قصيدة بقلم زوجي
وليد الأصفر بعنوان
الحب الخالص
...........................................
مغان على الخابور يؤسي خرابها
تعرى من الأعشاب فيها إهابها
مضى ألف عام لم تذق طعم قطرة
ولا بل وجه الأرض يوما سحابها
تشظى بها الصوان من حر شمسها
وخرت على الوديان فيها شعابها
وصاحت بها الغيلان رعبا ووحشة
وأبدى لظى النيران عصرا سرابها
كقلبي وقد أضناه حزن مبرح
وأفضى بروحي للهلاك اضطرابها
إذا رحت أبغي النوم ليلا تفتحت
جروحي وأضناني طويلا عذابها
وتعتادني في هدأة الليل غصة
من الوجد والأحزان تدمي حرابها
فما هذه الدنيا التي تورث الأسى
ويكسى من الأهوال شيبا غرابها
................................
لكم كان يعنيني رضى الناس إنما
غدا الآن معيار القضايا صوابها
وأمسيت إن خيرت أختار عزلتي
وأنأى عن الأصوات يعلو صخابها
وبات التزام الصمت مني طبيعة
وهجري لأقوام كثير عتابها
إذا كنت في كل النواحي معاتبا
تر الناس أخصاما وينهشك نابها
وللصمت خير من حديث كمثله
فحيح الأفاعي لا يصح اقترابها
إذا كان رأيا مرشدا في ملمة
فذاك وإلا الصمت فيها جوابها
.............................
تعلقتها بالأمس إذ كنت جاهلا
وكانت كؤوس الحب عذبا شرابها
وأشربت في قلبي هواها مؤملا
به جنة الفردوس ينشق بابها
ولكن ظني خاب إذ لم يكن به
سوى عبرة لا شيء يجدي اكتسابها
فما الحب إلا قلب أم تحبني
وترضى بأن يفنى لأجلي شبابها
وما من نساء الأرض تعطي كمثلها
ويضني إذا غابت طويلا غيابها
وأمي رعتني دون شيء تناله
كما النحل يعطي الشهد جودا لعابها
وما الأرض إلا أمنا نرضع الذي
يوافي به صدر لها أو رضابها
وفي قلبها نأوي إذا ما تصرمت
ليال لنا فيها وأشفى ذهابها
فيا حبي الأغلى لأنت التي لها
جفون المآقي مسكن أو هدابها
ويجزيك ربي الخير فالله شاكر
ومن فضله الأعمال يهدى ثوابها
..............................
وحسبي مصير الكل ما ثم غاية
سوى الأرض تطوينا ويعلو ترابها
فها قد دنا يومي وإني لراحل
فما العمر إلا ديمة وانسكابها
..............................................
وليد الأصفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق