيش ؟!
(عفاف) اين انتي؟! يابنتي يازهرتي ، انا هنا وانت هناك ، اواه من سخرية القدر يا (عفاف) ، انا هنا وانت هناك ، انت هناك.
تبكي الحجه عزيزة بحرقة .
ويردد الحج ( عزيز) :
الحج (عزيز) : انا هنا وانت هناك .
يظهر (محمد) مندفع الي وسط المسرح بقميص مفتوح ، مهدل الشعر وعيناه منتفختان ، لا يري امامه ، يحتجزه صديقة (ياسين) بكلتا يده .
يصدة قائلا باهتمام وعبوس:
ياسين: (محمد) ....(محمد) خلاص يا (محمد) ، لا فائده ، لا فائدة لقد، لقد رحلت يا ( محمد) .
(محمد) يعترض وهو يقبض منكبي(ياسين) :
محمد: لا يا( يايسن) لا ، (يبكي محمد) انها لم ترحل، يشير ثوب قلبه ويتنفس بعمق ، قائلا وهو يلوي شفتيه: انها هنا بقلبي ، هنا يا( ياسين) ، ينظر الي (ياسين) .
يلاحظ( محمد) وجود والدين عفاف .
يقترب من الاب ويمسك يدة .
ويتساءل بعدم وعي كأنه لا يصدق .
محمد: أبي...... أبي ، هل رحلت عفاف ؟؟!!
الام تشهق وتبكي .
والأب يردد:
انا هنا وانت هناك .
يدخل مجموعة من الشبان مندفعين .
يرددن:
لا مزيدا من الصمود .
كل الانتظار .
ضجرت نفوسنا.
لهيب قلوبنا نار.
يدخل(مرقس) ومعه( إيفون) ، وفي وجوههم علامة استنكار ،
تري الحجة (عزيزة) تبكي تحتضنها تنهمر الحجة(عزيزة) لبكاء حار، ويأخذ (مرقس) بيد الحج(عزيز) ويرتب علي يده يعين أياه علي ما ليه ، ينظر إليه الحج (عزيز) ويصمت وتتوقف دموعه.
ياعاود الشبان الي هاتفهم.
أرحل .......أرحل ،
ينضم (محمد) و(ياسين)الي الهتاف . .
ارحل ........أرحل .
وينظر (رجل الامن) الي ال (مجند) .
ويقررا الاشتراك في الهتاف.
أرحل........أرحل .
يسير الحج (عزيز) بجانب(مرقس)
والحجه (عزيزة) بجانب ( إيفون) .
يهتف الجميع .
أرحل........أرحل .
تمت
بقلمي
لمار صفوت
رياح التغير
.....................
المنظر مقسم الي اربع جدران
الجدار الاول ناحية اليمين عليه لوحة لبيت انيق ، اسفل اللوحة شبان ،
الاول/محمد ذات البنيان القوي
و
الثاني / ياسين ذات البنيان الضعيف ، من النظره الاولي
تشعر بحماستهم ولكنهم طوال الوقت متأففين لا يرضون بحالهم.
الجدار ألثاني ناحيه اليسار ، عليه لوحة قديمة معلقة مرسوم عليها أسرة يبدو عليها تمام الرضا ، ويجلس اسفل اللوحة كهلان
الحجة/ عزيزة
والحج /عزيز
وابنتهما الوحيدة
عفاف/وهي رقيقة المشاعر وحالمه
وهما يزيدهم الشيب وهن.
والجدار الثالث بجانب الجدار الايمن ، لرجلان حاسمان يلبسان ملابس ميري ،
رجل الامن
و
ال مجند
الجدار الرابع بجانب الجدار الايسر ،معلق عليه صورة للمسيح ويجلس اسفله كهلان يزيدهم المشيب ،
مرقس
وإيفون
وينثرون الابخرة دائما بركه ورحمه ونور من أجل ألصلاة والدعاء.
إظلام
المشهد الاول
.........
يضئ الجدار الايمن ويظهر الشبان ، في حركتهما الملفته الثائرة ،
ينظر (محمد) بكل ثقة ، ثوب اللوحة المعلقة علي الجدار ،
ويتعمق النظر ، يلاحظ ياسين
ويضيف بالنفي :
ياسين : لن تري ما يؤخذ العين بالوثب .
محمد يقيم الاعتراض:
محمد: ولما لا نتنطق بالامل ومراحلة القريبة.
ياسين: انظر الي الواقع بعين الحقيقة.
محمد باصرار:
محمد: الواقع ياصديقي متاح لمن عمل بجد .
ياسين بسخريه:
ياسين: جد في زمن العبث.
محمد: العابثون لا يبنو الحضارات.
ياسين: الان نتعظم بالماضي في حاضر فقد التعظيم.
محمد: انمانحن أحياء..... اذأ نستطيع.
يلوح (ياسين) الي الفراغ:
ياسين: اذأ عليك بالأحلام مترامية الاطراف في صحراء
لم يأخذوها بجدول العمل .
محمد يتذكر:
محمد: العمل ، كم تلازمت الاعمال بهذا الكوكب ، وتأفف المتلازمون لروتين نحت علي بوابات الديار والعقول القديمة.
ياسين: عليك بتلازم الصبر ، حتي خروجا امنا من عنق الزجاجه.
محمد يسير بضع خطوات و ينظر حوله كأنه يصتنت:
محمد: هناك رايح مغايرة للاحداث التي اعتدناها.
يرد (ياسين) بتهكم :
ياسين: وان كان ..... نحن ابناء الثلاثين عقاب.
محمد ينظر الي اللوحة مجددأ ويسئلها:
محمد: حقا ياصغيرتي الي من تكوني ؟!
يقترب (ياسين) من خلفه قائلا:
ياسين: الي من يهمهم الامر.
اظلام
المشهد الثاني
............
يضيئ الجدار الايسر يجلس الحج (عزيز) بيده جريدة، وتقف الحجه عزيزه منشغله بأمر ما ، ويتساءل باهتمام
الحج عزيز: وهل ساراكي منشغلة دائما ؟!
الحجة عزيز: لكل كائن عملة بالحياة ، انها دوره لا تتوقف.
الحج عزيز ، اذا كوني مع من اختطف منه الصبا من دهر.
الحجه (عزيزه) تتنبه وتترك انشغالها ، وتسرع الي الجلوس بجانبه .
وتقول وهي تتامل وجهه ، كأنها تدرسه:
عزيزة: الحياة تاخذ مننا اكثر مما تعطي.
الحج عزيز يتفوة بكلمات ساخره وحنونه وهو ينظر لها :
عزيز: لكنها اخذت مني الكثير ، واعطتني الجائزه.
الحج عزيزه تذكر زوجها :
عزيزة: وهل تناسيت (عفاف) اكبر الجوائز.
عزيز: (عفاف) قرة العين ودق القلب ووجعه.
اواه منك يا(عفاف) اواه
عزيزة: سلامة القلوب الاعزاء والف سلام.
عزيز: لا تنكري الدموع التي كانت تغرق مقلتينا ، لا تنكري السعاده والرضا ، والايام مهما صعبت ، كانت في اصولها سماح للوجود .
عزيزه: لن اتنكر من عالمي معك ، انما اتنكر من سوء العالم
معنا.
عزيز: حقا غلبت الامنيات في زمن الحلم ، حلقت الاحلام مثل
الطيور سريعا.
عزيزة: الا تتذكر ليست كل الاحلام .
يبتسم (عزيز) بتمام الرد :
عزيز :فليتبقي حلما واحد.
(عزيزة) تنظر الي البراح وتبتسم وتقول:
عزيزه: تراه سينتصر علي الواقع المرير.
(عزيز) يقول بحاله من الشجن وعيناه تدمع متاثرة ويداه ترتعشان:
عزيز: حتما طالما انا حي يأم(عفاف).
