صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي
أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ
فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ
مع الأصحابِ في زمنِ المآسي
فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ
لهمْ قلبٌ بلا عطفٍ وقاسي
ترَي بينَ الشقيقِ صراعَ حربٍ
على مالٍ وجاهٍ أوْ كراسي
فدمّ الرحمِ صارَ بلا رباطٍ
وقدْ ضُرِبتْ أواصرهُ بفأسٍ
وكمْ جفَّ الودادُ بكلِّ قلبٍ
فلا أحدٌ إلى أحدٍ يواسي
جفاءُ الناسِ في زمنٍ عقيمٍ
شديدُ الوقعِ من صلبِ الرواسي
وغدرُ الناسِ بالناسِ كثيرٌ
كغدرِ الذئبِ في وزنِ القياسِ
ففي عهدِ الاوائلِ كان وداً
ثمينُ الوزنِ من دررٍ وماسِِ
ترانا اليومَ في وضعٍ غريبٍ
يعيشُ الكلُّ مابينَ أنتكاسٍ
فراحُ النفسِ قدْ أضحى بعيداً
وسهدُ الليلِ من كيدِ الشراسِ
حُرِمنا كلَّ إسعادٍ وفرحٍ
وبتنا الليلَ منْ غير النعاسِ
أصولُ العربِ في كرمٍ وجودٍ
كخيطٍ من سرابٍ بالأساسِ
حياةُ اليومَ أنهتْ كلَّ حسنٍ
وصارَ العرْب من غيرِ أحتراسِ
يهونُ اليومَ من خوفٍ وجبنٍ
ترابُ القدسِ في عينِ التياسِ
ومجدُ العربِ قد باتَ هزيلاً
بترك الأرض ِفي كفِّ النجاسِ
تركنَّا كلَّ عزمٍ واعتدادٍ
وصارَ العزمُ ماتحتَ المداسِ
فكمْ كانَ المجندُ عندَ عربٍ
لهُ باعٌ طويلٌ بالمراسِ
ومقدامُ الحروبِ بكلِّ حسمٍ
شديدُ البأسِ من نبعِ الحماسِ
فولىَّ الجدُّ منْ جندٍ وراعٍ
بذاكَ العهدُ منْ فقد الحواسٍ
بقلم كمال الدين حسين القاضي
البلد مصر