تنبهت ام (عفاف) وقالت وهي تكاد ان تبكي.
عزيزه: انت حي في الدنيا وفي القلوب يابو(عفاف) .
الحج (عزيز) ينظر الي أم ( عفاف)
لحظة( صمت)
تدخل (عفاف) وهي فارحة مبتسمه متفائله وتنادي.
عفاف: امي.... امي اين انتي؟
تجيب الحجة (عزيزة) :
الحجه عزيزة: عزيزتي نحن هنا.
تقترب (عفاف) ويتملكها روح المفاجأة والخجل وتعكف اصابعها، عندما تري الاب.
عفاف: سلام عليك يابي......سلام عليك يامي.
الحج عزيز : سلام علي الكرام بنيتي ، اقتربي بنيتي من ابيك المشيب ، هنا بين هذه الكفوف المعروقة ، هنا ابيك يا(عفاف) .
عفاف تتنبه لكلماات ابيها ويغص قلبها ، وتشعر بتأنيب الضمير ، وتجري تنكمش في حضن ابيها مهنهنه بكلمات معبئة بالدموع.
عفاف: ابي انا احبك يابي ، حقا احبك ، و(هي تبكي) كيف لي لا احب الكفوف التي حملتني ، العالم المذدهر بالورود ، الحقيقه و الروح التي ترف بسمعي وبصري ، دقات القلوب التي تسرع اليك في تمام الرضا والحب ، ابي ألم تعلم من انت أبي ؟!
انت العالم باثره ، كيف لي الا احبك يابي.
الحجه عزيزة تمسح دموعها وتنهنه.
الحجة العزيزة: كفا بالله عليكم ، قلبي بات لا يتحمل ، و( تمسح دموعها) حقا ما أضن قسوتكم.
ياخذ الحج (عزيز) بيد ام ( عفاف) ويحتضنها مع عفاف، اسفل زرعاه ، ويتنهد وهو ينظر للسماء.
عزيز: فلنحمد الله علي كل حال.
اظلام
المشهد الثالث
..........
يضئ الجدار الثالث بجانب الجدار الايمن ، ويظهر الجنديان بملابس الميري ، يجلس (رجل الامن) علي المكتب وامامة ال(مجند) يقف ينظر للبراح بتشدد ، يسئل (رجل الامن) ال(مجند) ، ويجب
المجند: تمام يافندم.
رجل الامن: هل من مظاهر إخلال ؟
يجيب المجند في إهتمام وأصرار .
مجند: لا يوجد يافندم .
(رجل الامن) يكشر عن أنيابه ، ويستكمل.
رجل الامن: فتن ، تحريض علي الاقليات او الشخوص ؟
مجند: لا يوجد يافندم.
(رجل الامن) يكيل بقبضة من حديد يثوبها الي لب المكتب.
رجل الامن: أحترس من ارباك للصف العام.
المجند بشدة وعناد .
مجند: متيقظين يافندم .
(رجل الامن) يتساءل ؟!
رجل الامن: ماذا عن المخربين لممتلكات المواطنين ؟!
مجند: نحن أمام الاحداث عيون واعية.
رجل الامن: اذا هل من رهاب للبشرية ؟؟!!
مجند: كل المضاجع أمنه خاليه من قض.
وعاد المجند في لجة من التردد متفوه:
مجند: ولكن اري رياح للتغير.
رجل الامن: وما مسارها ؟؟!!
المجند ينظر الي البراح في صمت كأنه يتطلع لمعرفة الامر.
(رجل الامن) يتحدث في أهتمام .
رجل الامن: اذا علينا جذب طرف الخيط ، لنصل لنهايته.
اظلام
المشهد الرابع
................
يضئ الجدار بجانب الجدار الايسر ، يظهر الكهلان ، مرقس يرتدي بيجامة انيقة ذات القلم الواحد الازرق في الابيض ، يخطو ببطئ ثم يجلس ، تطوف بجانبه( إيفون) وهي تهمهم وتبخر وترتل .
أيفون: يجب أن نسبق الشمس الي شكرك ، ونحضر أمامك عند شروق النور ، لا رجاء من لا شكر له يذوب كاجليد شتوي
ويذهب كماء لا منفعة فيه.
ينظر (مرقس) بأعجاب ويتابع(إيفون) بتأمل .
ثم يقول لها.
مرقس: الله لا يستجيب كل طلباتنا ، لكنه يحقق كل وعوده.
تبتسم(إيفون) وتقترب من (مرقس) وتقوم برسم صليب علي
جبينة .
وتقول:
إيفون: الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة ، بل لاننا ذا قيمة لان الله يحبنا.
يتنهد(مرقس) ويقول ل ( إيفون) .
مرقس: دائما تاثرينني بطقوسك الراااااائعه.
تبتسم (إيفون ) وتقول له في سماحة:
إيفون : الله محبه ونور.
ولحظه (صمت )
يلاحظ(مرقس) شعورا غريبأ ينتاب(إيفون) .
ويعقب :
مرقس: لم اراكي من قبل عابسة .
إيفون: اري قلبي طالة الانتظار .
(مرقس) يتعجب:
مرقس: عن أي انتظار تتحدثين ؟!
تتحدث (إيفون) وهي تنظر البراح شاردة .
إيفون : رياااااااح التغييير .
لحظة (صمت)
اظلام
المشهد الخامس
..............
تضئ بؤره وسط ساحة المسرح ، يقف(محمد ) مفتول العضلات ، ممتلئ الفحوله يزهو بنفسه ،
ويتلفظ بثقة.
محمد: لا مزيدا من العبث ، فقد ضللنا الطريق.
تظهر (عفاف) من خلفه ، ترتدي ملابس رقيقة محتشمة ،
وتقول في حيرة وتردد.
عفاف: محمد ماذا تقول يامحمد ؟!
تشعر (عفاف) بالريبه والخوف ، تنظر في براح مستديم امامها ، وتبدو كأنها تبكي .
(محمد) يقترب منها في هدوء، ويرفع بوجهها اليه ،
ينظر في عينيها ويقول :
محمد: عفاف لا تبكي ياعفاف ، انا أعني القدر المرسوم دائمأ
لاصحاب الاستهداف.
(عفاف) تحاول ان تفهم .
وتعود وتقول كأنها تتنكر لكلمات( محمد) لانها لا تفهمها :
عفاف : انا احبك يامحمد احبك .
(محمد) يبتسم وهو يرتب علي منكبها برقة وعطف ، كأنه يرثو لعقلها الذي لا يصل لتفكيره ،
ويؤكد لها:
محمد: عفاف كوني علي يقين دائما بالصواب .
(عفاف ) تفرك اصابعها .
وتقول في ارتباك بصوت مهزوز.
عفاف: وماذا يقول اليقين يامحمد ؟!
(محمد) يضحك ببسمة جذابة ، ويمرر اصابعه علي راسها ، كأنه يداعب قطة صغيرة.
ويؤكد:
محمد: يقول ،عليك الان العوده الي الديار ، لقد تأخرت.
عفاف تضحك بصوت هادئ مثل الكمان .
وتقول من خلال ضحكتها اللطيفة.
عفاف: اتخشي عليا الامور يا(محمد) ؟
محمد يقول في جديه ، كأنه لا يتأثر بدلالها وخفة دمها.
محمد: (عفاف) عليك العودة الان ، اشعر برياح التغير .
نظرت (عفاف) باستفهام وهمت الي طريق العوده صوب الديار ، ولم يبرح( محمد) الطريق الا خطوات ، وإلا سمع طلق ناري اوقف الدم في عروقه .
عاد مسرعا. فرأءها مطروحة مضرجة بدمائها .
يصرخ (محمد) صرختا مدويه .
محمد: عفاااااااااااااف .
اظلام
المشهد السادس
......................
يضئ منتصف المسرح ويظهر (رجل الامن) ، ويقول بشده
لل (مجند) .
رجل الامن : رياح التغير ، رياح التغير ، أيعقل هذا بعد ثلاثون
باع ، تأتي الرياح بما تشتهي السفن .
يؤكد ال (مجند) نعم يافندم بعد ثلاثون باع .
يسمع (رجل الامن) أصوات ، يصتنت .
ويقول لل (مجند) :
رجل الامن: انهم قادمون استعد .
يستعد رجل الامن في يمين المسرح ، وال ( مجند ) في يسار
المسرح.
يدخل الحج(عزيز) مستندا علي يد الحجة(عزيزة) ، ينظر الي البراح ويخرج عن هيبته ويبكي بتأثر شديد ، يرتعش وينادي
بصوت أجش(عفاف) .....(عفاف) اين انتي يا(عفاف) ،
تفطن الحجه(عزيزة) لكلمات الحج ( عزيز) وتقبض علي يدة المرتعشه بقوة ، بغير وعي وهي تنهنه بحاله بكاء شديده ، وتأثر وشجن شديدان القسوة ،
تقول:
الحجه عزيزة:(عفاف) راحت ياحج ، أبنتي راحت .
يتفوة الحج(عزيز) بغير وعي ، كأنة تذكر.
الحج (عزيز) : رااااااحت ابنتي رااااااحت ، ولما انا اعيش ؟!
(عفاف) اين انتي؟! يابنتي يازهرتي ، انا هنا وانت هناك ، اواه من سخرية القدر يا (عفاف) ، انا هنا وانت هناك ، انت هناك.
تبكي الحجه عزيزة بحرقة .
ويردد الحج ( عزيز) :
الحج (عزيز) : انا هنا وانت هناك .
يظهر (محمد) مندفع الي وسط المسرح بقميص مفتوح ، مهدل الشعر وعيناه منتفختان ، لا يري امامه ، يحتجزه صديقة (ياسين) بكلتا يده .
يصدة قائلا باهتمام وعبوس:
ياسين: (محمد) ....(محمد) خلاص يا (محمد) ، لا فائده ، لا فائدة لقد، لقد رحلت يا ( محمد) .
(محمد) يعترض وهو يقبض منكبي(ياسين) :
محمد: لا يا( يايسن) لا ، (يبكي محمد) انها لم ترحل، يشير ثوب قلبه ويتنفس بعمق ، قائلا وهو يلوي شفتيه: انها هنا بقلبي ، هنا يا( ياسين) ، ينظر الي (ياسين) .
يلاحظ( محمد) وجود والدين عفاف .
يقترب من الاب ويمسك يدة .
ويتساءل بعدم وعي كأنه لا يصدق .
محمد: أبي...... أبي ، هل رحلت عفاف ؟؟!!
الام تشهق وتبكي .
والأب يردد:
انا هنا وانت هناك .
يدخل مجموعة من الشبان مندفعين .
يرددن:
لا مزيدا من الصمود .
كل الانتظار .
ضجرت نفوسنا.
لهيب قلوبنا نار.
يدخل(مرقس) ومعه( إيفون) ، وفي وجوههم علامة استنكار ،
تري الحجة (عزيزة) تبكي تحتضنها تنهمر الحجة(عزيزة) لبكاء حار، ويأخذ (مرقس) بيد الحج(عزيز) ويرتب علي يده يعين أياه علي ما ليه ، ينظر إليه الحج (عزيز) ويصمت وتتوقف دموعه.
ياعاود الشبان الي هاتفهم.
أرحل .......أرحل ،
ينضم (محمد) و(ياسين)الي الهتاف . .
ارحل ........أرحل .
وينظر (رجل الامن) الي ال (مجند) .
ويقررا الاشتراك في الهتاف.
أرحل........أرحل .
يسير الحج (عزيز) بجانب(مرقس)
والحجه (عزيزة) بجانب ( إيفون) .
يهتف الجميع .
أرحل........أرحل .
تمت
بقلمي
لمار صفوت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق